من الفيديو
فيديو تهجير مسلمات في الهند.. ما الحقيقة؟
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدعي ناشروه أنه يظهر مسلمات في الهند هربن من منازلهن وتجمعن "للاحتجاج على الظلم اللاحق بهن"، إثر التوتر في إقليم كشمير. إلا أن الفيديو في الحقيقة ملتقط عام 2020 ويصور احتجاجا نسائيا ضد قانون الجنسية في الهند.
وتظهر في الفيديو مئات النساء وقد تجمعن في باحة للمشاركة في ما يبدو أنها وقفة احتجاجية.
وجاء في النص المرافق "مسلمات الهند يهجرن ديارهن خوفا، يجتمعن ويبكين قهرا ويشكين لله الظالمين".
توترات في الهند
حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات في ظل اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية والإسلامية بما يجري في كشمير وآسام الهندية على غرار كثير من القضايا التي تطال جماعات مسلمة في العالم، مثل بورما والصين.
وكشمير مقسومة بين الهند وباكستان منذ استقلال البلدين عام 1947. ويطالب كلاهما بالسيطرة عليها بالكامل، ويشهد الشطر الهندي من الإقليم الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه تصعيدا في التوتر.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد مشاعر التمييز التي يشعر بها المسلمون في الهند، البالغ عددهم 200 مليون، منذ وصول القوميين الهندوس إلى السلطة برئاسة ناريندرا مودي عام 2014.
إلا أن الفيديو لا علاقة له بالتوترات الأخيرة.
فقد أرشد التفتيش إلى المقطع نفسه بجودة أعلى منشورا على صفحات هندية عدة على مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل شهر آذار/مارس من العام 2020.
وقد أفاد صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس في الهند أن اللافتة الظاهرة في الثانية 40 من الفيديو كتب عليها أن التظاهرة هي ضد "قانون الجنسية" الذي أقرته الحكومة الهندية عام 2019 واعتبر مناهضا للمسلمين.
وقد نفذ هذه التظاهرة الجناح النسائي من مجموعة "إنقاذ الدستور" التي نظمت تظاهرات مماثلة في الفترة نفسها عام 2020 تعارض القانون، ويمكن مشاهدة إحداها هنا.
وعزز القانون المثير للجدل مخاوف الأقلية المسلمة التي تعد 200 مليون نسمة من أصل مليار و300 مليون نسمة في الهند، من تحويل المسلمين إلى مواطنين من الدرجة الثانية في بلد يشكل فيه الهندوس نسبة 80% من السكان.