تصويت على حجب الثقة بالحكومة اليونانية على خلفية العاصفة الثلجية

عربي دولي
نشر: 2022-01-30 18:15 آخر تحديث: 2023-06-18 15:30
سيارات متروكة على طريق أثينا الدائري بسب الثلوج
سيارات متروكة على طريق أثينا الدائري بسب الثلوج

يصوت البرلمان اليوناني مساء الأحد على مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة المحافظة بسبب طريقة إدارتها الفوضى التي نجمت عن العاصفة الثلجية القوية الاثنين الماضي.


اقرأ أيضا : عاصفة ثلجية شديدة لليوم الثاني ودرجات حرارة قطبية في الولايات المتحدة


يناقش النواب منذ ثلاثة أيام هذه المذكرة التي طرحها زعيم أبرز حزب معارضة أليكسيس تسيبراس، لكنها تفتقر الى فرص كبيرة في النجاح لأن حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس تشغل 157 مقعدا في البرلمان المؤلف من 300 مقعد.

وتعرّضت الحكومة لانتقادات شديدة بسبب كيفية تعاملها مع "الفوضى العارمة" التي شهدها طريق أثينا الدائري حيث تقطّعت السبل ليل الإثنين-الثلاثاء بنحو 3500 سائق سيارة بسبب تساقط الثلوج.

استغرق الأمر ثلاثة أيام لكي تبدأ العاصمة التي شلت بسب الثلج الذي ترك أيضا أكثر من 200 ألف منزل ومتجر بدون كهرباء، باستعادة حياتها الطبيعية.

والخميس، بعد ثلاثة أيام من العاصفة الثلجية التي أصابتها بالشلل، بدأت أثينا باستعادة حياتها الطبيعية تدريجا.

وأعيد فتح طريق أتيكي أودوس الدائري الذي يحيط بالمدينة ويخدم مطار إليفثيريوس فينيزيلوس الدولي بعد جهود "خارقة" بذلت لتحرير نحو ثلاثة آلاف مركبة علقت عليه منذ الإثنين بسبب الثلوج، بحسب السلطات.

وبعد عطلة استثنائية أقرّتها الحكومة يومي الثلاثاء والأربعاء لإبقاء السكّان في منازلهم، عاودت المتاجر والشركات الخاصة عملها الخميس، لكنّ المدارس والإدارات العامة ظلّت مغلقة.

وإذا كانت اليونان معتادة على الزلازل وحرائق الغابات في الصيف، فانها غير مجهزة لمواجهة العواصف الثلجية.

قدم ميتسوتاكيس الأربعاء "اعتذارات شخصية وصادقة" عن الفوضى التي نجمت عن العاصفة، مؤكدا أنه تم استخلاص "عبر" من هذا الحدث ووعد باستثمار 1.7 مليار يورو في البنى التحتية للحماية المدنية.

إلى ذلك، واصلت العاصفة الثلجية التي يشهدها شمال شرق الولايات المتحدة منذ يومين غمر المنطقة في الساعات الأولى من صباح الأحد بالثلوج مصحوبة برياح عاتية من المرجح أن تصل سرعتها 120 كلم/ ساعة.


اقرأ أيضا : الثلوج تغفو على أكتاف المحميات الطبيعة في الأردن


مساء السبت، تشكلت طبقة من الثلج في مدينة بوسطن بلغت سماكتها ما يقرب من 60 سم، أي ما يعادل الرقم القياسي لعام 2003 ، في حين شُلت الحركة في المنطقة بأكملها، مع تسجيل فوضى في النقل وانقطاع التيار الكهربائي ودرجات حرارة قطبية.

واشارت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية إلى أن هذه العاصفة الثلجية تسمى "القنبلة الإعصار"، وهي ظاهرة تتميز بالقوة المتفجرة للانخفاض السريع في الضغط الجوي.

وسجلت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية هبوب رياح راوحت سرعتها من 80 إلى 120 كم/ ساعة، وتوقعت درجات حرارة شديدة البرودة ليلا وانقطاعا في التيار الكهربائي، على غرار ما يحدث كل شتاء عندما تُنتزع اسلاك الكهرباء بسبب شدة الرياح أو ثقل الثلج.

انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 95 ألف منزل، وفق ما اعلنت السلطات مساء السبت، مع استمرار انهمار الثلج. سجلت عدة مدن في المنطقة أرقاما قياسية، حيث تراكم أكثر من 70 سم من الثلوج.

وشاح أبيض 

ودعت السلطات من جديد السكان إلى البقاء في منازلهم وتجنب التنقلات غير الضرورية حتى ظهر الأحد على الأقل. ومن المنتظر أن يكسو وشاح ابيض لليلة ثانية المنطقة، حيث يلتقي أفق السماء البيضاء مع الثلج وتصبح الرؤية معدومة.

في نيويورك، تسير كاسحات الجليد وآلات رش الملح ببطء شديد لفتح الطرقات تدريجيا، بينما بلغت سماكة الثلج في سنترال بارك 20 سم، واغلقت العديد من خطوط السكك الحديد.

في ساحة تايمز سكوير، شكلت لوحات النيون الشهيرة هالات متوهجة في الهواء الثلجي.

لكن درجات الحرارة المتجمدة لم تمنع روبرت بورك، أحد المتمركزين في الساحة والمعروف باسم "الكاوبوي العاري"، من أن يتجول في المنطقة السياحية شبه الفارغة وهو يعزف على غيتاره بملابسه الداخلية فقط وقبعة وحذاء رعاة البقر.

وقال السائح الاسباني غونزالو فاسكويز لوكالة فرانس برس في تايمز سكوير "هذا رائع. إنه يشبه التزلج بين الأضواء وشاشات الإضاءة الرائعة".

في حي كوبل هيل الراقي في بروكلين، غطت الأرصفة شبه المهجورة طبقة من الثلج بسماكة 30 سم وأغلقت عدة متاجر ابوابها. لكن قلائل تحدوا الطقس تمنى كل منهم للآخر "يوما ثلجيا سعيدا!".

وعملت شبكة مترو الافاق العملاقة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة بشكل طبيعي نوعا ما، وشكلت، كما هي الحال عندما يكون الطقس سيئا، ملاذا لآلاف المشردين في هذه المدينة التي تطبعها فوارق اجتماعية واقتصادية كبيرة.

برد قاتل 

شمال المدينة، في لونغ آيلاند، تراكمت 60 سم من الثلج مساء السبت، بحسب حاكمة نيويورك كاثي هوشول.

وحذرت من عاصفة "بغاية الخطورة" و"قد تكون فتاكة"، وعثر على امرأة ميتة في سيارتها، ربما من شدة البرد، وفقا لرئيس مقاطعة ناسو، بروس بلاكمان.

وقالت حاكمة نيويورك "المرحلة الأخطر من العاصفة هي الآن. لذا أرجوكم تجنبوا أي تنقل غير ضروري فيما تقوم فرقنا بفتح الطرقات".

في مقاطعة ويستشستر المجاورة والراقية، عمدت كاسحات الجليد فجرا إلى فتح الطرقات والممرات التي تفصل بين المنازل المغطاة بالثلوج.

وتوقفت القطارات التي تخدم الضواحي الشمالية لنيويورك طوال السبت.

في بوسطن، تتحرك ببطء 900 كاسحة جليد تم نشرها في الشوارع. وقال أحد السائقين مارك بيرنز، "كان من المفترض أن يكون الثلج خفيفا، لكنه رطب قليلا الآن، وبالتالي أثقل".

وأعلن إلغاء أكثر من 3500 رحلة طيران السبت داخل الولايات المتحدة أو منها وإليها، وفقا لموقع تتبع الرحلات فلايت-أوير FlightAware. كما أعلن عن إلغاء أكثر من 1200 رحلة الأحد.

وتضرب موجة البرد الساحل كله. وبلغ التحذير من التجمد حتى أقصى الجنوب مثل فلوريدا حيث أدى انخفاض درجات الحرارة إلى شلل موقت للسحالي الكبيرة التي يمكن أن يصل وزنها إلى تسعة كيلوغرامات وتم التحذير من احتمال سقوطها عن الأشجار.

أخبار ذات صلة

newsletter