طفل يلعب بإحدى الإلعاب الذكية
ألعاب إلكترونية ذكية "قنابل موقوتة" تهدد حياة أطفال ومراهقين في الأردن
- أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي يدق ناقوس الخطر بخصوص تسجيل حالات شبهة انتحار أطفال بالأردن
- خزاعي: الأطفال والمراهقون يرغبون بمتابعة الألعاب الإلكترونية والمسلسلات المبنية على العنف
- استشاري الدماغ والأعصاب الدكتور جمال الأخرس:أعداد الأطفال المراجعين لعيادته ارتفعت منذ 3 سنوات
- الأخرس: استخدام الألعاب الإلكترونية يؤثر على قشرة الدماغ
أثارت تصريحات مدير المركز الوطني للطب الشرعي ماجد الشمايلة، عن وجود ثلاث حالات انتحار بين الأطفال دون سن الـ15 في الأردن، في العام الماضي، بسبب الألعاب الإلكترونية الذكية والمسلسلات المخاوف لدى الأردنيين حول سلامة وصحة أبنائهم مع انتشار استخدام الأجهزة الذكية.
وبالرغم من أن هذه الألعاب نجحت بالفعل في تسلية الأطفال وإشغالهم إلا أنها مع مرور الوقت أصبحت "قنابل موقوتة"، فقد بدأ الأهل يلاحظون أن أطفالهم باتوا قليلي الحركة، نادري الكلام، وليس لديهم الرغبة في اللعب مع أصدقائهم أو أشقائهم ، لأنها بدأت تسيطر على عقولهم في يقظتهم و حتى في أحلامهم.
أستاذ علم الاجتماع، الدكتور حسين الخزاعي، دق ناقوس الخطر بخصوص تسجيل الأردن حالات "شبهة انتحار" لأطفال في العام الماضي نتيجة لتقليد المسلسلات والألعاب الإلكترونية.
متابعة الألعاب الإلكترونية
وقال الخزاعي لـ"رؤيا" الخميس، إن الأطفال والمراهقين يرغبون بمتابعة الألعاب الإلكترونية والمسلسلات المبنية على العنف التي تتضمن مهارات قتالية، إذ أنهم يلجأون إلى تقليد دور "البطل" ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وفاتهم.
وأضاف أن الأطفال لا يقصدون الانتحار أو إنهاء حياتهم، بل يقلدون ما يشاهدونه، خصوصا أن نهاية "البطل" في المسلسلات والألعاب الإلكترونية غالبا ما تكون الموت.
تشديد الرقابة
وبحسب الخزاعي، فإنه يجدر تشديد الرقابة على لعبة "الببجي" التي يعتمد القتال والعنف في لعبها، ما يتسبب بتقليد مضمونها، وبالتالي إيذاء النفس التي قد يؤدي إلى "شبهة الانتحار".
ولفت إلى أن هناك عوامل عوامل تساهم في انتحار الأطفال في الأردن، أبرزها تعامل الأهالي بقسوة مع أبنائهم، ما يولد العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، وبالتالي يفكر بالتخلص من حياته من خلال الانتحار.
وإلى جانب ذلك، يلجأ الطفل إلى إيذاء نفسه لجلب النظر إليه، في حال حرمانه أو نتيجة لمعاناته، من أجل النظر إلى مطالبه واحتياجاته، وفق الخزاعي الذي أكد أن التفكك الأسري والطلاق سببان رئيسيان لذلك.
نوبات التشنج
ومن جهته، عقب استشاري الدماغ والأعصاب الدكتور جمال الأخرس على هذا الخصوص، قائلا إن أعداد الأطفال المراجعين لعيادته ارتفعت منذ 3 سنوات لإصابتهم بنوبات التشنج والصرع جراء استخدامهم للألعاب الإلكترونية لأكثر من ساعة ونصف يوميا.
وشدد الأخرس، على ضرورة استخدام الأجهزة الإلكترونية لمدة لا تزيد عن ساعة ونصف يوميا، بحيث لا يزيد عن 9 ساعات أسبوعيا.
اضطرابات بالسلوك
ولفت إلى أن استخدام هذا النوع من الألعاب يؤثر على قشرة الدماغ ما يؤدي إلى الصرع والصداع النصفي والتوتري، مبينا أن الأطفال يلجأون إلى تقليد ما يشاهدونه، ما يؤدي إلى الوفاة.
ووفق الأخرس، فإن دراسة أجريت على نحو مليون طفل في الولايات المتحدة يستخدمون الألعاب الإلكترونية، إذ أظهرت إصابة 250 ألف طفل منهم بضعف وانحراف بالبصر ومعاناة نحو 187 ألف طفل من الأمراض النفسية وانفصال واضطراب بالسلوك ، إلى جانب إصابات بنوبات صرع وتشنجات.
انتشار التطبيقات الذكية
ومع الانتشار الواسع للتطبيقات الذكية والألعاب الإلكترونية أصبحت المجتمعات أمام تحديات جديدة لمواجهة بعض الآثار المدمرة لبعض الألعاب الالكترونية على حياة الأطفال والمراهقين.
وحذرت وحدة الجرائم الالكترونية التابعة لمديرية الأمن العام في الأردن، من جهتها من مخاطر عدم مراقبة الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص من قبل ذويهم أثناء استخدامهم للألعاب الإلكترونية والهواتف والتطبيقات الذكية.
كذلك حذرت عبر منشورات توعوية من مخاطر أن يتحول شغف الأطفال بهذه الألعاب إلى إدمان دائم.
قطاع الاتصالات
بدورها ، هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، حذرت الأردنيين من الألعاب الإلكترونية المنتشرة من عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل لعبة "مومو" أو "تحدي مومو" و" الببجي " و" الفورتنايت" وغيرها من الألعاب القتالية من خلال تطبيقات الهواتف الخلوية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وأكدت الهيئة في تصريح سابق لـ "رؤيا" أن هذه الألعاب تدفع المراهقين والأطفال لإيذاء أنفسهم من خلال إطلاق تحديات تبدأ بشكل بسيط مثل طلب فتح صور مخيفة وتنتهي بطلب ایذاء أنفسهم بالأسلحة.
سرقة المحتويات
ودعت الهيئة أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة أبنائهم وحثهم على إلغاء وعدم فتح أو تداول أي رسائل أو صور مجهولة المصدر قد تصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بسبب أن هذه الألعاب الإلكترونية تؤثر على الأطفال والمراهقين وتطلب منهم اتباع بعض الأوامر التي قد تنتهي بهم إلى الانتحار أو سرقة محتويات الهاتف من صور ومعلومات شخصية للسيطرة عليهم.
وأشارت إلى أن الهيئة قد أطلقت حملات توعوية متخصصة حذرت من خلالها حول مدى خطورة تلك الألعاب وتأثيرها السلبي على مستخدميها، مضيفة أن سبل الوقاية في التعامل مع هذه التطبيقات من خلال التوعية المستمرة من قبل أولياء الأمور والجهات التعليمية والرقابية في المملكة.