إحدى العمارات المنهارة جراء الزلزال المدمر في تركيا
"دبلوماسية الزلازل" تردم فجوات بين أعداء الأمس
- طائرة سعودية حطّت في مطار حلب الدولي محمّلة ب 35 طنًا من المساعدات الغذائية
- الأسد تلقى اتصالاً من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي
بعد زلزلة تركيا وسوريا فتحت العديد من الدول بوّابات التشبيك مجدّدا مع البلدين المتنافرين وذلك على صهوة جهود إسناد وإغاثة طارئة فيما بات يسمّى ب "دبلوماسية الزلازل". فهل أسهمت الكارثة بإعادة الإنسانية إلى مسارها وكسر الجليد حول العلاقات المتوترة؟
جاءت الكارثة لتجمع البلدين المنكوبين حول مصيبة واحدة؛ وهول مشاهد متشابهة ليأتي بالأمس إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد على فتح معبرين إضافيين بين تركيا وشمال غربي سوريا لمدّة ثلاثة أشهر؛ من أجل إدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.
الولايات المتحدة - اللاعب الرئيس في فرض سياسة التباعد- رأت في ذلك أمرًا إيجابيًا للشعب السوري، بشرط أن يكون الأسد "جادًا" في الوعود التي قطعها
إسناد سعودي إلى سوريا لأول مرّة منذ اثنتي عشرة سنة
ولأول مرة منذ قطع العلاقات حيث لا جسور جوية مباشرة منذ عام 2012 .. تحطّ طائرة سعودية في مطار حلب الدولي محمّلة ب 35 طنًا من المساعدات الغذائية، مع توقع وصول المزيد من الطائرات خلال الأيام القادمة
وإلى جانب اتصالات تضامن من الحلفاء التقليديين لسوريا، تلقى الأسد اتصالاً من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هو الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل دبلوماسي محدود. كما تلقى اتصالاً مماثلاً من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، هو الأول منذ أكثر من عقد
سبقهما اتصال بين الملك عبدالله الثاني والأسد بعد سويعات على وقوع الزلازل بالتزامن مع تسيير رحلات إغاثة جوية ثم برية.
ذوبان الجليد بين يريفان وأنقرة
وعلى غرار ذلك أسهمت الكارثة الإنسانية في تخفيف التوتر السياسي بين تركيا وخصومها. فلأول مرة منذ 35 عامًا فتح معبر أليكان في محافظة إغدير بين الأخيرة وأرمينيا لإيصال مساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال
إطفاء التوتر بين أنقرة و ستوكهولم
أما السويد التي يتصاعد التوتر بينها وبين تركيا بسبب استضافتها لعناصر من منظمة
العمال الكردستاني ، أعلنت استعدادها مبكرا لتقديم الدعم ، وأرسلت إلى تركيا فريقا من المهندسين المعماريين، و متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية. كما قدمت دعمًا قدره 30 مليون كرونا سويدية .
رغم من النزاعات والاختلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن الدول والشعوب تنسى العداء بينها في الأوقات الصعبة، وتساند بعضها البعض من خلال التأكيد على البعد الإنساني