وفد من طالبان في جنيف لبحث إيصال المساعدات وحقوق الإنسان
وفد من طالبان في جنيف لبحث إيصال المساعدات وحقوق الإنسان
أعلنت وزارة الخارجية السويسرية الثلاثاء أن وفدا من طالبان يجري زيارة إلى جنيف لعقد محادثات مع مسؤولين سويسريين ومنظمات غير حكومية بشأن حقوق الإنسان وإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في أفغانستان.
وسيجري وفد طالبان محادثات مع الصليب الأحمر وغيرها من المنظمات غير الحكومية في المدينة السويسرية، حيث يتخذ العديد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة مقرا.
وقالت ناطقة باسم الخارجية السويسرية لوكالة فرانس برس إن "أعضاء من الوفد سيجرون محادثات تتطرق إلى إيصال المساعدات للسكان المحتاجين إليها وحماية العاملين في المجال الإنساني واحترام حقوق الإنسان".
وأضافت أن "حماية الأطفال خلال النزاعات وإدارة الأراضي الملوثة بالألغام مدرجة أيضا على جدول أعمال المؤتمرات، التي تنعقد بترتيبات سرية".
وذكرت المتحدثة أن ممثلين عن الخارجية السويسرية سيلتقون الوفد هذا الأسبوع.
لكنها شددت على أن قدوم وفد الحركة المتطرفة إلى سويسرا "لا يعني منح طالبان الشرعية أو الاعتراف بها".
وتعيش أفغانستان أزمة مالية تتفاقم في ظل ارتفاع معدل التضخم وتفشي البطالة منذ استولت طالبان على السلطة في منتصف آب/أغسطس تزامنا مع سحب الولايات المتحدة قواتها بعد حرب دامت 20 عاما.
وأحدث توقف المساعدات بعد سيطرة طالبان على السلطة أزمة إنسانية في أفغانستان، التي كانت في الأساس تعاني من تداعيات حروب عاشتها على مدى عقود.
- طالبان تسعى للحصول على اعتراف -
وفي مقابلة أجرتها معه فرانس برس الأسبوع الماضي، أكد وزير خارجية نظام طالبان أمير خان متقي أن الحركة تقترب من الحصول على اعتراف دولي بحكومتها، لكنه شدد على أن أي تنازلات تقدمها ستتم بناء على شروطها.
وفي أول مقابلة له منذ عودته من أوسلو، حيث أجرى محادثات مع ممثلين عن قوى غربية، حض متقي واشنطن على الإفراج عن أصول أفغانستان في الخارج للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.
ولم تعترف أي دولة رسميا بعد بالحكومة التي شكلتها طالبان بعد استيلائها على السلطة.
لكن متقي أفاد فرانس برس بأن حكام أفغانستان الجدد يحظون بالقبول الدولي شيئا فشيئا، وإن ببطء.
وقال "في ما يتعلق بنيل الاعتراف.. نقترب من هذا الهدف".
وذكرت وكالة "أيه تي إس" السويسرية أن المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع في نظام طالبان لطيف الله حكيمي يترأس الوفد الذي يزور جنيف.
ويترأس حكيمي لجنة شكلتها حكومة طالبان لتحديد هوية الأعضاء الذين يخرقون قواعد الحركة المتشددة.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستعقد محادثات مع وفد "إمارة أفغانستان الإسلامية"، الاسم الذي تطلقه طالبان على نظامها.
وقال متحدث باسم اللجنة إن "علاقة تاريخية تربط +اللجنة الدولية للصليب الأحمر+ بـ+إمارة أفغانستان الإسلامية+. هذا الحوار ضروري من أجل الإيفاء بمهمتنا الإنسانية المحايدة تماما".
وتابع "سنواصل هذا الحوار مع وفد +إمارة أفغانستان الإسلامية+ العالي المستوى في جنيف هذا الأسبوع ونتطلع لمحادثات بناءة".
- "حالة طوارئ معقدة" -
ولفتت وكالة "أيه تي إس" إلى أن وفد طالبان أتى بدعوة من منظمة "جنيف كول" غير الحكومة، التي تعمل على حماية المدنيين أثناء النزاعات.
وذكرت المنظمة على موقعها الإلكتروني أن انسحاب القوات الدولية وبسط طالبان هيمنتها بشكل سريع "غيرا قواعد اللعبة في أفغانستان، حيث تسببت نزاعات مسلحة متداخلة وجائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية وأحوال الطقس الشديدة بحالة طوارئ معقدة".
وأضافت "سيتعين على العاملين في المجال الإنساني التأقلم سريعا في طريقة عملهم لإنقاذ حياة الناس وحماية المدنيين الذين كانوا عرضة في الأساس إلى تراجع كبير في الظروف الاجتماعية والاقتصادية وانعدام الأمن".
ومن المقرر أن يجتمع ممثلون عن "الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون" وقسمي "السلام وحقوق الإنسان" و"آسيا ومنطقة الهادئ" في وزارة الخارجية بأعضاء الوفد هذا الأسبوع.
وقالت الناطقة باسم الخارجية إن "23 مليون أفغاني يواجهون اليوم خطر سوء التغذية وتعيش غالبية كبرى من السكان تحت خط الفقر".
