نبض البلد يناقش تطورات قضية معاذ الكساسبة
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الخميس، التطورات الأخيرة على قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث استضافت كلا من الوزير الأسبق الدكتور بسام المعموش، ورئيس مكتب القدس للدراسات السياسية الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي.
وقال بسام العموش إن موضوع التفاوض اصبح أمرا طبيعيا، ولا ينتقص من قيمة اي دولة، لان أي دولة تبحث عن مصالحها، والموضوع معقد وصعب، والاردن اصبح لديه خبرة في موضوع التفاوض كما حصل معها في ليبيا.
وبين أن كل طرف يحرص على ان يأخذ حقه في اي صفقة، و الايقاع في الاردن الان محصور باسترجاع معاذ، واي أمر آخر هو رتوش ولا معنى له ولا قيمة له، والنقطة التي لا تنازل عنها هي الطيار معاذ.
ولفت إلى أن الموضوع يجب أن يبقى طي الكتمان، فكل كلمة قد تؤثر، مناشدا الاعلام أن يتقي الله في حياة معاذ، فلا يجوز المتجارة بحياة الناس من اجل سبق اعلامي، وحين يفرج عنه وقتها نطلب التفاصيل.
ودعا إلى تماسك المجتمع، لانه يمكن أن يكون الهدف هو الزعزعة من قبل داعش.
ودعا العموش إلى خطاب يتناسب مع المفاوضات، فعلينا أن نغير خطابنا كدولة ونمسك عن بعض المصطلحات مثل "الاجرام الداعشي"، فنحن في مرحلة تفاوض يجب أن تكون العبارة سياسية وحمالة أوجه ولسنا في مرحلة هجوم.
وقال إن معاذ وسلامته تحصيل حاصل، فهم لن يسلمونا صندوقا فارغا، ولكن الطرح هو الاستعادة وغير ذلك لا يجوز ان نطرح.
وقال إن معاذ بخير لأن داعش تعرض التفاوض، وهذا دليل أنه بخير وهذا بشارة لأهل معاذ أنه بخير.
واعتبر أن داعش ستخسر الكثير إن الحقت أي سوء بمعاذ لانه لن يبقى لديها اي أوراق تفاوض عليها، وهذ سينعكس سلبا على ساجدة وعلى كل مؤيد لهم، إن حصل لمعاذ اي شيء.
وذكر أن المؤشرات تشير إلى حد الآن إلى انها تشتغل سياسة، ولذلك بعثت برسالة لجهورها أنها لديها قدرات سياسية على التفاوض والمناورة، فان اخرجوا معاذ فإنهم يرسلون بذلك رسالة على أنهم دولة، وأنها قادرة على التفاوض وليست مجرد جماعة.
وبين :" بأن الكرة في ملعب داعش هي طلبت طلبا والاردن اجاب عليه، وداعش من أغبى الناس إن فرطت بموضوع معاذ".
ونوه إلى أن الاردن يقدر على القيام بردود إن لم تستجب داعش، فإن الحق بمعاذ اي أذى، فسترد الاردن بأذى اكبر منه فالأردن له علاقه بالعراق، والتحالف ولديه اسرى ادلوا بمعلومات له، أي أنه يمتلك ادوات رد كثيرة.
وقال إن تنظيم داعش على المحك سياسيا، واسلاميا وإن ارادت ان تكسب اصدقاء وعائلة معاذ، لا يجوز أن تمسه بأذى.
وختم قوله أنه على الاردن الإتصال بأسي طرف مهما كان، واي وسيط، لان المهم هو تحقيق مصلحتنا، داعي إلى الوقوف خلف خلف المفاوض الاردني حتى يرجع معاذ.
من جانبه أكد عريب الرنتاوي على أن التفاوض ليس سابقة اردنية وأمريكا فاوضات من قبل جماعة طالبان مقابل اطلاق 5 من قادتها، وفرنسا دفعت 25 مليون مقابل اطلاق رهائن لها ، فأي دولة تدخل في اي موضوع مشابه، يحتم عليها التفاوض، مشيرا إلى أن رسالة الاردن، والتي تقول ساجدة الريشاوي مقابل الطيار هو رسالة من الاردن للتفاوض.
وبين ان بقاء المعلومات سرية، وطي الكتمان، ضرورية للحفاظ على حياة معاذ، ويجب أن تكون في اضيق نطاق، لمنع الطرف الاخر من خلق بلبلة.
وقال :" منذ اليوم الاول و جلالة الملك وكل الشعب الاردني، جعلوا معاذ فرد من اي اسرة اردنية، وهذا امر ملموس، وهي قضية وطن وراي عام وطني، وتدار من قبل الجهات المختصة وعلى مدار 24 ساعة، وتبذل كل جهد من أجل اخراجه.
وبين أن التجربة اثبتت في حالات متشابه مع غيرنا، أن قضايا التفاوض تاخذ وقتا طويلا، لأن التفاوض معقد، فحين يطلبون من اليابان اطلاق صراح ساجده الريشاوي مقابل الرهينة الياباني، في وقت اليابان ليس له سيادة على الاردن فهناك درجة من التعقيد تجعل الامر يحتاج إلى وقت، وتتطلب صبرا وطول نفس رغم قساوة الموضوع على اهل معاذ.
وقال أنا اعتقد انتقال المسألة عبر الاعلام أمر أملته علينا داعش، وأرى أن داعش تريد اللعب بالاعصاب الاردنية، داعيا إلى توحد المجتمع الاردني.
ولفت إلى أن :" قيمة ساجدة الريشاوي هي قيمة معنوية، وتريد بث رسالة لانصارها ومقاتليها انها لا تترك جنودها وراءها، ولا تتخلى عنهم، و البغدادي يريد ان يقول أنه امتداد للتاريخ وكأنه المعتصم بالله ، بأنه لن نترك امراة في السجن ".
فكل مطالب داعش دائما في سوريا و لبنان هو اطلاق صراح النساء، اضافة إلى أن البغدادي له صلة وعلاقة مع عائلة الرشتاوي حين استقبلوه في بغداد في وقت سابق.
واشار إلى أن داعش غير مستعجلة في موضوع التفاوض وعنصر الوقت لصالجها، فنحن المعنيين أكثر في موضوع الوقت، فإن لم نمسك بانفسنا، ستطيل داعش أمد الازمة وتبقى وتلعب بنا من خلال اطالة وقت التفاوض.
وقال إني اعتقد أن الطيار حي يرزق، وسليم ومعافى، وهذا تحليلي السياسي، وهذا يعطي شرعية للطلب الاردني أنه يريد معلومات عن حالة معاذ.
وواكد أن نقطة البدء في اي صفقة هي الاطمئنان عن حالة الأسير الصحية، وداعش لن تفرط بهذه الورقة وإلا لن يبقى لها شيء تفاوض عليه.
واعتبر رسائل داعش الاخيرة هي جزء من عمليات المفاوضات، التي تحوي تهديدات، وانعكاسات، وشد اعصاب واثارة بلبلة، وضغط على المفاوض ورفع سقف الثمن، مضيفا إلى أن ساجدة الريشاوي، وبقاءها في السجن هو عبئ علينا، والظرف حكم أن نخرجها، ونحن في ظرف مضطرين أن نقدم تنازلات.
وتابع قوله إن تنظيم داعش يكبر يوم بعد يوم ورقة معاذ ويلعب بورقته بشكل كبير، بحيث صرنا مهيئن لتقديم تنازلات أكبر وهذا ما نجحت به داعش.
واعتبر اداء الدولة الاردنية في هذه الازمة بالجيد ، وهو فريق جيد ويعكس أن قضية الطيار هي رقم واحد في الاردن.
ودعا الرنتاوي بعض السياسين إلى عدم تصفية الحسابات مع الدولة، من خلال ركوب موجة معاذ، معتبرا أن هذا العمل غير اخلاق، فهناك قضايا البطالة و الفقر، والتنمية و الاصلاح السياسي يمكن أن يحاسبوا الدولة من خلالها.
وعن طرق التفاوض مع داعش، قال إن الاصل التواصل مع تركيا ومخابراتها، وقطر فهذه وسائط جيدة للتفاوض، والاردن حتما عملت اتصالتها الكافية في هذا الشأن.
وختم قوله أن على الشعب الاردني ان يعلم أن المفاوض الاردني يرلايد نهاية سعيدة لمعاذ وللجتمع الاردني، ويريد ان ينهي هذا الملف على خير وسلام، فهو متعجل ايضا في انهاء هذه الازمة.