رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين
فون دير لايين: روسيا تقوم "بمحاولة صارخة" لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت إن روسيا شرعت في "تقويض" الهيكل الأمني الأوروبي وهي تقوم "بمحاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي".
وصرّحت فون دير لايين خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "لا يمكننا السماح بحدوث ذلك، نحن نواجه محاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي". كما ندّدت بتحالف روسي-صيني يسعى لفرض "قانون الأقوى".
ويشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت على مناورات عسكرية واسعة النطاق وتجارب صاروخية، ما يهدد بتصعيد الأزمة بين موسكو والغرب فيما أعلن زعيما منطقتي دونيستك ولوغانسك الانفصاليتين التعبئة العامة.
وتتزايد المخاوف من هجوم روسي لأوكرانيا مع تزايد وتيرة انتهاك وقف إطلاق النار بين انفصاليين موالين لروسيا والقوات الأوكرانية التي تقاتلهم منذ العام 2014 في شرق أوكرانيا، في نزاع أودى حتى الآن بحياة أكثر من 14 ألف شخص.
وكان مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أفدوا السبت بأن هناك "زيادة كبيرة" في هذه الانتهاكات. ووفقا لهم، فإن عدد الحوادث المسلحة على خط المواجهة الآن أصبح مماثلا لعددها قبل تموز/يوليو 2020، عندما جرى التوصل إلى اتفاق لتعزيز وقف إطلاق النار.
والسبت، أعلن زعيم "جمهورية" دونيتسك الانفصالية في شرق أوكرانيا "التعبئة العامة".
وقال دينيس بوشيلين في تصريح عبر الفيديو بعدما حذّر مراقبون من "تصعيد كبير" بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا على خط المواجهة، "أحضّ إخواني المواطنين في قوات الاحتياط على المجيء إلى مكاتب التجنيد العسكري. لقد وقّعت اليوم مرسوم التعبئة العامة".
وبعد وقت قليل، قام زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية بإعلان مماثل.
وفي السياق، تبادلت القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من موسكو السبت الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وأبلغت القوات المسلحة في كييف عن 66 تبادلا لإطلاق النار بحلول الساعة 07,00 صباحا (04,00 ت غ)، فيما وصف المتمردون في دونيتسك معقل الانفصاليين الوضع بأنه "خطير".
والجمعة، أوردت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء وقوع انفجارين أحدهما خط أنابيب نفط في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون. وقد أمرت سلطات المناطق الانفصالية الموالية لروسيا بإجلاء مدنيين إلى روسيا.
وما زال الكرملين ينفي أي نية لمهاجمة أوكرانيا لكنه يطالب بضمانات لأمن روسيا، مثل انسحاب شمال حلف الأطلسي من أوروبا الشرقية، وهو ما يرفضه الغرب.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة أنه "واثق" من أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "اتخذ قراره" بغزو أوكرانيا. وقال من البيت الأبيض "لدينا سبب للاعتقاد أن القوات الروسية تعتزم مهاجمة أوكرانيا (...) في الأيام المقبلة". وأضاف "أنا واثق من أنه (بوتين) اتخذ القرار".
لكن الرئيس الأمريكي شدد على أنه طالما لم يقع الغزو، فإن "الدبلوماسية ممكنة دائما"، مشيرا إلى أن وزير خارجيته سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس المقبل في أوروبا، غير أنه حذر من أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإنها "تغلق بذلك باب الدبلوماسية".
من جانبه، يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء غربيين في ميونيخ السبت، من بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
"زعزعة استقرار"
وتقدر واشنطن أن روسيا تنشر 190 ألف جندي على حدود أوكرانيا وعلى أراضيها، بمن فيهم القوات الانفصالية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن ذلك "أكبر حشد لقوات عسكرية" منذ الحرب الباردة، معتبرا أن موسكو "قادرة، من دون سابق إنذار، على شنّ الهجوم".
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) الجمعة أن ما بين 40 % و50 % من هذه القوات اتخذت "وضعية هجومية" وإن الاشتباكات على خط المواجهة هي جزء من "حملة لزعزعة استقرار أوكرانيا" قبل الغزو.
وصرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لشبكة إيه بي سي أن بوتين جمع العناصر "الضرورية لغزو ناجح (...) لا أعتقد أنها خدعة".
ولم تعلن روسيا مطلقا عدد جنودها المنتشرين على الحدود الأوكرانية أو المشاركين في المناورات في بيلاروس المجاورة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن بوتين سيشرف السبت شخصيا على المناورات العسكرية التي ستشمل إطلاق صواريخ بالستية وصواريخ كروز قادرة على حمل شحنات نووية.
وأوضحت الوزارة أن هذه التدريبات ستجمع قوات من المنطقة العسكرية الجنوبية والقوات الجوية وأسطول البحر الشمالي والبحر الأسود بالإضافة إلى "القوات الإستراتيجية" المزودة بصواريخ عابرة للقارات ومقاتلات استراتيجية وغواصات وسفن حربية وطيران بحري يحمل صواريخ تقليدية.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن ذلك يأتي في إطار "عملية تدريبات منتظمة".
وتعهّد الغرب بفرض عقوبات اقتصادية مدمرة على موسكو إذا غزت أوكرانيا. وقال مسؤول أمريكي الجمعة إنهم سيجعلون روسيا "منبوذة" دوليا إذا تم ذلك.
لكن فلاديمير بوتين قلل مجددا من شأن التهديد وقال "ستفرض العقوبات مهما حصل. وسواء كان هناك سبب أم لا، سيجدون واحدا لأن هدفهم هو إبطاء تطور روسيا".
وطوال الجمعة، تبادل المتحاربون في شرق أوكرانيا اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار واستخدام أسلحة ثقيلة. وعصر الجمعة كان لا يزال يسمع دوي القصف في مدينة ستانيتسا لوغانسكا في شرق أوكرانيا الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وفق مراسلي فرانس برس.
وكانت هذه المدينة تعرضت الخميس لقصف ألحق أضرارا في روضة اطفال ومنازل عدة فيما لا يزال التيار الكهربائي مقطوعا في جزء منها.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين أن روسيا "ستدافع" عن "المواطنين الروس" الذين يعيشون في الأراضي الانفصالية في أوكرانيا إذا كانت حياتهم "مهددة".
وحذر من أنه "إذا بدأت الحرب، فإن أوروبا هي التي ستصبح ساحة للأعمال العدائية".