ضيف الله وراشد أبو معيتق
"رضي والدين" و"عريس".. حكاية شابين ابني عمومة قضيا في فاجعة العقبة
- شقيق أحد المتوفين يروي تفاصيل حياة شقيقه المفعمة بالرضا
- راشد أبو معيتق توفي قبل حفل زفافه المحدد بعد عيد الأضحى المبارك
أربع عشرة ضحية، ثمانية منهم شباب أردنيون بعمر الزهور قضوا في حادثة سقوط صهريج محمل بأكثر من 20 طنا من مادة الكلورين، الاثنين الماضي، على أرصفة ميناء العقبة الجنوبية.
ضيف الله ابو معيتق وهو "آخر العنقود" في عائلته، توفي عن عمر 26 عاما؛ حسرة تلازم إخوته وأمه التي كان ينام قرب رأسها كل ليلة يلبي لها ما تطلبه من حاجيات البيت وهو الوحيد غير المتزوج بين أشقائه، تاركا ندبة في قلوب محبيه لن يمحوها الزمان.
جثة هامدة
عوض، شقيق الفقيد ضيف الله، يصف في حديثه لـ"رؤيا"، لحظة تلقيه نبأ وفاة شقيقه، بالصعقة، خاصة أنه هو من اعتنى به و"ربّاه" منذ نعومة أظافره.
لم يستوعب خبر وفاته وظل يفتش عنه في مستشفيات العقبة لأكثر من 3 ساعات، إلى أن وجده في المستشفى الميداني "جثة هامدة" مبتسم المحيا.
ويضيف أن "شقيقه لا يعلم أن مناولة تلك البضاعة على رصيف الميناء مواد خطرة، ولو علم بخطورتها لرفض العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، خاصة بتلك المواد".
عوض الذي لا حول له ولا قوة، يطالب بمحاسبة المقصرين والمسؤولين عن الحادثة، وزجهم بالسجن لراحة ضيف الله.
ابن عم عوض وضيف الله، الشاب راشد أبو معيتق 26 عاما، كان ضحية ثانية لحادثة تسرب الغاز وانفجار الصهريج، لم تكن أمه وعائلته تعلم أنه سيزف بالكفن الأبيض قبل عيد الأضحى بدلا من زفافه الذي حدد موعده بعد العيد.
حرقة قلب وألم
حرقة قلب وألم وحزن شديد تركته حادثة وفاة الشابين اللذين عرفا بطيب المعشر.
وفي مشهد جنائزي مهيب، شيع الآلاف من أبناء العقبة أمس الثلاثاء 5 شباب بعمر الورد حملوا نعشهم على الأكتاف أخوة وأصدقاء، إلى مثواهم الأخير في مقبرة العقبة الإسلامية بمنطقة الشامية.