الرئيس الأمريكي جو بايدن
البابا يستقبل بايدن
التقى جو بايدن ثاني رئيس كاثوليكي في تاريخ الولايات المتحدة، الجمعة في الفاتيكان البابا فرنسيس ضمن سلسلة من اللقاءات الدولية سعيا إلى تلميع صورة بلاده في العالم.
واستمر اللقاء الذي لم تتم دعوة الصحافيين إليه أكثر من ساعة على ما أفاد الفاتيكان والبيت الأبيض، أي أطول من أي من اللقاءات السابقة بين حبر أعظم ورئيس أمريكي بحسب وسائل الإعلام الأمريكية.
وقال بايدن مرات عدة مبتسما وهو يصافح رسميين كانوا في استقباله قرابة الظهر بالتوقيت المحلي (الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش) "أنا سعيد بالعودة إلى هنا".
وهو رابع لقاء بين بايدن والبابا لكنه الأول منذ انتخاب الرئيس الديمقراطي وهو كاثوليكي متدين. ورافقت بايدن زوجته جيل التي غطت رأسها جزئيا بوشاح أسود.
وأهدى بايدن البابا رداء كاهن مطرزا باليد يعود للعام 1930 فيما قدم اليه الحبر الأعظم رسما على الخزف فضلا عن بعض من كتاباته على ما أفاد الفاتيكان.
وتأتي الزيارة قبل اجتماعات مع رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي ومن ثم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية قمة مجموعة العشرين السبت والأحد في العاصمة الإيطالية.
وأراد الرئيس الأمريكي والبابا البحث في مخاوفهما المشتركة من الفقر إلى التغير المناخي والجائحة.
لكن ثمة نقطة خلاف كبيرة بينهما ابرزها الحق في الإجهاض الذي يؤيده جو بايدن بقوة في حين يدينه البابا بأشد العبارات.
واستقبل البابا الجمعة أيضا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن الذي قدم له هدية سياسية بامتياز هي عبارة عن صليب مصنوع من أسلاك شائكة تفصل بين حدود الكوريتين.
ويلتقي جو بايدن عند الساعة 15,15 (13,15 ت غ) ماريو دراغي.
ويثير "سوبر ماريو" وهو لقبه عندما كان رئيسا للبنك المركزي الأوروبي الاهتمام في الولايات المتحدة وفي دول أخرى بسبب مشاريعه الاصلاحية التي ينفذها بوتيرة متماسكة.
ويرى بعض المعلقين أن رئيس الحكومة الإيطالي هو النجم الجديد على الساحة السياسية الاوروبية.
إحياء العلاقات
في المقابل، تراجع نجم الرئيس جو بايدن. وعلى الرئيس الأمريكي أن يظهر خلال قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف حول المناخ في غلاسكو الأٍسبوع المقبل أنه طوى صفحة التجاوزات الكلامية لسلفه دونالد ترمب فضلا عن محاولات الانكفاء واعتماد النهج الأحادي الجانب.
إلا أن الانسحاب الأمريكي الفوضوي في آب/أغسطس الماضي من أفغانستان أثار ارتياب حلفاء الولايات المتحدة وغضبهم.
ويصل جو بايدن إلى أوروبا خالي الوفاض إن صح التعبير.
وقد قدم قبيل مغادرته واشنطن برنامج استثمارات طموحا جدا يشمل 500 مليار دولار لخفض انبعاثات غازات الدفيئة و1750 مليارا للنفقات الاجتماعية من تربية وصحة وما عدا ذلك فضلا عن تأهيل أو بناء جسور وطرقات وشبكات كهرباء.
لكن رغم مفاوضات شاقة متواصلة منذ أسابيع وخفضه بشكل كبير قيمة هذا البرنامج، لا يأتي بايدن إلى روما كما كان يأمل مع نص أقره الكونغرس بسبب غياب الاتفاق داخل حزبه الديمقراطي.
ويشكل ذلك نكسة واضحة للرئيس الأمريكي. فهو يريد ان يجعل من الولايات المتحدة قدوة في الازدهار والفاعلية الديمقراطية في وجه انظمة استبدادية مثل الصين وروسيا اللتين لن يأتي رئيساها إلى روما وغلاسكو.
وفي غيابهما يريد الرئيس الأمريكي إحياء الشعلة مع حلفائه بدءا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستقبله عند الساعة 16,15 (15,15 ت غ) في فيلا بونابارت سفارة فرنسا لدى الكرسي الرسولي.
ويأمل الرئيسان تكريس المصالحة بينهما بعد أزمة دبلوماسية خطرة في أيلول/سبتمبر بعدما ألغت أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية مفضلة الولايات المتحدة.
والسبت يلتقي بايدن وماكرون مجددا ضمن مجموعة صغيرة على هامش قمة مجموعة العشرين، تضم أيضا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإظهار وحدة الصف مع قرب معاودة المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي.