الأزمة اليمنية والسياسة السعودية الجديدة على طاولة نبض البلد
رؤيا – تناولت حلقة نبض البلد السبت، والتي تبث على قناة رؤيا، الأزمة اليمنية، والسياسة السعودية بعد موت الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث استضافت كلا من الكاتب والمحلل سياسي سلطان حطاب، والسفير الأسبق د.فايز الربيع، والخبير خبير الاستراتيجي د.حسن البراري.
وقال سلطان الحطاب إن الملك عبدالله بن عبد العزيز رحلل في ظروف غاية في التعقيد، حيث أنه وبدأ مشاريع لم تستكمل، بالاضافة لوجود تعقيدات في الداخل السعودي، كان الملك عبدالله يصدم بثقلها من مثل التيار الوهابي، الذي يرفض عمل اصلاحات داخلية، مشيرا إلى أنه حاول حل مسائل كثيرة داخلية و لكن لم يكن هناك تيار كامل حوله لتنفيذ كل ما يريد.
واضاف أن السياسية الخراجية السعودية لديها تحديات خارجية كثيرة، مثل الازمة السورية، وداعش و ،حركة الحوثيين في جنوب المملكة، ومخاطرها على السعودية.
وقال إن هناك خلافات داخل العائلة الملكية السعودية، ولكن في تقاليدها تخفي هذه الخلافات.
وقال إن ولي ولي العهد الامير محمد ابن نايف هو من مدرسة الحل الأمني في معالجة القضايا، والتحدي كيف تعالج الاسعودية الامور سياسيا وليس امنيا، مثل الدمقرطة و انتخاب نصف اعضاء مجلس الشورى.
ولفت إلى أن الموقف السعودي من الأزمة السورية متذبذب نتيجة اختلاط الاوراق في سوريا، وهو متاثر بالموقف الامريكي، فهناك جناح سعودي يريد تسليح الشعب السوري، و جناح آخر يرفض ذلك، والاردن كان مترثيا وكان مع الموقف الدولي دون أن يسبقه.
وتابع إن الموقف الامريكي في دعم المعارضة السورية افقدهم البوصلة وجعل حلفائها في حيرة، من حيث من الطرف المستحق للدعم، والمصريون تركوا الازمة السورية بعكس موقف الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدا أن أن الموضوع سوري فيه خلط شديد وغير مقروء بدقة، فالتحالفات السورية الايرانية الروسية حجر عثرة امام السعودية.
وبين أن التغييرات كانت تقيلدية بالسعودية فالملك وضع اقرب الناس اليه لاخفاء اي عمليات صراع ممكن ان تبرز، فالنظام تقليدي ولن يتقدم خطوات نحو الامام، لان هناك ضغط على العائلة لاجراء اصلاح حقيقي من قبل المجتمع السعودي.
وعن الأزمة اليمنية أكد أن الثورة اليمنية – بكل أطيافها- تم اجهاضها نتيجة ودخول امريكا والخليج على الخط لابقاء الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم، ما جعل الحوثيين المسلحين أن يتحركوا، مشيرا إلى أن اليمن تدفع ثمن التدخلات الخارجية الايرانية.
من جهته ذكر الدكتور فايز الربيع، أن العلاقة الاردنية السعودية هي علاقة مستقرة ولم تشهد إلا مزيد من التنسيق، وهو ما يصدر عن الجانب الاردني و السعودي.
وأضاف إن وجود صراع في المنطقة جعل السعودية تشعر أن الاردن يجب أن يكون مستقرا، ولذلك يمكن أن تأتي التغييرات الداخلية في السعودية بشخصيات جديدة، تذهب إلى أبعد من عملية التنسيق مع الاردن.
وتوقع الربيع أن العلاقات الاردنية السعودية أن تشهد مزيداً من التحسن.
وقال إن على الاردن أن يقرا اوراقه جيدا في هذه المرحلة، فالسعودية لا تريد أن تكون الاردن اقوى من الازم ولا اضعف من الازم، بحيث أن يكون الاردن بحجم معين.
ولفت إلى أن الملك سلمان كان مديرا للملف المصري فهناك علاقة مصرية اردنية فيها ايجابية و تنسيق سوف تؤثر على المحور السعودي، فالمحور الاردني والمصري و السعودي سيكونوا تنسيقا ثلاثياً.
وقال إن الدول العربية لم يكن ليدها مشكلة من الموقف تجاه سوريا ، ولكن حين شعروا أن البديل هو داعش أو النصرة، تغير اموقف نتيجة تغير الواقع لأن البديل صار اسواء و صار الاعتقاد بقاء النظام السوري افضل من داعش والنصرة، وذلك تغير الموقف المصري و الاردني.
وذكر أن الائتلاف الوطني لا يشكل قوة على ارض الواقع فلا يمكن المراهنة عليه، مشيرا إلى أن الأزمة السورية ستبقى بين قوتين دون حسم.
وعن الأزمة اليمنية أكد أن الاردن قدم لليمن ما لم تقدمه اي دولة عربية، وهو حريص على الوحدة اليمنية، فالملك حسين كان حريص على وحدته.
واشار إلى أن اليمن مقبل على "صوملة" جديدة، ويمكن أن يتقسم اليمن شمال وجنوب وسنة وشيعة وما يحدث مخيف في المرحلة المقبلة.
واضاف أن ما يحدث في اليمن الان هو نتيجة عدم تقدير قوى الحوثيين، ونتيجة التدخل الايراني ودعم الحوثيين، كذلك قيام الرائيس الاسبق علي عبدالله صالح بالتحالف مع الحوثيين للأثار من الرئيس الجديد، ومن الخليج.
واعتبر سيطرة الحوثيين على صناعء كان نتيجة مؤامرة، لعب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دورا فيها من خلال نفوذ له في الجيش اليمني.
ولفت إلى أن ايران لديها استراتيجية واضحة وتعرف ما تريد وتخطط بشكل دقيق وعميق بعكس دول المنطقة التي تتحرك بناء على ردات الفعل، فايران ومنذ 19941 عملت على دعم الحوثثين من
أجل تحقيق غايات لها من مثل المساومة على الملف النووي مع العالم.
من جهته قال الدكتور حسن البراري إن آلية انتقال الحكم في السعودية محصورة في احد ابناء الملك عبد العزيز بن سعود، وأن هناك صراع على السلطة بين العائلة المالكة في السعودية، و تنصيب الامير سلمان ملكا كان خيارا طبيعياً لأنه ولي العهد.
وتوقع البراري أن العلاقات الاردنية السعودية لن تكون سلسة كما كانت في السابق، لان العائلة المالكة ليس لديها موقف واحد.
وذكر أن العلاقة الاردنية السعودية هي علاقة استراتيجية، والسعودية تدعم الاردن" بالقطارة " حتى لا يزدهر الاردن ويكون هذا الدعم في ظروف استراتيجية.
واشار إلى أن السعودية قادت الثورة المضادة ضد الاخوان في مصر حتى يكون لها الدور القيادي، والاردن ساندت السعودية في ذلك و الملك عبدالله أول زعيم زار السيسي بعد الانقلاب، فالاخوان يشكلون خطرا على الاقليم.
وأكد أنه لا يوجد تطابق بين السعودية والاردن حول الملف السوري، فالملك عبدالله الثاني كان حذارا لتجنب الاردن اي اثار جانبية، فاليمين السعودي إن كان يريد توريط الاردن بالملف السوري، ولكن الملك عبد الله أوقف ذلك، فالتطابق ليس في كل الملفات.
وعن الملف اليمني اعتبر البراري أن اليمن يسير إلى الدولة الفاشلة بحيث يكون التقسيم مخرج له، و سيكون من الصعب على السعودية التعامل مع الازمة اليمنية.
واضاف إن ايران عملت على دعم الحوثيبين الذين يشعرون بالغبن، منذ زمن طويل، لافتا أن ايران لن تكون قادرة على دعمهم بشكل قوي وأن تدفع لهم الرواتب في ظل تراجع اسعار النفط، وفي ظل دعمها لحزب الله وسوريا، بالاضافة لوجود تحديات داخلية.
وأكد أن التدخل الخارجي هو الذي انتج الازمة في اليمن واميريكا والسعودية لم يكن لديها اي نموذج بديل في اليمن.
وفي مداخلة هاتفية قال رئيس اتحاد المقاولين العرب فهد الحمادي إن الملك سليمان عاصر الملك خالد والملك فهد والملك فيصل وكان امير منطقة الرياض وكان قريب دائما من صنع القرار ومن الاتصالات الخارجيةـ، وأن لديه صفات القائد وسوف يقود البلد لبر الآمان.
وذكر ان هناك تحديات داخلية كبيرة مثل الارهاب و المشاكل التي تحصل في العالم العربي.
وكشف أن الامير محمد بن نايف سيمسك الملفات الامنية.