إحدى الصور المستخدمة على أنها للدمار الذي تسببت به القوات الروسية في أوكرانيا
"أ ف ب": منشورات مضللة تدعي تدمير روسيا مدينة أوديسا الأوكرانية
ظهرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صور قيل إنها تُظهر الدمار الذي أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية، في مدينة أوديسا الأوكرانية الاستراتيجية الواقعة على ضفاف البحر الأسود.
لكن هذه الصور تعود في الحقيقة لاحتجاجات شهدتها المدينة عام 2014 ولا شأن لها بالنزاع الدائر حالياً.
ويختلف عدد الصور المرفقة باختلاف المنشورات، ففيما اكتفت بعض الصفحات والحسابات بنشر صورة واحدة لرجل يمشي بين النيران، عمدت صفحات أخرى إلى إضافة صور تتشابه في ما بينها بتصوير حالة من الفوضى والنيران المشتعلة في أحياء مدينة.
وأرفقت هذه الصور بتعليقات تشير إلى أنها تُظهر مدينة أوديسا في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ شهر.
وكان عدد سكان أوديسا قبل الحرب يجاور المليون نسمة، وقد فر منهم عشرات الآلاف وفقا للسلطات المحلية، وهي هدف استراتيجي ورمزي للروس.
ووفقاً لصحافيي فرانس برس في أوديسا، تحولت المدينة في الأيام الماضية إلى حصن منيع في انتظار هجوم روسي قد يقع.
حقيقة الصور
لكن الصور المتداولة في المنشورات لا تُظهر دماراً هناك بسبب القصف الروسي، مثلما ادعت المنشورات.
فقد أظهر التفتيش عن هذه الصور على محركات البحث أنها منشورة في العام 2014 على مواقع وسائل إعلام ووكالات.
والتقطت الصورتان الأوليان اللتان وزعتهما وكالة رويترز (1, 2) غداة احتجاجات وأعمال شغب أودت بحياة عشرات الأشخاص.
أما الصورة الثالثة، فقد نشرها موقع أوكراني في الآونة نفسها، مرفقة بمقال عن أعمال العنف التي عاشتها المدينة آنذاك.
ماذا جرى في أوديسا آنذاك؟
في مساء الجمعة في الثاني من أيار/مايو 2014، أُضرم حريق في دار النقابات في أوديسا، مما أسفر عن مقتل 31 شخصاً بعد أن تحصن ناشطون موالون للروس في هذا المبنى المحاصر من آخرين موالين للأوروبيين، بحسب وزارة الداخلية الاوكرانية.
وقبل ذلك جرت تظاهرات تدعو الى وحدة أوكرانيا هاجمها بعنف ناشطون موالون للروس وانتهت بسقوط اربعة قتلى ونحو خمسة عشر جريحاً.