جانب من خليج العقبة
هل يمكن تنفيذ "الناقل الوطني" في أقل من ٦ سنوات؟
يعاني الأردن من أزمة مائية صعبة نتيجة الطبيعة الجيولوجية والاستراتيجيات قصيرة المدى التي اتبعتها الحكومات، ما أدى إلى تفاقم الوضع المائي في الأردن مع تراجع الهطل المطري في بلد يعتبر من أفقر دول العالم بالمياه.
ومع طي الأردن صفحة مشروع ناقل البحرين بالشراكة مع السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي، بدأ التفكير جديا بتنفيذ مشروع الناقل الوطني، ليكون الخيار الأردني لتأمين مصادر متجددة لمياه محلية من مياه البحر الأحمر.
السيطرة على فاقد الشبكات
بين رئيس لجنة الزراعة والمياه والبادية النيابية النائب محمد العلاقمة لـ"رؤيا" أن مشروع الناقل الوطني مهم للأردن، وسيوفر 300 مليون متر مكعب من المياه، ومن المتوقع أن تنتهي مرحلة إحالة العطاءات والتصاميم الهندسية مع بداية العام المقبل، يضاف إليها مدة عمل تتجاوز ست سنوات.
إلا أن للعلاقمة اقتراحا إضافيا لحين الانتهاء من الناقل الوطني، وذلك بالسيطرة على كمية الفاقد من شبكات المياه، التي تقدر بـ47%، إضافة إلى العمل على توسعة السدود القائمة، وبناء سدود أخرى وفقا لتصاميم هندسية تقلل معدلات التبخر.
ويرى العلاقمة أن على وزارة المياه والري مضاعفة جهودها في إنشاء الناقل الوطني، وتقليل المدة الزمنية لإنجازه، لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية أو حتى الاعتماد على الغير.
وبين العلاقمة أن الأوضاع السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي متغيرة ومتقلبة، وحتى لا يضغط على الأردن بملف المياه من قبل السلطات الاحتلال الإسراع بإنجاز الناقل الوطني مهم.
فاقد فني وإداري
وبينت المستشارة في قطاع المياه ميسون الزعبي أن نسبة نسبة الفاقد الفني والإداري في الأردن 48% ، إذ بلغ الفاقد الفني الناتج عن تسرب المياه من الشبكات بسبب أعطال فنية في شبكات المياه القديمة والمهترئة 30% من مجمل فاقد المياه.
وأضافت الزعبي في حديثها لـ"رؤيا" أن الفاقد الإداري يأتي بسبب خطأ في حساب العدادات واحتساب أسعار المياه بسعر أقل من الصرف الفعلي، والجزء الأخر من الفاقد الإداري ناجم عن عمليات الاعتداء وسرقة المياه من شبكات المياه.
استراتيجية طويلة المدى
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة لوضع استراتيجية طويلة المدى لقطاع المياه والتعامل مع التحديات التي تواجه المملكة بهذا الخصوص، ضمن رؤية واضحة، في أثناء ترؤسه اجتماعا لمجلس السياسات الوطني أمس الأربعاء.
وشدد جلالة الملك على أهمية استخدام التكنولوجيا للتصدي لتحديات المياه، والاستعانة بالخبرات المحلية والدولية في القطاع لاعتماد أساليب توفير المياه وإنشاء السدود الترابية.
وأكد جلالته أن إجراءات تحديد كمية الفاقد من المياه ومعالجة ذلك يجب أن تكون جزءا من الاستراتيجية الشاملة.
وأشار جلالة الملك إلى ضرورة العمل على مشاريع لمعالجة المياه وإعادة استخدامها لغايات الصناعة والزراعة، لافتا إلى إمكانية الاستفادة من التمويل الدولي المتوفر لمواجهة أثر التغير المناخي على قطاع المياه.
الكهرباء مقابل المياه
يستعد الأردن لتوقيع اتفاق مع الإمارات والكيان الإسرائيلي لبناء مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية، لتزويد الجانب الآخر بالطاقة، والتي ستبني بالمقابل محطة لتحلية المياه على ساحل البحر الأبيض المتوسط لتوفير المياه للأردن.
وحاولت "رؤيا" الاتصال بوزير المياه والري المهندس محمد النجار لمعرفة تفاصيل الاتفاق، والآليات التي ستتبع في تنفيذ المشروع، إلا أنه لم يجب على هاتفه.
وأشار التقرير إلى أن المشروع جاء بدفع من المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، الذي سيحضر حفل توقيع الاتفاقية الاثنين في دبي، إلى جانب وزيرة طاقة الاحتلال كارين الأحرار ووزير المياه محمد النجار ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.