رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز - أرشيفية
الفايز: الأردن تجاوز مؤامرات وصفقات مشبوهة استهدفت وحدة الشعب والثوابت الوطنية
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن من حقنا ان نفخر بالحمى الاردني الهاشمي العروبي ونحن نحتفل بمرور مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، الذي بناه قادتنا الهاشميون، ومن خلفهم الآباء والأجداد وشعبنا الاردني المعطاء، بإرادة قوية وعزم لا يلين.
وأكد أننا استطعنا على مدى مئة عام مضت، بناء الوطن الانموذج، فأصبح وطننا اليوم وطن الفخار والعز والكبرياء، وطنا حرا سيدا.
وبين الفايز خلال رعايته مؤتمر "اردن العز"، مساء اليوم السبت، بتنظيم من شركة الطرق السبعة لإدارة المشاريع، بحضور عدد من سفراء الدول العربية الشقيقة، أنه ومنذ بداية التأسيس واجهتنا تحديات عديدة، منها تحدي بناء الدولة العصرية، وتشكيل الهوية الوطنية، واستطعنا التغلب على هذا التحدي بفضل حكمة وشجاعة جلالة المرحوم الملك عبدالله الاول، وبفضل وعي شعبنا الاردني، ووجود رجالات اقوياء حول العرش الهاشمي والزعامات العشائرية والوطنية القوية.
واضاف، إنه ومنذ عهد جلالة المرحوم الملك عبدالله الاول، واصل الاردنيون العمل الدؤوب من اجل ترسيخ اركان الدولة الحديثة وبناء مؤسساتها الدستورية ،"ومؤسسة القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي المصطفوي"، واستمرت عملية النهوض والبناء بمختلف القطاعات لاستكمال السيادة الوطنية على كامل التراب الوطن الاردني، وتحقق الاستقلال بعزم الرجال، وبدأت عملية النمو والنماء تدور بسرعة رغم شح الموارد وقلتها.
وأكد الفايز انه ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية، استطاع الاردن استيعاب اللجوء الفلسطيني عام 1948، وواصل الاردن مسيرته الخيرة، بالعمل على تعزيز الحياة السياسية والبرلمانية وترسيخ الديمقراطية، وتوج ذلك ببناء المؤسسات الوطنية الراسخة، ووضع اول دستور للمملكة حددت فيه مرتكزات الدولة الاساسية ونظام الحكم فيها. وقال، إن مسيرة بناء الوطن استمرت رغم التحديات التي واجهتنا، ففي عهد جلالة الملك الباني الحسين ابن طلال يرحمه الله، واجه الاردن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تحديات المد الشيوعي والناصري واليساري، وتحدي اللجوء والنزوح الفلسطيني، ثم جاءت أحداث السبعين، واللجوء اللبناني والعراقي، وحرب الخليج الاولى والثانية والازمة الاقتصادية عام 89، واحتلال الكويت والحصار الاقتصادي على الاردن عام 1990، لكن بفضل حنكة وحكمة الراحل الكبير جلالة الملك الحسين، ومنعة قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية، وإرادة شعبنا الحرة استطعنا تجاوزها واستمر الاردن ارض العز والعزم، واستمر قويا عزيزا، والعرش الهاشمي اكثر رسوخا ومنعة وواصلنا بناء الاردن الحديث.
وبرغم الاوضاع الاقليمية والدولية المتوترة التي عانت منها منطقتنا، والساحات المليئة بالالغام، والحرب الباردة التي سادت بين الدول العظمى، فقد استطاع جلالة الراحل الكبير، بحكمته وشجاعته الكبيرة وحنكته السياسية، من ادارة الدولة الاردنية وتوطيد اركانها، وتوجيه سياساتنا بما يخدم مصالحنا.
واضاف رئيس مجلس الأعيان، إنه ومنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني العرش، والاردن يواصل مسيرة البناء والتطور، وتطويع الاحداث الاقليمية والدولية، وبما يخدم مصالحه ويحافظ على امن الوطن واستقراره، رغم التحديات الكبيرة التي واجهته وتواجهه اليوم.
وتابع الفايز، وفي عهد جلالته، واجه الأردن تحديات عديدة تمثلت باحتلال العراق والازمة المالية عام 2008، والربيع العربي عام 2011 ، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، والحروب الاهلية في العديد من الدول العربية، وانتشار الإرهاب والتطرف، اضافة الى اللجوء السوري، وفشل مؤسسات العمل العربي المشترك، وتعثر عملية السلام ، ووجود مؤامرات وصفقات مشبوهة تستهدف الاردن ووحدة شعبه، وتسعى للعبث بثوابته الوطنية، استطعنا تجاوزها رغم وقعها الأليم وانعكاساتها الامنية والاقتصادية والاجتماعية، واستمررنا بالمحافظة على امننا واستقرارنا، وحضورنا الكبير على الساحتين العربية والدولية.
وأشار الى ان الاوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة للمواطنين، وارتفاع نسب الفقر والبطالة، وجائحة كورونا التي تواجهنا اليوم، ما زالت تشكل تحديا لنا، هذا الواقع جميعنا يعرف اسبابه الداخلية والخارجية، لكن لا بد من ايجاد الحلول لها، فالأمن الاقتصادي والاجتماعي يشكل لنا اليوم اولوية وطنية، وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار، فجلالته يسعي بكل جهد ممكن من اجل توفير المعيشة الكريمة لكافة ابناء الوطن.
وقال، اننا في الاردن ونحن نلج المئوية الثانية من عمر مملكتنا، نواصل المسيرة بخطى ثابتة بقيادة مليكنا نحو المزيد من التقدم والازدهار والرسوخ، ونواصل دورونا القومي، ومواقفنا الثابتة تجاه مختلف قضايا امتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسنواصل بقوة شعبنا وعزم قائدنا، الدفاع عن هذا الوطن ليستمر الاردن اردن العز والعطاء، ووطنا آمنا مستقرا.
وأكد أننا سنرخص الدم حفاظا على العرض والوطن، كما ارخصناه دائما من اجله، ومن اجل الدفاع عن قضايا امتنا العادلة، ودفاعا عن فلسطين وحق شعبها بالحياة الحرة الكريمة، فدماء شهداء جيشنا العربي المصطفوي، عطرت كل شبر من ارض فلسطين، واسوار قدسها، وفي اللطرون والجولان السوري، دفاعا عن شرف الامة وحريتها واستقلالها .
وأضاف، وللحفاظ على كل منجز وطني حققناه خلال المئوية الاولى بالتضحية والفداء والعرق والجهد، وللحفاظ على ارث الاباء والاجداد ومواصلة المسيرة، نواصل اليوم مسيرة البناء والتقدم بهمة قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني، وبعزم شعبنا الوفي لوطنه ومليكه، ونعمل اليوم ترجمة لتوجيهات مليكنا المفدى، على اجراء اصلاحات شاملة بمختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اصلاحات تليق بشعبنا الاردني العروبي، لندخل المئوية الثانية ونحن اكثر منعة وقوة، ونقف كالبنيان المرصوص، تصديا لدعاة الفتنة ولكافة محاولات العبث بوحدتنا وتماسكنا الاجتماعي.
وعلى هامش المؤتمر اقيم معرض صور للمصور زهزاب مصور الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، استعرض فيه أبرز الصور التي توثق حياة الراحل الحسين، وابرز اللقطات التي تجسد الاردن في حقبته، كما اشتمل على عرض مجموعة من الصور لأبرز المحطات التي مر بها الاردن خلال مئة عام. وفي ختام المؤتمر قدمت الدروع التكريمية لعدد من سفراء الدول العربية الشقيقة، وعدد من الشخصيات الوطنية والسياسية والثقافية والفنية.