أبقار
ماذا تعرفون عن جنون البقر.. وكيف ينتقل إلى الإنسان؟
- الأردن أعلن إيقاف استيراد الأبقار والعجول من 3 دول بسبب جنون البقر
مرض جنون البقر أو ما يُعرف باسم اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري، مرض تنكسي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي عند البقر، ويؤدي إلى تغيرات سلوكية لها بسبب تلف الدماغ، مؤديا في النهاية إلى وفاتها.
في عام 1993 اعتبر مرض جنون البقر وباء بين البقر، وكانت تقدر نسبة الإصابة بنحو 1000 إصابة أسبوعيا، ما أدى إلى خسارة ثروة حيوانية كبيرة في تلك المدة.
ولا يعد المرض في العصر الحالي وباء، وجرى حصر أعداده لتصبح نحو حالة واحدة سنويا، أو قد تنعدم الحالات بشكل كامل سنويا.
يصيب الإنسان
لم يقتصر مرض جنون البقر على الماشية بل امتد الأمر إلى أن يصيب الإنسان لأول مرة في عام 1996، ليُطلق على المرض اسم داء كروتزفيلد جاكوب المتغير.
ويختلف مرض كروتزفيلد جاكوب المتغير عن مرض كروتزفيلد جاكوب الكلاسيكي (CJD)، بالرغم من أن كلاهما مرضان دماغيان قاتلان إلا أن البريون المسبب لكل حالة ومصدر الحالة مختلف تماما فيما بينهما.
وأظهرت دراسة شملت 132 حالة من حالات الإصابة بداء كروتزفيلد جاكوب في المملكة المتحدة، دليلا على زيادة خطر الإصابة بداء كروتزفيلد جاكوب المتغير عند تكرار استهلاك منتجات لحوم البقر التي يحتمل أن تحتوي على لحوم معالجة ميكانيكيا ولحوم رأس، مثل: "البرغر، فطائر اللحوم، النقانق".
الأنسجة عالية العدوى
ومكنت الاختبارات الحيوية والاختبارات الجزيئية من تحديد الأنسجة عالية العدوى، وهي الأنسجة التي يمكن أن تشكل خطرا مرتفعا نسبيا لانتقال المرض من الأبقار إلى الإنسان، وشملت هذه الأنسجة: "الدماغ، النخاع الشوكي، شبكية العين، العصب البصري، الجذر الظهري، العقد ثلاثية التوائم".
وتقسم أعراض مرض جنون البقر إلى قسمين، الأول يشمل الأعراض على الماشية، والتي لا يمكن اعتبارها أمرا حيوانيا فقط، بل يجب ملاحظتها ودراستها للامتناع عن تناول تلك الماشية حتى لا تسبب مرض كروتزفيلد جاكوب المتغير للإنسان.
أعراض مرض جنون البقر
وتمثلت أبرز أعراض مرض جنون البقر في تغيرات في سلوكيات الماشية، والرعاش، والاستجابات المفرطة للمحفزات، والترنح أي عدم التوازن أثناء المشي، والعدوانية بحيث تصبح الماشية المصابة مصدر خطر للحيوانات الأخرى، وانخفاض إنتاج الحليب، وفقدان الوزن، والفرك ولعق الجسم بشكل مستمر، وهذا العرض نادر الحدوث.
أما القسم الثاني، يشمل أعراض مرض كروتزفيلد جاكوب المتغير الناتج من مرض جنون البقر على الإنسان، والتي تتمثل في فقدان الذاكرة، وتغيرات في الشخصية، وعدم الاتزان أثناء المشي، والتلعثم وصعوبة في التحدث، والصعوبة في البلع، وصعوبة في التفكير، وضعف الذاكرة، واضطراب المشاعر، إضافة إلى اللامبالاة، والإثارة الشديدة وتضخيم الأمور.
كما تشمل الأعراض، الارتباك، وتشنجات عضلية لا إرادية، والاكتئاب وفقدان القدرة على تنسيق الأحداث وترتيبها، واضطرابات في النوم، وغالبًا يكون الأرق هو المسيطر على هذه المشكلات، وضعف البصر.
مصدر مرض جنون البقر
والمصدر الرئيسي لمرض جنون البقر، هو دخول البريون إلى جسم الماشية، والبريون هو بروتين غير معروف المصدر بشكل واضح يؤدي إلى إحداث انقسامات واحتلالات في الجهاز العصبي المركزي للماشية وللإنسان، ووفق اعتقاد الخبراء دخل البريون إلى جسم الماشية من خلال تقديم اللحوم والعظام المطحونة كعلف لتغذيتها.
هذا الأمر جعل العديد من الدول تمنع استخدام الأعلاف المصنوعة من لحوم وعظام الحيوانات التي تزيد أعمارها عن 30 شهر اعتقادا منهم أن البريون يظهر في جسم تلك الماشية المُستخدمة بالأعلاف بعد هذا العمر.
أما في ما يخص مرض كروتزفيلد جاكوب المتغير فإن السبب الرئيس في وصوله إلى جسم الإنسان هي تناول لحوم العجول أو الأبقار المُصابة بمرض جنون البقر، وخاصة الدماغ، والنخاع الشوكي، وأعضاء الجهاز الهضمي.
عوامل زيادة احتمالية إصابة الإنسان
ويوجد العديد من العوامل التي تزيد احتمالية إصابة الإنسان بمرض كروتزفيلد جاكوب المتغير إثر تناول الماشية المُصابة بجنون البقر.
ومن أبرز هذه العوامل التقدم في العمر ومكان السكن.
مضاعفات جنون البقر
وتمثلت مضاعفات مرض جنون البقر ومرض كروتزفيلد جاكوب البشري المتغير في فقدان وظائف العديد من الأعضاء نتيجة تلف الخلايا العصبية في الأعضاء فإن هذا يؤدي إلى فقدانها وتلفها، مثل أن تصاب العيون بالعمى، أو تصاب الأطراف بالشلل.
كل هذا وأكثر يمكن أن يحدث، فلكما تلفت خلية في الدماغ أدى ذلك إلى مضاعفات خطرة على كلا الحاملين للمرض.
وتعد الوفاة أمرا حتميا للمصابين بأمراض البريون عموما، فشدة المضاعفات تؤدي إلى الموت، وهذه النتيجة تشمل الأبقار وكذلك الإنسان، فالبريون له ذات المضاعفات مهما اختلف الحاضن للمرض.
ومرض جنون البقر عند الحيوانات ومرض كروتزفيلد جاكوب المتغير الذي يصاب به الإنسان لكلاهما ذات التشخيص، لكن للأسف هذا التشخيص غالبا ما يكون بعد الوفاة.
والتشخيص المتبع عادة هو فحص أنسجة المخ.
لكن هذه الفحوصات غالبا لن تؤكد الإصابة بمرض كروتزفيلد جاكوب المتعير وإنما قد يتم التشخيص الخاطئ لها أحيانا، إذ يكثر تشخيص هذه التغيرات في الدماغ بالزهايمر.
طرق العلاج
وتمثلت طرق علاج مرض جنون البقر ومرض كروتزفيلد جاكوب المتغير الناتج منه، في "عند الشك في تصرف الأبقار وأن سلوكها أقرب للاختلال العقلي فإن العلاج القطعي للحالة هو ذبح هذه الأبقار ودفنها، ويجب عدم استخدام لحومها للبيع أو لتغذية الأبقار الأخرى".
ولا يوجد علاج لأمراض البريون كافة إلى يومنا هذا، وهذا يعني أن لا علاج لمرض كروتزفيلد جاكوب المتغير، ويقتصر العلاج على تقديم أدوية داعمة لتخفيف الأعراض على المريض.
وقاية الأبقار من المرض
وتجري وقاية الأبقار من هذا المرض بعدم إطعامها أعلافا حيوانية تحتوي على لحوم وعظام الأبقار المطحونة، وخاصة التي كانت تزيد أعمارها عن 30 شهرا.
كما تجري الوقاية من مرض كروتزفيلد جاكوب المتغير من خلال تجنب تناول اللحوم النيئة أو نصف الاستواء، وخاصة ذات المصدر البقري، والامتناع قطعًا عن تناول الأجزاء الحيوانية الآتية: الدماغ، النخاع الشوكي، الجهاز الهضمي، العينين، اللوزتين.
وجرى تصنيف هذه الأعضاء في المملكة المتحدة على أنها مواد خطرة يجب التخلص منها وعدم بيعها أو تناولها.
إيقاف استيراد العجول ولحومها في الأردن
وكانت وزارة الزراعة، أعلنت الجمعة، إيقاف استيراد العجول ولحومها بجميع هيئاتها من هولندا وإسبانيا منذ عشرين يوما، بعد تسجيل إصابات جنون البقر في هذين البلدين.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة لورنس المجالي لـ"رؤيا"، إن الوزارة أوقفت الاستيراد من البرازيل احترازيا الأسبوع الماضي بعد رصد إصابة هناك.
وأضاف المجالي، أن الأردن يستورد عجولا من 22 دولة، مؤكدا متابعة الوضع الصحي والوبائي في دول المنشأ.
فائض في الأردن
وفي عام 2022، استورد الأردن 95 ألف رأس بزيادة 20 ألفا عن العام الذي سبقه، كما استورد 43 ألف طن لحوم، بحسب المجالي الذي أكد وجود فائض من هذه السلعة بكميات تكفي حاجة السوق للشهر الفضيل.
يشار إلى أن قطاع تربية الأبقار دخل في مرحلة التعافي من الحمى القلاعية بعد عزل وتحصين المزارع الشهر الماضي.