مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

بوتن وبايدن

1
بوتن وبايدن

بايدن يهدد بوتين بـ"عقوبات شديدة" إذا شنت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا

نشر :  
06:36 2021-12-08|

بلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو ستتعرض لـ"عقوبات شديدة اقتصادية وغيرها" في حال حصول تصعيد عسكري في أوكرانيا، وذلك خلال قمة ثنائية عبر الفيديو عقدها الرئيسان الثلاثاء وطلب خلالها سيد الكرملين من سيد البيت الأبيض، عبثا، ضمانات بأن الحلف الأطلسي لن يتوسع شرقا.


وفي حين أكد مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان أن القمة التي استغرقت ساعتين كانت "مفيدة"، قال الكرملين إن المحادثات التي تخللتها كانت "صريحة ومهنية"، في وصف يعكس الجو المشدود الذي يسود العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن أعرب خلال القمة عن "مخاوف" الولايات المتحدة وحلفائها حيال حشد تعزيزات روسية على الحدود مع أوكرانيا، مؤكدا أن "الرئيسين كلفا فريقيهما متابعة (المحادثات) وستقوم الولايات المتحدة بذلك بالتنسيق الوثيق مع حلفائها وشركائها".

من جهته قال الكرملين إن الرئيس الروسي ندد خلال القمة بتنامي "القدرات العسكرية" للحلف الأطلسي على الحدود الروسية، وطالب بـ"ضمانات" بعدم توسيع الحلف شرقا.

وحرص ساليفان على القول إن بايدن لم يقدم أي "تعهدات أو تنازلات" ردا على طلبات نظيره الروسي، محذرا من أن أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا من شأنه أن يعرض للخطر خط "نورد ستريم 2" الذي تعول عليه روسيا لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي.

- بايدن يبلغ حلفاءه -

وإثر القمة أجرى الرئيس الأمريكي محادثات مع قادة كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بهدف "إبلاغهم" بفحوى ما دار بينه وبين بوتين و"التشاور بشأن الخطوات المقبلة".

وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن قدم إحاطة للقادة بشأن المحادثات التي أجراها مع الرئيس بوتين والتي بحث خلالها في التداعيات الخطيرة لأي عمل عسكري روسي في أوكرانيا وفي ضرورة احتواء التصعيد والعودة إلى الدبلوماسية".

وأضاف أن القادة الخمسة (بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيسي الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والبريطاني بوريس جونسون) "شددوا على دعمهم لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة أن تخفض روسيا منسوب التوتر وأن تنخرط في المسار الدبلوماسي".

من جهته أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري "في الأيام المقبلة" محادثات مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلنسكي والروسي.

ووفقا لبيان الكرملين فقد ندد بوتين خلال القمة مع بايدن بسلوك الحلف الأطلسي على الحدود الغربية لروسيا.

وقال البيان إن "الحلف الأطلسي يقوم بمحاولات خطيرة لاستخدام الأراضي الأوكرانية ويعزز قدراته العسكرية على حدودنا، لذلك فإن روسيا لها مصلحة جدية في الحصول على ضمانات قانونية موثوقة تستبعد توسيع الحلف الأطلسي شرقا".

وعلق بوتين على التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على روسيا في حال شنها هجوما عسكريا على أوكرانيا، فقال إنه "ينبغي عدم إلقاء المسؤولية على عاتق روسيا" منددا في المقابل بسلوك الحلف الأطلسي.

كما اتهم كييف باعتماد "سلوك مدمر" معتبرا أنها تسعى لـ"تفكيك" اتفاقات مينسك المبرمة عام 2015 والتي يفترض أن تضع حدا للنزاع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وفق آلية متعثرة منذ سنوات.

وقال الكرملين إن بايدن وبوتين "اتفقا على أن يطلبا من ممثليهما بدء مشاورات حول جوهر هذه المواضيع الحساسة".

كما اقترح بوتين على بايدن رفع كل العقوبات التي فرضت على البعثات الدبلوماسية للبلدين في الأشهر الأخيرة في ظل التوتر بين البلدين.

ورأى الكرملين أن العلاقات بين موسكو وواشنطن "ليست في وضع مرض".

وأوضح البيان أن "الطرف الروسي اقترح رفع كل القيود المتراكمة المتعلقة بسير عمل البعثات الدبلوماسية، ما قد يسمح بتطبيع أوجه أخرى من العلاقات الثنائية" بين البلدين.

وبالنسبة للمواضيع الأخرى المطروحة، ذكر الكرملين أن الطرفين شددا على أهمية العمل معا لمكافحة الجرائم عبر الإنترنت، في وقت يتهم فيه الغرب روسيا بتدبير هجمات معلوماتية على خصومها.

وأعرب الرئيسان عن "أملهما" في استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران بصورة بناءة.

- منتجع سوتشي وغرفة العمليات -

وعرض التلفزيون الروسي تبادل مجاملات عند انطلاق القمة، في مقطع فيديو قصير ظهر فيه بوتين جالسا خلف طاولة طويلة أمام شاشة يظهر عليها نظيره الأمريكي، في مقره في سوتشي على البحر الأسود.

من جانبه نشر البيت الأبيض صورة لبايدن محاطا بمستشاريه في "غرفة العمليات" الخاضعة لتدابير أمنية مشددة في البيت الأبيض.

وتشدد الولايات المتحدة بإصرار على تعاونها الوثيق مع الأوروبيين والأوكرانيين، بعدما اتهمت بالتفرد خلال انسحابها من أفغانستان، وبالتعامل مع بعض الملفات الدولية بدون مراعاة حلفائها.

كما سيعرض بايدن خلال الأيام المقبلة فحوى محادثاته مع بوتين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أفدت الإدارة الأمريكية الإثنين.

وأكد بايدن لبوتين "دعمه لسيادة (أوكرانيا) ووحدة وسلامة أراضيها" وفق البيت الأبيض.

وكان بايدن أبدى في حزيران/يونيو رغبته في إقامة علاقة "مستقرة" و"يمكن توقع" مآلها مع روسيا، خلال قمة حضورية بين الرئيسين في جنيف، ويبدو أن هذا الهدف لا يزال قائما في الوقت الحاضر.

وتتهم واشنطن وكييف موسكو بحشد قوات ومدرعات على حدودها مع أوكرانيا تمهيدا لشن هجوم على هذا البلد، في سيناريو يذكر بالعام 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم واندلع نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أوقع أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن.

بالمقابل، ينفي الكرملين أي نية لغزو أوكرانيا، وتأخذ موسكو على واشنطن تجاهل المخاوف الروسية حيال النشاط المتزايد لدول الحلف الأطلسي في البحر الأسود ورغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف ومساعي كييف لتسليح نفسها مستعينة بالغرب.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإثنين أن "روسيا لم تعتزم مهاجمة احد لكن لدينا خطوطا حمراء".

والثلاثاء جدد الكرملين التأكيد على أن القوات الروسية لا تشكل تهديدا لأوكرانيا على الرغم من انتشارها عند حدودها.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوتشاكوف إن "الجنود الروس يتواجدون على أراضيهم، لا يشكلون تهديدا لأحد، الرئيس (بوتين) قال ذلك".

وينقسم الخبراء، إذ يعتقد كثر أن بوتين يناور بنشر قوات على الحدود الأوكرانية، لكن قلة منهم يستبعدون بالمطلق احتمال وقوع هجوم.

وفي حال هاجمت روسيا أوكرانيا، حذر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض الاثنين بأن الولايات المتحدة مستعدة "للاستجابة" لطلبات محتملة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، ولزيادة دعمها للجيش الأوكراني.

كما تلوح واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، مؤكدة أنها ستكون أشد من التدابير المتخذة منذ 2014 بحق روسيا والتي لم تحقق نتيجة تذكر.

وقال المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء ساخرا "ندرك جيدا أن الجانب الأمريكي يدمن العقوبات".

ويعد انعقاد القمة بحد ذاته انتصارا لروسيا الحريصة على تأكيد موقعها كقوة جيوسياسية لا يمكن الالتفاف عليها، متصدرة ولو بشكل مؤقت على الأولوية الاستراتيجية الكبرى للرئيس الأمريكي، وهي الخصومة مع الصين.

وكان الكرملين يطالب منذ عدة أسابيع بلقاء ثنائي بين الرئيسين.

وقال بيسكوف الثلاثاء "من الواضح أنه عندما يعمد رئيسان إلى الحوار، فذلك لأنهما يريدان مناقشة المشكلات ولا يهدفان إلى الوصول إلى طريق مسدود"، محذرا في الوقت نفسه بأنه "لا ينبغي أن نتوقع اختراقات" على الفور.

وإلى الملف الأوكراني، تناولت المحادثات الأمن السيبراني و"العمل المشترك حول مواضيع أقليمية مثل إيران"، وفق الولايات المتحدة.

  • امريكا
  • روسيا
  • بوتن
  • أوكرانيا
  • جو بايدن