رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يعلن انتصار بلاده على كورونا
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الثلاثاء، إنه يبدو أن البلاد "انتصرت في المعركة ضد فيروس كورونا".
وأشار نفتالي إلى انخفاض عدد الإصابات الجديدة وحالات الإصابة الخطرة بفيروس كورونا، لافتا إلى "إغلاق أقسام العلاج من هذا الفيروس في المستشفيات".
وأوضح بينيت أن "كل ذلك تم دون ولو يوم واحد من الإغلاق أو قيود صارمة"، مضيفا: "لا يمكننا أن ننتهج نهج اللامبالاة تجاه العدوى، إذ أنها قد تعود، وعليه فإن الحكومة تتخذ كافة الإجراءات لمواجهة هذا الاحتمال".
وشدد على أن "الهدف هو تنظيم عمل الجهاز التعليمي في البلاد بشكل اعتيادي مع أقل عدد من حالات الحجر الصحي"، موضحا أنه "تم ابتياع 30 مليون آلية فحص سريع لهذا الفيروس".
مؤخرا، قررت وزارة الصحة إلاسرائيلية تمديد صلاحية عشرات الآلاف من جرعات اللقاحات منتهية الصلاحية، بعد مفاوضات مع شركة فايزر.
وكشفت القناة 13 الإسرائيلية أن نحو 60.000 جرعة انتهت في تموز/يوليو الماضي بسبب عدم استجابة الجمهور، واحتفظت بها تل أبيب في الثلاجات وتم تمديد صلاحيتها لثلاثة اشهر.
ودارت في الأسبوعين الأخيرين نقاشات حثيثة حول الموضوع بين وزارة الصحة إلاسرائيلية وشركة الأدوية، وتقرر في النهاية، كما ورد، تمديد اللقاح لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية تشرين الأول.
من جهة أخرى، أدت حملة تلقيح بجرعة ثالثة ضد كوفيد-19 في كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى تخفيف آثار الموجة الوبائية الجديدة، مع تسجيل تراجع في الحالات الخطيرة رغم عدد قياسي من الإصابات، حسب ما أظهرت المعطيات الأولية وبرأي خبراء.
منذ وصوله إلى السلطة في حزيران/يونيو، شدد رئيس الوزراء نفتالي بينيت على ضرورة تجنب إعادة إغلاق البلاد بأي ثمن، وهو وعد أوفت به حكومته حتى الآن رغم تسجيل أكثر من 10 آلاف إصابة يومية في حصيلة قياسية منذ بداية الوباء.
للإبقاء على المدارس والشركات وأماكن العبادة مفتوحة، اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات مثل إجبار العائلات التي لديها أطفال دون سن 12 عاما (وهم غير مؤهلين للحصول على اللقاح) على إجراء فحوص سريعة لدخول بعض الأماكن، وهو إجراء أثار غضب بعض الناس.
لكن العمود الفقري للتدابير الحكومية هو حملة التطعيم بجرعة معززة من لقاح فايزر/بايونتيك لمن تزيد أعمارهم عن 12 عاما، رغم أن ذلك يتعارض مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تقول إن هذه الجرعات يجب أن تذهب إلى الدول الفقيرة وليس إلى بلد تلقى فيه أكثر من 80٪ من البالغين جرعتين من اللقاح.
ويشير خبراء قابلتهم وكالة فرانس برس والبيانات التي نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن الجرعة المعززة أتاحت الحد من عدد الإصابات الخطرة، رغم ارتفاع الإصابات بسبب انتشار المتحورة دلتا لا سيما في صفوف غير المطعمين ومن مضى أكثر من خمسة أشهر على تلقيحهم.
يوضح غابي بارباش، المدير العام السابق لوزارة الصحة والباحث حاليا في مركز فايزمان أنه "عندما بدأت الموجة الرابعة، لم نكن نعرف ما هو عامل الانتشار الأساسي"، إن كان ضعف التطعيم أو تضاؤل آثار اللقاح.
لكن بعد أسابيع من إطلاق حملة التعزيز، استقر عدد الحالات الخطرة في إسرائيل. وظل معدل الإصابة والحالات الخطرة ضعيفا للغاية في صفوف حوالي ثلاثة ملايين شخص "ملقحين بثلاث جرعات" في البلد البالغ عدد سكانه 9,3 مليون نسمة.
ويضيف بارباش "تنخفض فعالية لقاح فايزر بعد خمسة أشهر. وعندما تتضاءل المناعة وتنتشر متحورة معدية (مثل دلتا)، تحصل كارثة"، معتبرا أنه دون جرعة معززة لكانت آثار الموجة الرابعة أسوأ.
وحسب معطيات وزارة الصحة، فإن معدل الإصابات الخطرة يبلغ حاليا حوالي 4 لكل 100 ألف نسمة في صفوف من تلقوا ثلاث جرعات، مقابل 35 لكل 100 ألف نسمة في صفوف من تلقوا جرعة أو جرعتين، و150 لكل 100 ألف نسمة في صفوف غير الملقحين.
ويقول سيريل كوهين، الأستاذ في جامعة بار إيلان وعضو اللجنة العلمية الحكومية للتطعيم، إنه "إذا كان عمرك 60 عاما ولم تكن مطعما، فإن احتمال إصابتك بآثار خطيرة أكبر بـ35 مرة، هو أكبر بثماني مرات إن كنت تلقيت جرعتين مما إذا كنت تلقيت الجرعة المعززة".
عندما أطلقت الحكومة، بعد التشاور مع هذه اللجنة العلمية، حملة الجرعة المعززة، كان عالم الأوبئة حجاي ليفين الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، "مشككا" في الحاجة إليها.
لكنه يقول لوكالة فرانس برس إن الحملة أدت إلى استقرار عدد الإصابات الخطرة، وبالتالي ثبت أنها "ناجحة".
رغم ذلك، يحذر الخبير من أن إسرائيل التي تعدّ أكثر من مليون شخص مؤهلين للحصول على اللقاح لكنهم يرفضونه، لن تخرج من الأزمة عن طريق التطعيم وحده، وبالتالي فإن إجراءات الاحتواء لا تزال ضرورية.
في هذا الشهر الذي يتضمن أعيادا يهودية تجتمع فيها العائلات، يشتكي العديد من الإسرائيليين من صعوبة الحصول على مواعيد في مراكز الفحص المكتظة بتلاميذ خالطوا عشرات الآلاف من رفاقهم الذين تم تشخيص إصابتهم منذ بدء العام الدراسي.
في مركز فحص في القدس، تقف جوليا أورتنبرغ، وهي أم لثلاثة أطفال، في طابور لفحص ابنتها التي أصيبت زميلتها في الدراسة بكوفيد.
تحولت أيام جوليا إلى سباق بين أول فحص لابنتها، وتلقيح ابنها البالغ من العمر 13 عاما، والفحص الثاني لابنتها بعد أسبوع لتعود إلى الفصل.
كانت جوليا مترددة في تلقيح ابنها، لكن بدون اللقاح كان سيضطر إلى تلقي التعليم من المنزل أو إجراء فحص يومي لحضور الفصل، وقالت إن ذلك "لم يكن خيارا".