الشهيد العقيد سائد المعايطة
الشهيد سائد المعايطة.. اختار الأصعب من مؤتة إلى هايتي حتى القلعة
اختار الأصعب بعد أن تخرج من جامعة مؤتة/ الجناح العسكري، وسعى حتى يتم توزيعه إلى القوات الخاصة، ولم يرضى الذهاب إلى الأماكن الأقل صعوبة منها، وكأنه كان يسعى بقدميه حتى ينال الشهادة في سبيل الأردن.
في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات نال العقيد سائد المعايطة الشهادة،ومعه 12 رفيقا في أحداث قلعة الكرك وهم: الشهيد محمد البنوي، والشهيد سامي الشرفات، والشهيد يزن السعودي، والشهيد صهيب العجارمة، والشهيد علاء النعيمات، والشهيد حاكم الحراسيس، والشهيد ضياء الشمايلة، والشهيد ابراهيم البشابشة، والشهيد محمد الجيزاوي، والشهيد مهرب الرويلي، والشهيد خليل الضروس، والشهيد أحمد العودات.
كان يمازحه رفاقه في مؤتة بأن حبه للمهمات الصعبة سيؤدي إلى رؤيته ملفوفا بالعلم، في إشارة إلى استشهاد، وما كان إلا أن يريهم ابتسامته ليرد أنه سيسبق رفاقه للشهادة ولن يجاوره
ابناء دفعته العسكرية لم يروا في سائد إلا رجلا أردنيا شديد البأس قوي العزيمة، محبا لوطنه ومخلصا لقائده، واب حنونا وزوجا حنونا وابن بارا بوالديه.
في يوم البطولة والفداء، نستذكر أسد القلعة ورفاقه الأوفياء، ونقول لهم ستبقون في قلوبنا وفي صحائف الوطن خالدين على مر الزمان.#الأمن_العام #الاردن pic.twitter.com/aMVQJzRGPf
يبدو أن الشهيد سائد تربى في عرين أسود، فقوة قلبه وعزمه الشديد لم يكن عاديا، فيروي زملائه حادثة وقعت في دولة هايتي عندما كان ضمن فريق قوات حفظ السلام، حينها سقطت بين جبال إحدى المناطق هناك طائرة تحملها على متنها عدد من الأردنيين، فما كان من سائد إلا وأن توجه نحو المكان الوعر الذي لم تتمكن طائرة أو مركبة الوصول اليه.
وصل سائد ومعه ثمانية من زملائه الأبطال إلى مكان سقوط الطائرة، وحملوا جثث الضحايا على أكتافهم لمسافات طويلة، في طريق وعر حتى وصولا إلى الطريق العام.
وفي هايتي حين ضربها زلزال قبل سنوات، فما كان من سائد إلا أن خرج من عرينه، وتوجه إلى المناطق المنكوبة مع رفاقه، حتى تمكن من إنقاذ عدد من الأشخاص العالقين بين الأنقاض.
وفي عام 2016 في 18 كانون الأول تحصن مجموعة من الإرهابيين في قلعة الكرك، فما كان من البطل قائد فريق المهام الخاصة في الكتيبة الخاصة ٧١ الرائد سائد المعايطة، إلا أن تقدم على رأس فريقه داخل القلعة، وابلى بلاء حسنا حتى ارتقت روحه إلى بارئها، في سبيل ثرى الأردن الطاهر.