هجوم 'شارلي إيبدو'.. تحديد مكان الأخوين كواشي

عربي دولي
نشر: 2015-01-08 16:21 آخر تحديث: 2016-06-26 15:24
هجوم 'شارلي إيبدو'.. تحديد مكان الأخوين كواشي
هجوم 'شارلي إيبدو'.. تحديد مكان الأخوين كواشي

رؤيا – وكالات- تمكنت السلطات الفرنسية التي بدأت عملية أمنية واسعة النطاق بحثا عن منفذي الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الأربعاء وأدى إلى مقتل 12 شخصا، من تحديد مكان تواجد الأخوين سعيد وشريف كواشي، المشتبه فيهما بالوقوف وراء الهجوم.

 

فقد أفادت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق، بأن المشتبه فيهما شوهدا صباح الخميس شمال فرنسا بينما كانا يستقلان سيارة رمادية اللون ويحملان أسلحة.

 

وأوضحت تلك المصادر أن السلطات تحركت استنادا إلى إفادة صاحب محطة وقود بالقرب من فيليه-كوتريه، شمال البلاد، تعرف على الأخوين كواشي.

 

اعتقال سبعة أشخاص

 

تم توقيف سبعة أشخاص رهن التحقيق إثر الهجوم الدامي الأربعاء على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في باريس والذي أوقع 12 قتيلا، على ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف.

 

وقال كازنوف ردا على سؤال على إذاعة أوروبا الأولى عن عدد الأشخاص المعتقلين حاليا "سبعة أشخاص".

 

وكان مصدر قضائي أفاد باعتقال سبعة أشخاص مساء الأربعاء بينهم رجال ونساء من أوساط الشقيقين الذين تم التعرف إليهما على أنهما منفذا الهجوم ولا يزالان فارين.

 

ولم يتم تحديد المواقع التي جرت فيها التوقيفات.

 

رئيس الوزراء مانويل فالس أعلن من جهته لإذاعة "آر تي إل" أن الشقيقين الملاحقين للاشتباه بأنهما منفذي الهجوم "كانا ملاحقين بلا شك" من أجهزة الشرطة غير أنه لا يوجد "مستوى صفر من المخاطر".

 

وشدد على "الصعوبة" التي تواجهها الشرطة بسبب "عدد الأشخاص الذين يشكلون خطرا".

 

ونشرت الشرطة الفرنسية صور الشقيقين شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما) ووجهت نداء لتقدم شهود وحذرت شرطة باريس بأن هذين الشخصين "قد يكونان مسلحين وخطيرين".

 

وقام شريكهما المفترض حميد مراد (18 عاما) بتسليم نفسه للشرطة في شارلوفيل-ميزيير "بعدما رأى اسمه يتم تناقله على الشبكات الاجتماعية" على ما أفاد مصدر قريب من الملف.

 

ويشتبه بالشقيقين كواشي أنهما نفذا الهجوم الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم أربعة من كبار رسامي الكاريكاتور الفرنسيين وإصابة 11 آخرين بجروح قبل فرارهما.

 

الشرطة تلاحق مشتبهين بضلوعهما بهجوم باريس بعد أن سلم ثالث نفسه (تحديث: 4:17 بتوقيت غرينتش)

 

تلاحق قوات الأمن الفرنسية الخميس شقيقين أحدهما جهادي يشتبه بأنهما نفذا الهجوم الدامي الذي استهدف الأربعاء أسبوعية "شارلي إيبدو" الساخرة، وذلك بعدما سلم مشتبه به ثالث نفسه ليلا.

 

ونشرت الشرطة الفرنسية صورتي الشقيقين، شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما). وحذر مركز الشرطة في باريس في نشرة عممها من أنهما "قد يكونان مسلحين وخطرين" موضحا أن "مذكرتيْ بحث صدرتا بحقهما".

 

ويشتبه بأن الشقيقين قتلا 12 شخصا في مقر الأسبوعية في باريس قبل أن يلوذا بالفرار. وأثار الهجوم موجة تنديد عارمة في فرنسا والعالم ودفع أكثر من 100 ألف شخص إلى التظاهر عفويا تنديدا بالإرهاب.

 

مشتبه به يسلم نفسه

 

وسلم حميد مراد (18 عاما) الذي يشتبه بأنه شريك الشقيقين نفسه للشرطة في شارلوفيل-ميزيير بشمال شرق فرنسا "بعدما لاحظ أن اسمه يرد على الشبكات الاجتماعية"، وفق ما أوضح مصدر قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

وشريف كواشي جهادي معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب. وكان أدين عام 2008 لمشاركته في شبكة لإرسال مقاتلين إلى العراق حيث كانوا ينضمون إلى صفوف تنظيم القاعدة الذي كان بزعامة أبو مصعب الزرقاوي. وأكد مصدر قريب من الملف أنه تم اعتقال العديد من الأشخاص ليلا في أوساط الشقيقين.

 

والهجوم الأكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما على الأقل والذي لقي استنكار مختلف قادة العالم، يرجح أنه ارتكب بدافع الانتقام من الصحيفة التي توعد الإسلاميون المتطرفون بمعاقبتها إثر نشرها في 2006 رسوما اعتبرت مسيئة للنبي محمد.

 

ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ما حصل بأنه مجزرة "وحشية" داعيا الفرنسيين إلى "الوقوف صفا واحدا" وأعلن تنكيس الأعلام في الأليزيه وفي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ.

 

الهجوم أوقع 12 قتيلا و11 جريحا

 

وأعلن النائب العام للجمهورية الفرنسية فرنسوا مولان مساء الأربعاء أن الاعتداء أوقع 12 قتيلا بينهم ثمانية صحافيين و11 جريحا بينهم أربعة بحالة الخطر.

 

وأوضح في تصريح صحافي أن المهاجمين كانوا يصرخون "الله أكبر" وأنهم "أكدوا أنهم أرادوا الانتقام للنبي محمد"، في إشارة إلى الرسوم التي نشرتها الصحيفة واعتبرت مسيئة للنبي محمد.

 

وتمكن المهاجمون من الفرار بعد الهجوم الذي قال بعض الشهود إنه كان أشبه "بفيلم سينمائي".

 

هولاند يعلن يوم حداد وطني

 

وفي كلمة إلى الأمة، أعلن هولاند الخميس "يوم حداد وطني" داعيا إلى الوحدة بعد ما وصفه بأنه مجزرة "على درجة استثنائية من الوحشية". وسينظم تجمع وطني في عموم أنحاء البلاد في الساعة الـ11 صباحا (بتوقيت غرينتش) على وقع قرع أجراس كنيسة نوتردام دو باري.

 

وقال هولاند "سلاحنا الأمضى هي وحدتنا. لا يمكن لأي شيء أن يقسمنا، لا يمكن لأي شيء أن يفرق بيننا، الحرية ستكون دائما أقوى من الهمجية".

 

موجة استنكار عالمية

 

وأثار الهجوم موجة استنكار عالمية، وفي فرنسا تجمع أكثر من 100 ألف شخص بصورة عفوية في العاصمة وفي نحو 15 مدينة أخرى تحت شعار "أنا شارلي". ورفع بعض المشاركين بطاقات صحافية، وآخرون أقلاما. وخارج فرنسا نظمت تجمعات في المانيا وإسبانيا وبريطانيا بشكل خاص.

 

هجوم أثناء اجتماع أسرة تحرير شارلي إيبدو

 

فاجأ المهاجمون أسرة تحرير شارلي إيبدو أثناء اجتماعها وتمكنوا من القضاء على معظمهم وبينهم خمسة من كبار رسامي الكاريكاتور وهم شارب وكابو وولينسكي وتينيوس الأكثر شهرة في فرنسا وفيليب هونوريه صاحب الرسم الذي نشرته الصحيفة على تويتر قبل لحظات من الهجوم وحيث يظهر زعيم تنظيم الجماعة الإسلامية أبو بكر البغدادي وهو يقدم تمنياته "بالصحة والعافية".

 

وقتل المهاجمون الذين قال وزير الداخلية برنار كازنوف إنهم "ثلاثة مجرمين"، 11 رجلا وامرأة وبين القتلى شرطيان قتل أحدهما بإطلاق النار عليه بعد إصابته.

 

ونقلت الشرطة عن أحد الناجين من الهجوم أن المهاجمين ظهروا في قاعة اجتماع أسرة تحرير الصحيفة وهم يصرخون "انتقمنا للنبي محمد، الله أكبر".

 

وأظهر شريط فيديو التقط بعد الهجوم مباشرة على بعد عشرات الأمتار من مقر شارلي إيبدو في شرق باريس رجلين مسلحين ببنادق رشاشة يخرجان من سيارة ويقتلان رجل شرطة بإطلاق النار على رأسه، ثم يهربان وهما يهتفان مجددا "انتقمنا للنبي محمد".

 

وكان المهاجمون ملثمين مسلحين ببنادق "كلاشنيكوف أو أم 16" كما قال أحد السكان الذي قال إنه ظن في البداية أنهم من "القوات الخاصة التي تلاحق مهربي مخدرات. الأمر أشبه بفيلم سينما".

 

وسرعان ما تعزز انتشار الشرطة في شوارع العاصمة حيث وضعت كافة مقار وسائل الإعلام والمتاجر الكبرى التي تشهد إقبالا كبيرا الأربعاء بمناسبة بدء التنزيلات الشتوية وأماكن العبادة والمدارس ووسائل النقل تحت "الحماية المعززة".

 

وقد تلقت الأسبوعية الساخرة عدة تهديدات منذ أن نشرت الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عام 2006.

 

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011 أحرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية آنذاك "هجوما متعمدا". وفي 2013، حكم على شاب في الـ24 بالسجن مع وقف التنفيذ لأنه دعا على الإنترنت إلى قطع رأس مدير الصحيفة بعد نشر الرسوم الساخرة.

 

"هجوم خطط له بدقة"

 

وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية أن طريقة تحرك المهاجمين وهدوءهم وتصميمهم الظاهر، إنما تكشف أنهم تلقوا تدريبا عسكريا عاليا. ويبدو المسلحون في الصور التي التقطها أشخاص كانوا في المكان وهم يتصرفون بمهنية عالية ويشنون هجوما خطط له بدقة، حسب ما أفاد عضو سابق في جهاز لحماية الشخصيات وشرطي سابق في الشرطة القضائية.

 

وقال أحد الشرطيين "تبدو حرفيتهم ظاهرة من طريقة الإمساك بأسلحتهم وتحركهم الهادئ غير المتسرع. من المؤكد أنهم تلقوا تدريبا عسكريا. هؤلاء ليسوا أشخاصا عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع".

 

استنكار عالمي

 

واستنكر عدد كبير من القادة الأجانب الهجوم ولا سيما المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي وصفته بأنه "حقير" ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الذي وصفه بأنه هجوم "إرهابي شنيع".

 

وأدان الرئيس باراك اوباما الهجوم "المروع" وأكد البيت الأبيض "تضامنه" مع عائلات الضحايا. كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الإرهاب بكافة أشكاله".

 

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم "المروع" ووصفه بأنه هجوم على الإعلام وحرية التعبير.

 

وبصوت واحد، أدانت كل الأحزاب الفرنسية الهجوم. ودعا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي عاد لتزعم اليمين منذ نهاية 2014، إلى "الحزم المطلق" أمام "فعل مشين"، داعيا إلى "وحدة الصف في كل الجمهورية". كما أدانت زعيمة "الجبهة الوطنية" اليمينية المتطرفة مارين لو بن "اعتداء إرهابيا ارتكبه متطرفون إسلاميون".

 

وتلبية لدعوة العديد من النقابات ووسائل الإعلام والاحزاب السياسية، تجمع أكثر من خمسة آلاف شخص في وسط باريس تعبيرا عن تضامنهم بعد الهجوم.

 

أخبار ذات صلة

newsletter