جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين
الشوبكي: مشاريع ريادية لـ"رفقاء السلاح" بمبادرات جلالة الملك
قال مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، اللواء المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي، أن جلالة الملك عبد الله الثاني أوعز العام الماضي بإطلاق برنامج رفاق السلاح لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى وبإشراف من سمو ولي العهد، كدليل على مكانة المتقاعدين العسكريين.
ولفت الشوبكي إلى أن هذه المكرمة أثلجت قلوب "رفاق السلاح" وكان لها عظيم الأثر في تحسين واقعهم المعيشي، مبينا أهمية البرنامج في تسريع دور قروض الإسكان العسكري، والاستفادة من خدمات مصرفية يقدمها صندوق الائتمان العسكري، وبرنامج منافع وخصومات ضمن شبكة واسعة من التجار والموردين إلى جانب إيجاد مسارات خاصة للمتقاعدين في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، وإقامة دورات توجيهية وتدريبية لضباط الصف قبل التقاعد.
وأضاف الشوبكي، أن مؤسسة المتقاعدين العسكريين حظيت باهتمام القيادة الهاشمية منذ أن أمر جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 1974 بإنشاء مؤسسة تعنى بأمور المتقاعدين العسكريين وتكون مظلة جامعة لهم، كما أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2012 أمرا باعتبار 15 شباط من كل عام، يوما للوفاء للمتقاعدين العسكريين.
وثمن الشوبكي جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة لرفقاء السلاح من خلال التواصل المستمر معهم والاطمئنان على أحوالهم وإصدار توجيهات وقرارات من شأنها تأمين العيش الكريم لهم ولأسرهم واستمرار عطائهم ومشاركتهم في حركة الإنجاز والبناء الوطني إضافة إلى توسيع مشاريع المؤسسة، بما ينعكس إيجابيا على تحسين أوضاع المتقاعدين العسكريين الاجتماعية والمعيشية.
وأكد أن الاهتمام الملكي بالمتقاعدين العسكريين، نهج هاشمي موروث منذ تأسيس الدولة، تجلى في صور عديدة ومعانٍ سامية، تؤكد مكانة "رفاق السلاح" في وجدان القيادة والوطن الذي دافعوا عنه بالمهج والأرواح.
ووجه الشوبكي تحية إكبار واعتزاز وشرف لرفاق السلاح ولكل المتقاعدين والمحاربين القدامى الشرفاء الذين عرفتهم أسوار القدس واللطرون وباب الواد، ومنهم من روت دماؤهم الزكية أرض العروبة، بعد أن أفنوا زهرة شبابهم يتنقلون بين ثغور الوطن، مدافعين عن ترابه الغالي.
وأكد أن المؤسسة لن تألو جهدا في تقديم أفضل الخدمات لهذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع، والمضي في مسيرة البناء على ما تحقق لها من إنجاز، لتتمكن من مواكبة تطورات العصر ومستجدات المرحلة بجوانبها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.
وبين الشوبكي أن القوات المسلحة كان لها دور بارز على المستوى الإقليمي، إذ ساهم كثير من المتقاعدين العسكريين في بناء بعض الجيوش العربية، ونقلوا خبراتهم وكفاءاتهم العسكرية إلى هذه الجيوش بشهادة القاصي والداني كما كان لها شرف المشاركة في قوات حفظ السلام في عدة دول تعاني من صراعات، فأثبت منتسبو القوات المسلحة–الجيش العربي، أنهم خير رسل للسلام وللإنسانية في هذه الدول.
وعرض الشوبكي جهود القوات المسلحة الأردنية الباسلة ممثلة بالخدمات الطبية الملكية في التخفيف على رفاق السلاح من خلال افتتاح عيادات اختصاص لهم في مدينة الحسين الطبية، مؤكدا أنه سيكون لهذه العيادات دور كبير في تذليل أية صعوبات قد تواجه المتقاعدين العسكريين خلال مراجعاتهم المرضية، إضافة إلى اختصار الوقت والجهد.
وبين أن افتتاح هذه العيادات جاء بتوجيهات ملكية ومتابعة من سمو ولي العهد، لتقديم أفضل رعية صحية وطبية ممكنة لرفاق السلاح الذين أمضوا حياتهم في خدمة الوطن، وتقديراً لجهودهم في الدفاع عن ثراه وصون مقدراته ومكتسباته.
وأشار الشوبكي إلى إطلاق المرحلة الرابعة للمحفظة الإقراضية "قروض المشاريع الصغيرة" بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي بتاريخ 2017/12/9 لمساعدة المتقاعدين على إنشاء مشاريع خاصة بهم لتحسين ظروفهم المعيشية بتمويل قيمته 4 ملايين دينار، مبينا أن عدد المشاريع التي تم تمويلها بعد دراستها بلغ 787 مشروعا بقيمة 3.323 مليون دينار.
وأوضح أن قيمة تمويل المشروع الواحد تتراوح بين 7 آلاف إلى 20 ألف دينار تسدد على 4 سنوات دون أي هامش للفوائد، مبينا أن وزارة التخطيط تدرس جدوى المشاريع المقدمة للمؤسسة، وتعطى الأولوية للمشاريع ذات الجدوى والأكثر نجاحا.
واستعرض الشوبكي مشاريع المؤسسة في المجالات المختلفة، فأشار إلى مشاريع الجمعيات الخيرية البالغ عددها 117 جمعية، تبنتها المؤسسة لتعزيز روح العمل الجماعي، ولإفادة أكبر شريحة من المتقاعدين العسكريين، مبينا أن منها 3 جمعيات للسيدات، ومنها جمعية في الزرقاء تعمل بمجال الأمن والحماية، تشغل نحو 3 آلاف متقاعد.
وتابع: "تعطي المؤسسة قروضا حسنة وصلت قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 6 ملايين دينار، وقروضاً لشراء سيارات وأجهزة كهربائية بلغت قيمتها 4 ملايين دينار"، مشيرا إلى أن هناك 16 مكتباً فرعياً تابعاً للمؤسسة في أنحاء المملكة كافة، لخدمة المتقاعدين والتواصل معهم في مواقعهم.
وأكد توظيف أكثر من 9 آلاف متقاعد وأبنائهم، وتقديم منح للعديد من المتقاعدين بلغت قيمتها الإجمالية 4.750 مليون دينار ممولة من وزارة التخطيط، جنبا إلى جنب مع وجود 188 مشروعا تدعمها المؤسسة، وهي مشاريع الإقراض والمشاريع الإنتاجية.
وأشار إلى وجود مجمع مهني في مبنى الادارة العامة، يصمم ويشكّل مختلف أنواع الخشب والحديد والألمنيوم بدرجة عالية من الإتقان في صنع الاثاث والمطابخ وبيعها بالتقسيط.
وقال الشوبكي إن هناك 8.9 ألف يعملون في مجال الحماية والأمن في 1040 موقعا ومنشأة حكومية، بعد أن أصبحت حماية مؤسسات الدولة حصرية بالمتقاعدين العسكريين إلى جانب العديد من المشاريع بالشراكة مع القطاع الخاص يقوم عليها متقاعدون عسكريون، منها تغطية برامج التدريب للتربية الوطنية في 19 جامعة خاصة، بمعدل 3 ساعات دراسية.
وأكد أن معيار توظيف المتقاعدين العسكريين هو الأقدمية في الانتساب للمؤسسة، باستثناء بعض الوظائف التي تحتاج لشروط خاصة ومؤهلات منتقاة من الرتب والكفاءة والخبرات.
وقال إنه تم إنجاز نوادٍ للمتقاعدين العسكريين في محافظات بمكرمة من جلالة الملك: المفرق، ومعان، ومادبا بتكلفة زادت على مليوني دينار لكل نادٍ زودت بصالات متعددة الأغراض ومرافق رياضية وترفيهية واجتماعية، مشيرا إلى أنه من المقرر افتتاح نوادٍ خلال العام الحالي في محافظات: جرش وعجلون والكرك، ليصار في السنوات المقبلة بشمول باقي المحافظات في ذلك.
ولفت إلى مشروع تربية الأبقار في منطقة الخالدية بمحافظة المفرق على أرض مساحتها 100 دونم مستأجرة من وزارة الزراعة، ويوجد حالياً 396 رأسا من الأبقار والعجول تقريباً ويبلغ إنتاجها حوالي 4,5 طن من الحليب يوميا، إلى جانب مشاريع: المنشية لتربية الأسماك وزراعة الحمضيات وإنتاج العسل، وتسويق الأسمدة للشركات والمصانع بالتعاون مع الشركة الهندية للأسمدة وشركة مناجم الفوسفات وهو من المشاريع الناجحة التي تدر دخلاً على المؤسسة.
وأضاف الشوبكي أن المؤسسة ماضية في مشاريعها الناجحة، ومنها مشروع تكسي المطار، حيث يوجد 78 تكسياً مملوكة للمؤسسة، إضافة للإشراف على مكتب تكسي فيه 150 تكسياً أهلية، جنبا إلى جنب مع امتلاك المؤسسة 7 خطوط باصات عمومي تعمل في المحافظات.
وبين أن من بين المشاريع الريادية، مشروع التدريب الوطني لطلاب المدارس، إذ تم تدريب 56 ألف طالب وطالبة في 269 مدرسة، من قبل 144 ضابطا وضابطة من المتقاعدين العسكريين إلى جانب تنفيذ مشروع بالشراكة مع اليونيسف للعناية باللاجئين السوريين، وتقديم العلاجات لهم وتنظيم برامج توعوية وتدريبية.
وبين الشوبكي أن المؤسسة تسير رحلة سنوية للحج استفاد من هذه المكرمة 1477 متقاعدا، إلى جانب تسير رحلات عمرة استفاد منها 5057 متقاعدا، مشيرا إلى أن المؤسسة تنوي إرسال نحو ألف من المنتسبين للمؤسسة على دفعات لأداء مناسك العمرة خلال هذا العام، إضافة إلى تسيير الحج المسيحي، حيث أن كامل هذه الرحلات هي بتمويل من المؤسسة.
ودأبت
المؤسسة على تحسين أوضاع المتقاعدين العسكريين وإيجاد فرص لهم بشتى المجالات من خلال مشاريعها الاستثمارية وبرامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية للحد من مستوى الفقر والبطالة، ويسهم في تحسين مستوى معيشتهم ويحفزهم على خوض غمار العمل الحر والاعتماد على الذات، بغية الوصول إلى أسمى الأهداف والغايات التي تأتي انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى الاهتمام بالمتقاعدين العسكريين وذويهم.
وأطلقت المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء موقعها الإلكتروني الجديد، بعد أن قامت بتحديثه وتطويره بهدف تسهيل عملية الوصول لخدماتها بكل يسر وسهولة.
وتتضمن خدمات المؤسسة طلب الانتساب، قروض السيارات، القرض الشخصي، قروض المشاريع الصغيرة، إصدار قسيمة الراتب، كشف الالتزام، إضافة إلى إمكانية تقديم طلب التوظيف والحج والعمرة، وذلك عن طريق الدخول إلى الموقع الرسمي وإنشاء حساب للاستفادة من كافة الخدمات المتاحة من خلال الرابط: www.esarsv.com .
ويصادف يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين 15 شباط من كل عام، تقديرا من القيادة لجهود رفاق السلاح الوطنية المخلصة وتضحياتهم الجسام في الحفاظ على الأمن الوطني والذود عن حماه وازدهاره وتقدمه.