التفاصيل الكاملة لقصة " ساجدة الريشاوي "
رؤيا - ليندا المعايعة - اجتازت العراقية ساجدة عبد القادر لطيف الريشاوي في نوفمبر تشرين ثاني من عام 2004 الحدود الاردنية - العراقية برفقة زوجها علي حسين الشمري" منفذ تفجير "راديسون ساس" بحجة العلاج في الاردن فهي عروس عقيمة تبحث عن طفل تمضي معه حياتها وهكذا رُسم المخطط الارهابي لتفجير فنادق عمان.
ساجدة الريشاوي 46 عاما الفلاحة الملقبة من قبل تنظيم القاعدة بـ "أم عميرة"، تحولت في عام 2004 الى ارهابية بعد فشلها في تفجير حزامها الناسف في فندق "راديسون ساس" عندما دخلت عرس اشرف الدعاس وزوجته ناديا بحجة رغبتها بحضور عرس اردني.
البداية ودخول الأردن
بعد مقتل اخيها امير تنظيم القاعدة في الانبار" سامر" الذراع الايمن لزعيم تنظيم الجهاد والتوحيد في العراق ابو مصعب الزرقاوي انذاك، اضافة الى مقتل اخويها عمار وياسر من قبل القوات الامريكية عام 2003.
انضمت الريشاوي الى التنظيم بعد ان ابدت رغبتها بالمشاركة في تنفيذ عملية عسكرية انتقاما لاخيها سامر بعد ان علم ابن عمها نهاد رغبتها من شقيقها ياسر قبل قتله ، جلس معها نهاد وسمع منها وخطط لتكون جزءا من عملية عسكرية للتنظيم في الاردن.
في احدى منازل الانبار حرر عقد زواج للريشاوي والشمري ،ورافقهم وقتها منفذي التفجيرات صفاء ورواد من الجنسية العراقية، وحفظت الريشاوي ما ستقوله لرجال الامن الاردنيين على الحدود "انا عقيمة جيت اتعالج بالاردن عشان يصير عندي ولد".
دربت ساجدة الريشاوي خلال اقامتها في شقة مفروشة بمنطقة تلاع العلي على يد زوجها الذي اطلعها على مخطط تنفيذ العملية العسكرية في فندق الراديسون وكيفية سحب حلقات التفجير المثبتة على يديها والضغط عليها.
تنفيذ العملية
في يوم التنفيذ دخلت ساجدة برفقة علي وحسب المخطط فاخذ كل منهما موقعهما - علي داخل القاعة وهي في زفة العروس - ، واعتلى زوجها طاولة وصرخ في اعلى صوته "الله اكبر" وظلت ساجدة بين اهل العروسين تحاول تفجير حزامها الا ان خللا في الصاعق حال دون حدوث التفجير.
و بعد محاولات عدة منها لتفجير الحزام الناسف، هربت من الفندق مع الناجين، حيث ذهبت الى مدينة السلط وهناك بحثت عن منزل " نضال محمد عربيات" زوج شقيقتها الخبير العسكري في تنظيم القاعدة والذي قتل هو الاخر في العراق، واقامت في منزل عائلة عربيات بعد ان تحججت بانها حضرت للعلاج في الاردن.
استضيفت الريشاوي في منزل عربيات 3 ايام بعد تفجيرات فنادق عمان، وكعادة الاردنيين فلم تضغط العائلة المضيفة عليها بل رحبت بها وقامت بتقديم الضيافة.
صندوق الرمان
كان لحسن حظ العائلة ان كشفت امرها بسبب "صندوق رمان " وضع تحت سريرها ، فكان والد نضال الذي كان يريد ان يسحب الصندوق من تحت السرير، حيث اكتشف وجود الحزام الناسف.
وبعد سؤال الريشاوي عن الحزام أقرت انها من منفذي تلك التفجيرات وعلى اثرها تم ابلاغ الاجهزة الامنية واحيلت الى محكمة امن الدولة.
محاكمة الريشاوي
حظيت جلسات الريشاوي باهتمام اعلامي وجلسات علنية الا ان الصمت كان يلازمها في كل الجلسات، ففي الجلسة الاولى ولدى طلب رئيس المحكمة قراءة الفاتحة على روح شهداء عمان صمتت ولم ترض ان تقرأها وتحججت بعدها لمحاميها والصحافة انها قرأتها بقلبها!.
الريشاوي ومنذ بداية جلساتها تمسكت بعدم الاقرار بذنبها في المشاركة بتفجيرات فنادق عمان حتى انها طالبت باعلان براءتها من تهمة القيام باعمال ارهابية افضت الى موت انسان.
ابرز ما جاء في محاكمة ساجدة الريشاوي امام محكمة امن الدولة
* الشاهد (محمد عربيات) 58 عاما قال انه يعرف المتهمة ساجدة ولا يعرف بقية المتهمين مشيرا الى ان المتهمة هي شقيقة زوجة ابنه نضال الذي قتل في العراق موضحا انه بتاريخ 9 ـ 11 ـ 2005 بحدود الساعة العاشرة مساء وبينما كنت نائما سمعت صوت جرس الباب يقرع واستيقظت من نومي وتوجهت الى الباب ووجدت المتهمة (ساجدة) تقف على الباب.
وقال انه لم يكن يعرفها قبل ذلك وأخبرتني انها شقيقة زوجة ابني نضال فأدخلتها الى المنزل وسألتها عن زوجة ابني نضال وأمضت عندي في البيت (3) ايام.
وأضاف محمد تم تخصيص غرفة نوم خاصة بها وفي اليوم الثالث دخلت الى غرفتها بهدف تناول شيء ما من تحت السرير فعثرت على حزامها الناسف حيث استفسرت منها عن الحزام الناسف فقالت انه حزام ناسف تستخدمه ، فقمت فورا باخبار احد ضباط المخابرات العامة بذلك وحضر الى منزلي وسلمته الحزام الناسف واستدعيت من قبل الأجهزة الأمنية وأخبرتهم بما حصل معي.
وقال الشاهد ان المتهمة سبق ان ابلغته انها حضرت برفقة زوجها وشخصين آخرين من العراق من اجل تنفيذ عمليات انتحارية داخل الأردن وانها توجهت الى احد الفنادق بقصد تنفيذ عملية انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة وذكرت لي ايضا ان زوجها قد فجر نفسه وانها غادرت الفندق بعد ان سمعت صوت الانفجار.
وناقش وكيل الدفاع عن المتهمة المحامي حسين المصري الشاهد فيما جاء بشهادته مبينا ان المتهمة كانت تنام في غرفة منعزلة في منزله نافيا الشاهد ان تكون المتهمة قد أخبرته انها حضرت الى عمان بقصد الزواج او العلاج من العقم.
وردا على اسئلة هيئة المحكمة بين الشاهد انه ولدى اكتشافه الحزام الناسف في غرفة المتهمة اخبرته انها برفقة 3 اشخاص آخرين قدموا الى الاردن بقصد القيام باعمال انتحارية وحضرت الى منزلي وبحوزتها الحزام الناسف.
* الشاهد (العميد المتقاعد عبدالرحيم عربيات) قال انه لا يعرف المتهمة قبل الحادث ولا يعرف احدا من المتهمين مشيرا الى انه يسكن في السلط وبحدود الساعة الواحدة صباحا من يوم 13 ـ 9 ـ 2005 جاء الى منزلي المدعو محمد سالم عربيات وهو احد اقاربي واخبرني بوجود المتهمة ساجدة لديه منذ 3 ايام وانه دخل الى غرفتها وعثر على حزام ناسف تحت سريرها وطلبت منه مرافقته الى منزله ووجدنا الحزام الناسف وشاهدت المتهمة نائمة في الغرفة وقمت بايقاظها وتفتيشها وبعد ان تأكدت انها صاحبة الحزام واخبرني قريبي انها كانت مع المجموعة الانتحارية التي فجرت الفنادق الثلاثة في عمان وبعد ذلك اتصلت مع المعنيين في دائرة المخابرات العامة وحضر مدعي عام امن الدولة والفريق المسؤول عن حادث التفجيرات بالاضافة الى فريق فني حيث قام الفريق الفني بتفكيك الحزام الناسف وبعدها باشر المدعي العام باجراءاته.
وناقش وكيل المتهمة الشاهد الذي بين بدوره انه قام بطلب من المدعو محمد عربيات باخراج عائلته بالكامل خارج المنزل وعندما تحدثت مع المتهمة اكدت ان الحزام لها وبينت لي ان اسمها ساجدة اللطيف وانها كانت بصحبة المجموعة التي دخلت الى الفنادق وكبست على زر التفجير الا انه لم ينفجر وان الشخص الذي كان معها وقام بركلها الى خارج قاعة الفندق هو (علي الشمري) حيث استقلت سيارة تاكسي بهدف الذهاب الى منزل (محمد عربيات).
حكم الإعدام
حكم على الريشاوي بالاعدام شنقا حتى الموت، وفي محبسها في سجن النساء بمركز تأهيل الجويدة اعتادت ان تكون معزولة عن الاخريات، فلا تحب الاختلاط مع باقي النزيلات مكتفية بقراءة القران والصلاة.
الريشاوي من بين 8 نساء محكومات بالاعدام الا انها الوحيدة من بينهن المدانة من قبل محكمة امن الدولة.
الريشاوي تعود الى الواجهة
عادت الريشاوي الى تصدر الصفحات الاولى والاهتمام الاعلامي مع سقوط طائرة الطيار معاذ الكساسبة في ديسمبر الماضي 2014 بنهر الفرات في سوريا ليقع اسيرا بيد داعش واقتراحات اطلقها التيار السلفي الجهادي للوساطة والتفاوض باطلاق الريشاوي والعراقي زياد الكربولي المحكوم بالاعدام لقتل السائق الاردني الدسوقي في منطقة طريبيل الحدودية.
الريشاوي اصبحت اليوم الاسم الذي تفاوض عليه "داعش" لاطلاق سراح الرهينة الياباني كينجي توغو المختطف في سوريا.