المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان
بكين تتهم واشنطن بصب الزيت على النار في أوكرانيا
اتهمت الصين الولايات المتحدة بصب الزيت على النار في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث وصف المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، في مؤتمر صحافي الجمعة، السلوك الأميركي في تلك الأزمة بـ"المنافق"، مضيفا أن الولايات المتحدة متواطئة في هذا النزاع.
كما حملها المسؤولية في هذا الملف، داعيا إياها إلى السعي لحل الأزمة بالطرق السلمية. وقال "أكثر من مليوني لاجئ نزحوا بسبب السياسة الأمريكية".
إلى ذلك، كرر المتحدث اتهام بلاده لحلف شمال الأطلسي بتفجير النزاع، قائلا إن إصراره على التوسع شرقاً (في دول أوروبا الشرقية) أدى لتفجير الأزمة في أوكرانيا.
وأعرب عن شعور بلاده بالأسى لأي ضحايا مدنيين يسقطون في أوكرانيا، مشددا على أن موقف بكين عادل وغير منحاز، وهي أكدت مرارا في السابق تمسكها بسيادة الدول ووحدة أراضيها.
وفي ما يتعلق بالاتصال المرتقب مع الرئيس الصيني، أوضح أنه سيبحث الوضع في أوكرانيا وقضايا أخرى.
عواقب وخيمة
تأتي تلك التصريحات فيما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لتحذير نظيره الصيني شي جينبينغ من عواقب تقديم أي دعم لموسكو.
فخلال محادثات مرتقبة في وقت لاحق اليوم، هي الرابعة بينهما منذ تولي بايدن الرئاسة، سيناقش المسؤولون الحرب في أوكرانيا.
وكانت الإدارة الأميركية أكدت أكثر من مرة سابقا، أن بكين ستتحمل المسؤولية عن أي عمل يهدف إلى دعم الروس، سواء عسكريا أو حتى اقتصاديا، أو بأي طريقة من الطرق للتحايل على العقوبات الغربية القاسية التي فرضت على موسكو، ملوحة بتكاليف باهظة على الاقتصاد الصيني العملاق.
يشار إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في 24 شباط، امتنع النظام الشيوعي الصيني الذي يُعطي الأولوية لعلاقته مع موسكو، ويشاركها في حذرها العميق تجاه الولايات المتحدة، عن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا، آخذا في الاعتبار مصالحه الاقتصادية وعلاقاته التجارية الواسعة مع الولايات المتحدة.
فقد تفادت بكين على مدى الأسابيع الماضية، انتقاد تلك التصريحات التي أطلقها الكرملين على أراضي الجارة الغربية، محملة الغرب ودول الناتو المسؤولية عن تفاقم الصراع، بسبب توسع الحلف في الشرق الأوروبي، دون الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية للدول المعنية لاسيما روسيا.
لكن الصين، التي تعتبر أكبر مصدر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة، تحاذر الانزلاق إلى صدام مفتوح مع واشنطن، لما سيرتد عليها من آثار.
على الرغم من أن أي ضغط على التجارة الصينية سيكون له في المقابل تأثيرات اقتصادية غير مباشرة أيضا على أميركا وحلفائها.