توتر بين روسيا والغرب وأزمة أوكرانيا تهيمن على مؤتمر ميونيخ للأمن
الأزمة الأوكرانية.. تصريحات ساخنة وأجواء حرب باردة - فيديو
في ظل الإصرار الأمريكي على أن روسيا تعتزم مهاجمة أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، والنفي الروسي المتكرر لذلك، يتصاعد التوتر في أوروبا ويهيمن هذا الملف على طاولة المباحثات في كل لقاء.
حراك سياسي ودبلوماسي ومحاولات لنزع فتيل التصعيد، يطفو على سطحه تبادل الاتهامات والتصريحات على ألسنة القادة، منها ما لم يخل من التهديد والوعيد أو حتى السخرية، بدءاً من تساؤلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول موعد الحرب المفترضة، إلى أجواء الحرب الباردة والتحشيد العسكري واستعراض القوى المرافق لها.
تأكيدات أمريكية متواصلة حول عزم روسيا غزو أوكرانيا، منها ما قاله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لليتوانيا، حول بدء انتشار القوات الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا واستعدادها للهجوم، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن في أكثر من مناسبة بأن موسكو اتخذت قرارا بذلك، يقابلها تحشيد كبير للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية وإجراء عدة مناورات عسكرية، تضمن آخرها إطلاق صواريخ بالستية وصواريخ كروز، وأجريت تحت إشراف الرئيس الروسي وتابعها معه نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشنكو.
في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن المنعقد في ألمانيا، بدت أجواء الحرب الباردة جلية في تصريحات المشاركين، كتهديد نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية وفرض عقوبات اقتصادية قاسية وفورية على موسكو في حال قيامها بغزو أوكرانيا، وما اعتبرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين محاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي، منددة بتحالف روسي صيني يسعى لفرض قانون الأقوى.
وفي غياب مشاركة روسية في مؤتمر ميونيخ، دعا وزير الخارجية الصيني الغربيين إلى احترام مخاوف روسيا بشأن أوكرانيا وتساءل عما إذا كان توسع حلف شمال الأطلسي شرقا سيضمن السلام، مضيفاً أن جميع الأطراف تملك الحق في إبداء مخاوفها.
هذه المخاوف والتطورات، إضافة إلى تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية شرق أوكرانيا، تأتي في ظل ترقب العالم للأيام المقبلة التي قد تحمل حربا بحسب تأكيدات الأمريكيين، ووسط مناورات عسكرية وتحشيد روسي يزيد الغرب توتراً، فيما تؤكد أوكرانيا أنها مستعدة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة.