رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي
إطلاق مبادرات ملكية في محافظة مادبا
تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف حسن العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، اليوم الخميس، عن إطلاق حُزمة من المبادرات الملكية التنموية والتطويرية، في محافظة مادبا.
وشملت المبادرات، بناء 100 مسكن للأسر العفيفة، وإنشاء مصنع في المحافظة ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية سيوفر ما بين 200-400 فرصة عمل، وإنشاء مدرسة أساسية للبنين لمعالجة الاكتظاظ في مدرسة أبو عبيدة الثانوية للبنين بمنطقة حنينا الوسطى في لواء القصبة، وإنشاء وإعادة تأهيل 3 حدائق نموذجية عامة وتزويدها بالألعاب في مناطق (مليح، ذيبان، جبل بني حميدة)، وتزويد مستشفى الأميرة سلمى بالأجهزة والاحتياجات الضرورية.
جاء ذلك، خلال لقاء العيسوي عدداً من وجهاء وممثلي الفعاليات الشبابية والنسوية في مادبا، حيث نقل لهم تحيات وتقدير جلالة الملك إلى أبناء وبنات المحافظة، التي تشكل نموذجاً في العيش المشترك ولحمتها وتكاتفها وتعد من المناطق الزاخرة بالأماكن السياحية والدينية والمواقع الأثرية.
وقال العيسوي، إن جلالة الملك يضع في مقدمة أولوياته تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية وبما يلبي تطلعات وطموحات المواطن الذي يحظى على الدوام باهتمام ورعاية ملكية، مؤكدا أن هذه المبادرات التي سيجري المباشرة بتنفيذها وفق جداول زمنية محددة بالتعاون مع الجهات المعنية والشريكة وبمتابعة وإشراف إدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية في الديوان الملكي الهاشمي.
وأكد حرص جلالة الملك، منذ تسلمه سلطاته الدستورية، على التواصل مع أبناء وبنات شعبه الوفي، والاستماع إليهم وتلمس مطالبهم واحتياجاتهم التنموية والخدمية، من خلال زيارات ميدانية لمختلف مناطق المملكة للوقوف على الواقع الحقيقي لهذه المناطق وطبيعة التحديات فيها، واللقاءات المستمرة مع مختلف الفعاليات من مختلف المناطق، والتي تتبعها مباشرة توجيهات ملكية بالعمل على الارتقاء بواقع الخدمات المقدمة للمواطنين وتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مدرة للدخل تنهض بالمجتمعات المحلية وتسهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتوفر فرص العمل خصوصا لقطاع الشباب.
وبين العيسوي أن محافظة مادبا ستحظى مستقبلا بتنفيذ العديد من المشاريع في سياق المبادرات الملكية، التي يتم إطلاقها بتوجيهات ملكية لتلبية احتياجات المجتمعات والفئات المستهدفة خدميا وتنمويا، موضحا أنه تم إطلاق عدد من المبادرات الملكية في المحافظة، ونفذت مشاريع وبرامج في مختلف القطاعات التنموية والخدمية انعكست بآثارها الإيجابية على الفئات المستهدفة.
ولفت إلى الجهود الكبيرة، التي يبذلها جلالة الملك من أجل النهوض بالواقع الاقتصادي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وجذب الاستثمارات التي تسهم في توفير فرص العمل لجميع شباب الوطن، مضيفا أن الرؤية الملكية لمستقبل الأردن طموحة وعمادها الإصلاح الشامل والتحديث والتطوير وصولا إلى تحقيق الهدف الأسمى، المتمثل بتحسين مستوى معيشة المواطن وتوفير الحياة الكريمة للجميع وتأمين مستقبل أفضل لجميع الأردنيين والأردنيات.
وقال، "هناك تحديات، لكن وكما يؤكد جلالة الملك، فإن الفرص أكبر والأردنيون بإرادتهم وعلمهم وعزيمتهم وتماسكهم انتصروا على هذه التحديات وأن المستقبل سيكون مشرقا وحافلا بالمحطات الجديدة من الإنجـاز والتميز تُبنى بالعمل الجاد والأفكار الريادية والإبداعية والنوعية".
واستذكر إرادة وعزيمة البناة الأوائل من الآباء والأجداد وحماة الوطن الذين افتدوه بالمهج والأرواح وعملوا مع قيادتهم الهاشمية على بناء هذا الوطن ومؤسساته في ظل ظروف صعبة، متابعاً القول "إن الأردن ما زال يواصل مسيرته نحو التقدم والحداثة والازدهار بقيادة جلالة الملك وعزيمة وهمة الأردنيين من حوله".
وأضاف، إن ثروة الأردن الحقيقية هي الاستثمار في الإنسان الأردني والشباب هم في صلب اهتمامات ورعاية جلالة الملك، الذي يوجه باستمرار بضرورة دعمهم وتبني أفكارهم الإبداعية ومشاريعهم النوعية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل والمساهمة في النشاط الاقتصادي.
وبين أن التوجيهات الملكية تركز على تفعيل دور الجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية، خصوصاً النشطة والمتميزة منها وتمكينها من تنفيذ المشاريع الإنتاجية والتشغيلية باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز عملية التنمية، وشريك فاعل في العمل الإنساني والخيري وكذلك مساعدتها على تحسين جودة الخدمات ومستوى الرعاية المقدمة للفئات المستهدفة في المجتمعات المحلية.
واعتبر العيسوي أن تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتلبية المطالب ذات الأولوية أساسه العمل التشاركي والتعاون بين الجميع وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة، إذ أن جلالة الملك يؤكد ضرورة أن تعمل المجتمعات المحلية على تحديد أولوياتها واحتياجاتها التنموية والخدمية ضمن خطة واضحة وتلبي طموحات الجميع.
ودعا إلى تكاتف الجهود لإحداث نقلة نوعية اقتصاديا واجتماعيا في المجتمعات المحلية والمبادرة إلى تشخيص طبيعة المشاكل في هذه المجتمعات واقتراح الحلول لمعالجتها وتجاوزها.
من جانبهم، ثمّن وجهاء وأبناء وبنات المحافظة، جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، لخدمة الوطن وقضايا الأمة، وسعي جلالته الحثيث، داخلياً وخارجياً، للنهوض بالواقع الاقتصادي، وتوجيهات جلالته المستمرة بتنفيذ مبادرات ومشاريع تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكدوا، خلال مداخلاتهم، اثناء اللقاء، الذي حضره محافظ مادبا نايف الهدايات، أهمية المبادرات الملكية لجهة تمكين المواطن وتعزيز دوره في مسيرة التنمية المستدامة، مستعرضين أبرز احتياجات ومطالب أبناء وبنات المحافظة، سعياً لتلبيتها ضمن الموارد المتاحة.
وتركزت المطالب والاحتياجات التي تناولها المتحدثون في إيجاد حلول لمشكلتي الفقر والبطالة في المنطقة، ودعم المزارعين والمشاريع الزراعية والتشجيع عليها، ودعم برامج التشغيل عبر التركيز على تنفيذ المشاريع الإنتاجية الموفرة لفرص العمل، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والبُنى التحتية، ودعم الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية والشبابية، وإنشاء الملاعب والحدائق، وجذب الاستثمارات للمنطقة.
وطالبوا بتوفير التدريب المهني التشغيلي، عبر إيجاد مراكز متخصصة، والعمل على تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ودعم البلديات لمواجهة مديونياتها، ودعم الشباب ولا سيما المبدعين منهم، وتأسيس مراكز متخصصة لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، وإيجاد حلول لمشكلات النقل العام، وتنشيط السياحة، خاصة وأن المحافظة تزخر بالمواقع السياحية المهمة.
ودعوا إلى استثمار أراضي الواجهات العشائرية في المشاريع الزراعية، ورعاية المبادرات الريادية التي تُعنى بتطوير القطاع السياحي.
وفي ختام اللقاء، أكد العيسوي أن جميع القضايا والاحتياجات والمطالب التي جرى التطرق إليها سيتم رفعها إلى جلالة الملك، مشيراً إلى أن بعض المطالب والقضايا، التي تم طرحها، سيتم متابعتها مع الحكومة لدراستها ووضعها على سلم أولوياتها.
وتستهدف مبادرة مساكن الأسر العفيفة، التي أطلقت بتوجيهات ملكية في العام 2005، وشملت جميع محافظات المملكة، توفير الحياة الكريمة للأسر المستفيدة التي تعد الأكثر عوزاً واستحقاقاً، ويجري اختيارها وفق أسس تراعي تحقيق العدالة والشفافية التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، فيما يجري تصميم المساكن وفقاً لأعلى المواصفات الهندسية والفنية، التي تأخذ بالاعتبار ظروف المستفيدين، ولا سيما ذوي الإعاقة منهم.
كما تُولي المبادرات الملكية اهتماماً بقطاع التعليم، من خلال إنشاء أبنية مدرسية جديدة وإضافة غرف صفية لمدارس قائمة، وتزويدها بالمكتبات والمختبرات والمشاغل، لصقل مواهبهم وتوفر لهم البيئة المناسبة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم، فيما ترتكز فكرة "الفروع الإنتاجية" التي أطلقت بتوجيهات ملكية في العام 2008، على إقامة فروع إنتاجية للمصانع والشركات الكبرى توفر فرص عمل للشباب بعد الخضوع لبرامج تدريبية تأهيلية للعمل في هذه المصانع.