مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

علم الأردن

1
Image 1 from gallery

متخصصون: وصول النساء للمساواة الجندرية محكوم بمجابهة التحديات وتمكين الفرص

نشر :  
20:16 2022-03-07|

كجزء لا يتجزأ من غد مستدام، يتجه العالم لتحقيق مستويات أكبر من المساواة بين الجنسين، في ظل أزمة المناخ التي أصبحت من بين أكثر التحديات إلحاحًا.


وتعتبر هيئة الأمم المتحدة، أن النساء اصبحن أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم، ويعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص، وفق ما أوردته الهيئة على موقعها الإلكتروني.

ويؤكد متخصصون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة احتفاء العالم بيوم المرأة، الذي يصادف في الثامن من شهر آذار، وجاء هذا العام تحت شعار "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام"، على وجوب اتخاذ إجراءات تزيد من تمثيل المرأة في الأدوار القيادية، وإعادة توزيع أدوار الرعاية والموارد الإنتاجية، في وقت دعوا فيه جميع الجهات ذات العلاقة إلى العمل على إصلاح السياسات التي تضع المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، وتحقيق الإستدامة، في صميم التقدم لدفع عجلة التغيير.

ويضيفون: لا يمكن الإنعام بمستقبل مستدام دون تحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، عن طريق الاستمرار في دراسة الفرص والتحديات لتمكين النساء من إيصال أصواتهن ومشاركتهن في صنع القرارات الخاصة بجميع المسائل المتعلقة بالتغير المناخي.

وفي هذا الصدد، يقول منسق المشاريع في المركز الوطني للعدالة البيئية محمود ناصر، إن التغيرات المناخية تؤثر على جميع فئات المجتمع؛ غير أن المرأة عرضة لهذه التغيرات أكثر من غيرها من الفئات نتيجة بعض العوامل الفسيولجية المرتبطة بها.

ولفت إلى أن للسيدات دورا كبيرا في المساهمة في التصدي للتغيرات المناخية، من خلال زيادة وصولهن إلى المراكز القيادية في المجال البيئي والمناخي، لما لمشاركة المرأة في تأسيس الجمعيات البيئية والوصول إلى مناصب قيادية في المؤسسات العامة العاملة في المجال المناخي من أثر في إفساح المجال أمامها للعمل على تطوير السياسات والخطط والبرامج المناخية.

ويضيف: للمرأة دور أساسي في زيادة الوعي بأهمية الاستدامة من خلال انخراطها في مختلف الأعمال؛ فهي مسؤولة عن إدارة الإستهلاك المنزلي من الطاقة والمياه، وتناط بها مسؤولية تهيئة جيل المستقبل لعيش حياة مستدامة، ما يستلزم توفير المزيد من فرص التمكين والتعزيز لتسهيل إنخراطها في صنع القرار المناخي والبيئي، وتنمية معارفها بمختلف النواحي الإيكيولوجية، لتكون جزءً لا يتجزء من غدٍ مستدام.

من جانبها توجه الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، رسالة للسيدات في يومهن قائلة إن المرأة الأردنية ساهمت في بناء هذا الوطن حتى قبل تأسيس الدولة الأردنية في مختلف المجالات، ما يؤكد قدرتها على تحمل الظروف كافة.

وتشيد الدكتورة النمس، بإنجازات المرأة الأردنية في جميع مناحي الحياة سواء في البادية أو الريف، في الحضر أو المخيمات، مضيفة : "نفتخر بها عاملة، ومهندسة، ومحامية وطبيبة وغير ذلك، وعلينا أن نعمل جمعيا يد بيد للاستمرار في الأنجازات ودعمها ، ومجابهة التحديات، لإزالة جميع المعيقات أمام مشاركتها الكاملة في التنمية المستدامة والشاملة في الأردن".

وبوصفها أول عميدة لكليات الإعلام في الأردن، تهنئ عميدة كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتورة حنان الشيخ، النساء في هذا اليوم بما وصلن إليه من انجازات تصب في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، مستشهدة بالمناصب القيادية التي تتبوأها المرأة في مختلف المواقع القيادية في مؤسسات الدولة الرسمية وفي القطاع الخاص، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى تولي الدكتورة سلام محادين منصب رئيسة جامعة الشرق الاوسط، وغيرها من المناصب القيادية في الجامعة.

وتقول الناشطة في حقوق المرأة الزميلة الصحفية سمر حدادين، حتى يصبح لدينا تنمية مستدامة يجب أن يكون هنالك دور للمرأة مساو للرجل في جميع المجالات.

وقالت إنه وبالرغم من تحقيق مكتسبات جيدة للمرأة الأردنية إلى جانب المكتسبات التي تم تحقيقها سابقا، ما تزال هناك فجوة كبيرة في المساواة في النوع الاجتماعي في شتى القطاعات، باستثناء قطاعي التعليم والصحة لأن نسبة النساء في هذين المجالين تفوق احيانا الرجال او تكون مساوية لهم، لتصبح المرأة شريكة حقيقية في التنمية وتحقيق مستقبل أفضل للأردن على جميع الأصعدة.

وتستطرد حدادين : أهم ما يجب على المرأة فعله هو عدم الاستسلام للعوائق التي تحول دون تقدمها في كل المجالات، وعليها الاستمرار في عطائها، مبينة أن هناك العديد من النساء الأردنيات اللاتي حققن تقدما على الصعيدين المحلي والعالمي، وعليهن وضع صورة المرأة للناجحة نصب أعينهن ما يشكل مصدر إلهام للاستمرار ومجابهة التحديات، ذلك أن بناء الأوطان يحتاج إلى تضافر جهود كلا الجنسين.

من جانبها تستذكر رئيسة لجنة المرأة في نقابة الصحفيين الأردنيين الزميلة بشرى نيروخ، في هذه المناسبة قصص نجاح لرائدات في العمل الصحفي، ممن تركن بصمة، وتهتدي بهن الكثير من الصحفيات، لا سيما الخريجات حديثا من كليات الصحافة والإعلام، في ظل التنافس الشديد الذي يسود مضمار العمل الصحفي لمواكبة المستجدات الرقمية والتسلح بالمهارات المختلفة لافتة ان هذا اليوم لا يأتي للتذكير بعطاء المرأة وتضحياتها المختلفة فحسب، بل للتشديد على ضرورة مساندتها وتقديم الدعم اللازم لها لتمكينها واستكمال مسيرة نجاحاتها.

وتبين نيروخ أن اللجنة تسعى للعمل قدما على تمكين المرأة الصحفية وتعزيز قدراتها ما أمكن، بما يرفع من كفاءتها، ويذلل أي تحديات أو صعوبات قد تحول دون مواصلة انجازاتها وأداء مهامها على أكمل وجه، وصولا إلى المواقع القيادية التي تستحقها، مشددة على أن إرادة المرأة الصحفية وإيمانها المطلق برسالتها، تشكلان دعامة حقيقية للانطلاق بخطى ثابتة وواعدة في ظل معطيات ومؤشرات أظهرت تميزها على الساحة الإعلامية.

وترى مديرة مركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية، الدكتورة ميسون العتوم، أنه لا بد للدول لكي تتقدم وتزدهر وتنمو وتنتج، أن تؤسس لمشروع المواطنة، الذي يعني المساواة بين الذكور والإناث في الفرص والأجور، والتمثيل في الشأن العام، وتولي المناصب القيادية.

وتؤكد أنه لا يمكن اختزال النساء بأدوار الأمومة وأدوار "الداخل"، موضحة أن للمرأة أدوارا محورية في داخل وخارج المنزل، وهذا لا يعني أن دورها في الأمومة غير مهم، بل يجب على النساء والرجال على حد سواء أن يكونوا فاعلين في إدارة الشأن العام، وإنتاج المعرفة، والانتاج الاقتصادي، وهذا يتطلب منهم الانخراط في ما أسمته "عملية الإنتاج الكاملة للمجتمع"، وهذا لا يتم إلا على أساس المواطنة، فالمواطنة ليست خيارا.

وتضيف العتوم: لا تستقيم المواطنة إلا من خلال المساواة، وهذا هو محور قضية المرأة التي هي ليست كما يفهمها "الحس العفوي" المتمثل في فكرة أن النساء يردن تحصيل منافع على حساب الرجال، ولكنها منافع يسعى كلاهما لتحصيلها على قدم المساواة من أجل الصالح العام لتحقيق السلم المجتمعي، وصولا للازدهار والتنمية.

وتتابع: شكلت حالة الأردن مفارقة خطيرة على المجتمع بالنظر لنسبة تعليم النساء في جميع مراحلة مقارنة بنسبة إلتحاقهن بسوق العمل التي تبلغ 14%، لأنها تعبر عما شبهته ب "إنسان مهدور" و "طاقات مهدورة"، لافتة إلى تغير مقاييس تقدم الشعوب وارتباطها بالسلم المجتمعي وتطور العقول البشرية، وحالة الرفاه الاجتماعي، وليس فقط بغناها بالثروات المادية.

ويأتي موضوع يوم المرأة العالمي لهذا العام منسجما مع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، وفقا للمديرة التنفيذية لاتحاد المرأة الأردنية، مكرم عودة، حيث يستحيل تحقيق مستقبل مستدام دون ضمان المساواة بين الجنسين، والقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة.

وباعتبار المساواة بين الجنسين حق أساسي من حقوق الانسان، وضرورة لتحقيق التنمية المستدامة لأي مجتمع بحسب عودة، لا بد من تمكين النساء من خلال تكاتف الجهود الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني لتحسين تمثيل المرأة على جميع المستويات، وإيجاد برامج مشتركة للرجال والنساء من أجل تعميم المساواة بين الجنسين، والعمل على تغيير السلوكيات والأعراف الاجتماعية المتعلقة بها، بالإضافة لإصلاح التشريعات والقوانين التي تميز ضد المرأة.

وتنوه عودة إلى أنه وبالرغم من حصول النساء على بعض المكاسب، إلا أن الطريق لا تزال طويلة لتحقيق المساواة المبينة على النوع الاجتماعي، بسبب زيادة حالات العنف المبني على النوع الاجتماعي بجميع أشكاله ضد المرأة.

بدوره يبين المدير التنفيذي لجمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" منير ادعيبس، أنه ووفقا لبيانات المعهد، فإن امرأة في الأردن من بين كل 4 نساء متزوجات تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي، و47% من النساء أصواتهن غير مسموعة ومعاناتهن غير مرئية فيما يتعلق بالعنف الأسري.

ويوضح أن العنف الاقتصادي يؤدي الى تهميش دور النساء والحد من مشاركتهن الاقتصادية، حيث تعتبر 475 ألف امرأة نشيطة اقتصادياً في الأردن في الربع الثالث من العام الماضي، حسبما ظهر في تقرير الربع الثالث من عام 2021 حول معدل البطالة في الأردن والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، والذي سجل انخفاض نسبة البطالة بمقدار 1.6% مقارنة مع الربع الثاني من عام 2021، وانخفضت البطالة بين الذكور بمقدار 1.5% كما انخفضت بين الإناث بمقدار 2.3%، وارتفعت قوة العمل بين الإناث بمقدار 0.6%.

أما سياسيا، فقد أظهرت بيانات المعهد وفقا لدعيبس، تراجع المشاركة السياسية للنساء في الأردن وانخفاض نسبة تقلدها المناصب القيادية (السلك الوزاري)، إلى 9.38% مقارنة بالسنوات السابقة.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى أنه ونتيجة لضعف مشاركتهن الاقتصادية، فإن أغلب النساء لا يتمتعن بالحماية الاجتماعية من رواتب تقاعدية وتأمينات صحية، وأن من شملتهن الحماية الاجتماعية يتمتعن بمستوى وقدر أقل مما يتمتع به الرجال.

وتلفت المنسقة الإعلامية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وضابطة مشاريع الشباب وكسب التأييد سوسان الحلو، إلى تنظيم الهيئة للدورة العاشرة من أسبوع فيلم المرأة، بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، حيث ستتناول الأفلام قصصا مؤثرة عن حقوق المرأة وإمكاناتها القيادية في التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته والاستجابة له، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، إضافة لفعاليات أخرى ذات صلة، احتفاء بيوم المرأة العالمي واعترافًا بمختلف مساهمات النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.

على صعيد متصل، يذكر موقع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، خمس طرق لتعزيز المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وتحقيق الإستدامة، يتقدمها العمل على تمكين صاحبات الحيازات الصغيرة، حيث تساعد زيادة قدرتهن الإنتاجية على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، إذ عادة ما تكون محاصيلهن أكثر تنوعًا وقدرة على التكيف مع تغير المناخ، يليها الاستثمار في الرعاية حيث أن دعم هذه الأعمال من خلال الإجازات الأسرية مدفوعة الأجر وتوفير ترتيبات عمل مرنة يعد وسيلة لخلق فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي دون زيادة انبعاثات الكربون.

يتبع ذلك دعم الدور القيادي للمرأة حيث أن تمثيل المرأة ودورها القيادي يحققان نتائج بيئية أفضل، فعندما تدمج برامج المناخ المجتمعية المرأة على نحو كامل، فإنها بالنتيجة تميل إلى أن تكون أكثر فعالية وكفاءة في استخدامها للموارد، كما ان امتلاك نساء الشعوب الأصلية معرفة فريدة من نوعها عن الزراعة والحفاظ على الموارد الطبيعية وإدارتها يجعل أصواتهن مؤثرة في عمليات صنع القرار.

ويؤكد الموقع أنه من الممكن أن يساعد تعاون الحكومة مع المنظمات النسائية على ضمان تلبية سياسات المناخ للاحتياجات الخاصة بهن وتنفيذها بفعالية، ومع تفاقم تغير المناخ، يصبح تعزيز الخدمات وتوسيع نطاقها أمر حاسم للمساعدة على الحفاظ على صحة المرأة وسلامتها إذ تشير التقديرات إلى أن تغير المناخ يزيد من الضعف في مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي.