دراسة أمريكية: كبار السن أكثر كرماً من الشباب

هنا وهناك
نشر: 2022-04-24 23:21 آخر تحديث: 2023-06-18 13:01
دراسة أمريكية: كبار السن أكثر كرماً من الشباب
دراسة أمريكية: كبار السن أكثر كرماً من الشباب

قبل وصولك إلى الحياة بدقائق، تقوم منطقة تحت المهاد التي تتوسط دماغ والدتك بنشاط عنيف يهدف إلى إفراز هرمون يُعرف علميًّا باسم "الأوكسيتوسين" وشعبيًّا باسم "هرمون الحب"، ويصل ذلك الهرمون إلى الدم بواسطة الغدة النخامية الخلفية لكي يحفز عضلات الرحم ويساعدها على الانقباض، وتخرج بمساعدة "هرمون الحب" إلى الحياة.


اقرأ أيضاً : نجت بأعجوبة .. بريطاني ينقذ حياة ابنته بنصف كبده


وبشكل عام، تستمر علاقتنا بذلك الهرمون مدى الحياة؛ فهو ناقل كيميائي مهم في الدماغ، ويؤثر على معظم العمليات الحيوية والمشاعر البشرية، والأوكسيتوسين هو مادة كيميائية عصبية معروفة على نطاق واسع بدورها مثلًا في تشكيل الروابط الاجتماعية والثقة الشخصية والكرم، لكن إلى أيّ حد يتأثر إفراز هذا الهرمون مع التقدم في العمر؟ وهل يُمكن أن تؤثر مستويات إفرازه على السلوكيات الشخصية؟

دراسة أمريكية حديثة أظهرت أن المتقاعدين هم الجيل الأكثر كرماً مقارنة بالفئات العمرية الشابة، وذلك يعود لأن "هرمون الحب" يجعلهم أكثر عطاء مع التقدم في السن، وهو ما يدحض الاعتقاد المتعارف عليه بأن كبار السن أكثر بخلاً.

وفي الدراسة الصادرة أخيراً عن جامعة كليرمونت للدراسات العليا في كاليفورنيا، عُرض على عدد من الأشخاص مقطع فيديو مؤثر عاطفياً يصور أباً يصف مشاعره تجاه طفله البالغ عامين المصاب بسرطان الدماغ، ثم طُلب من أولئك التبرع بالمال للمستشفى من مجهول، فتبرع كبار السن 65 وما فوق، بما يقرب من ثلاثة أضعاف ما تبرع به الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 35 عاماً.

وقد نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن الباحثين قولهم إن أدمغة كبار السن أظهرت مستويات أعلى من «الأوكسيتوسين»، وهو هرمون مرتبط بالتعاطف والكرم ومن وظائفه مساعدة الأزواج والأمهات والأطفال على الترابط العاطفي.

وقال الدكتور بوك زاك الذي قاد الدراسة: "إن الذين أطلقوا أكبر قدر من هرمون"الأوكسيتوسين" لم يكونوا أكثر كرماً في التبرع للأعمال الخيرية فحسب، بل أظهروا أيضاً العديد من السلوكيات المساعدة الأخرى". كانوا يتطوعون بشكل متكرر ويتبرعون بمزيد من دخله، كما كانوا أكثر رضا عن حياتهم.

وفي التجربة، أتيحت للمشاركين فرصة الفوز بـ 40 دولاراً مع فوز جميع الفئات العمرية بالمبلغ نفسه، وعندما سئلوا عما إذا كان سيقدمون تبرعاً سرياً للمستشفى، تبرع من هم بين 36 و64 عاماً بمبلغ 9.30 دولارات في المتوسط وهو ضعف مبلغ 4.64 دولارات الذي قدمه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. أما المجموعة التي يزيد عمر أفرادها عن 65 عاماً، فتبرعت بمبلغ 12.45 دولاراً، وهو ما يقرب من 2.7 ضعف ما تبرع به الأصغر سناً.

يعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى أن كبار السن يملكون المزيد من الخبرة الحياتية ما يتيح لهم التركيز على التعاطف، وهذا يدفع الدماغ لإطلاق المزيد من "الأوكسيتوسين".

أخبار ذات صلة

newsletter