طالبان باتت تسيطر بالكامل على أفغانستان
عمليات إجلاء من أفغانستان نظمها القطاع الخاص تحرج البيت الأبيض
وعد الرئيس الأمريكي ببذل ما بوسعه لإنقاذ مواطنيه الذين علقوا في أفغانستان والراغبين في مغادرة بلدهم خوفا من انتقام طالبان بعد انسحاب القوات الاجنبية، لكن الموارد المحدودة والدعم السياسي الضئيل فتحا الطريق لعمليات إجلاء قادها سياسيون جمهوريون وعسكريون سابقون ومنظمات خاصة، ما يمكن أن يسبب إرباكا للبيت الأبيض.
تمكّنت الولايات المتحدة من إجلاء أكثر من 120 ألف مواطن أمريكي وأفغاني وأجنبي جوا منذ استيلاء طالبان على السلطة في 15 آب، لكنهم تركوا وراءهم المئات.
وفي دليل على العثرات المستقبلية، اتُهمت الحكومة الثلاثاء بأنها نسبت لنفسها الفضل في إجلاء أميركيين منذ انتهاء عملية الانسحاب من افغانستان في نهاية آب/أغسطس، بل حتى عرقلة المهمة الأولى في هذا الصدد.
وهاجم العضوان الجمهوريان في الكونغرس ماركواين مولين وروني جاكسون الحكومة بعدما ادعت أنها ساعدت في تنظيم عملية إجلاء الاثنين لامرأة من تكساس وأطفالها الثلاثة.
وقال مولين لشبكة "سي إن إن"، "وزارة الخارجية... طلبت في الواقع من السفارة في البلاد ألا تساعدنا بأي شكل من الأشكال".
وأوضح هذا النائب عن أوكلاهوما إن المهمة بدأت قبل أسبوعين عندما أُخطر هو وجاكسون بشأن هذه المرأة التي تدعى مريم، وحاولا نقل العائلة في إحدى الرحلات الأخيرة من كابول.
لكنه أضاف أن الفريق وجد نفسه يتلقى "كل أنواع الاعتراضات" من وزارة الخارجية ووجد طريقه مسدودا في مطار كابول.
وتابع "ورغم وصولها إلى البوابة مرات عدة، كنا نواصل اتصالاتنا الهاتفية مع وزارة الخارجية خلال الأسبوعين الماضيين لنحاول إخراجها ولم يفتحوا حتى البوابة لنا".
وحاول الفريق بعد ذلك نقل العائلة في رحلة خاصة من مدينة مزار شريف في شمال البلاد، لكن لم يسمح للطائرات بالمغادرة.
وفي النهاية، تمكنوا من السفر برا إلى بلد مجاور لم يتم تحديده بهدف تجنب تعريض مهمات الإنقاذ المستقبلية للخطر.
وزعمت الولايات المتحدة أنها أرشدت المجموعة إلى طريق بري وأن مسؤولين من السفارة ينتظرونها بمجرد عبورها الحدود.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن طالبان كانت على علم بالعملية ولم تتدخل لمنعها.
لكن مولين أوضح لشبكة "سي إن إن" أن الفريق أُجبر على تقديم رشى في طريقه عبر 20 نقطة تفتيش تابعة لطالبان ودفع ما بين 500 إلى 4 آلاف دولار عن كل شخص.
وأفاد المحارب السابق في الجيش والمرشح الجمهوري للكونغرس كوري ميلز الذي كان على الأرض مع العائلة، لشبكة "فوكس نيوز" إن طالبان أبلغته بأن "ليس لدينا اتفاق وليس لدينا تنسيق مع الأميركيين للسماح لكم بالمرور".
ولفت مولين إلى أن المجموعة احتجزت العائلة عند نقطة العبور لمدة 24 ساعة "قبل أن تدرك وزارة الخارجية أنها كانت هناك. لم تحضر إلا بعد ساعات... لذلك، قولها إنها سهلت الأمر، هو كذبة بالتأكيد".
وغرد روني جاكسون الأدميرال السابق في البحرية الأميركية على تويتر "لم تفعل وزارة الخارجية شيئا على الإطلاق لهؤلاء الأشخاص لمدة اثني عشر يوما باستثناء المخاطرة بحياتهم مرات عدة".
وقال بايدن إن الولايات المتحدة لن يكون بإمكانها تحقيق أي شيء آخر من حربها التي تلت تحميل القاعدة مسؤولية هجمات 11 أيلول سبتمبر، قبل 20 عاما.
ووعد الرئيس الأمريكي بالمساعدة في إجلاء قرابة 100 أمريكي متبقين في أفغانستان يرغبون في المغادرة.
لكنه واجه ضغوطا متزايدة وسط تقارير تفيد بأن ما بين 600 إلى 1300 شخص، من بينهم فتيات ومواطنون أمريكيون، مُنعوا أسبوعا من السفر من مزار شريف.
ومع عدم وجود عسكري منذ نهاية آب، اضطرت الحكومة الأمريكية للاعتماد على حسن نية طالبان، عدوها اللدود، للسماح بعمليات الإجلاء.
وتوجّب على وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن ينفي اتهامات الجمهوريين بأنه شجع على "وضع مشابه لوضع الرهائن" في مزار شريف.
والتقى بلينكن أفغانا تم إجلاؤهم من البلاد خلال زيارة لقطر، نقطة العبور لقرابة نصف الأشخاص الذين أخرجوا جوا من أفغانستان.
وقال الثلاثاء إن المسلحين وعدوا "بالسماح لجميع المواطنين الأميركيين والمواطنين الأفغان الذين يحملون وثائق سفر صالحة بالمغادرة".