فاتن الحجي تونسية تكسر حكر الرجال على مهنة تجديد الأثاث وتزويقه
بالفيديو.. تونسية تكسر حكر الرجال بمهنة تجديد الأثاث
فرضت ظروف الحياة على فاتن الحجي العمل في مجال تجديد الأثاث القديم، لا سيما وهي مهنة احتكرت منذ عقود في تونس على الرجال، وذلك نظرا لصعوبتها وما تتطلبه من جهد جسدي وصبر.
ولكن فاتن على مر 8 سنوات اتقنت المهنة، وافتتحت ورشتها الخاصة في وسط المدينة القديمة بالعاصمة التونسية، وتشير فاتن إلى أن المهنة أصبحت من أساسيات حياتها على الرغم من وجود أطفالها التي تسعى للتوفيق بين تربيتهم وبين ممارسة مهنتها.
وتقول: "أنا درستها وأحبها منذ كنت صغيرة، فمنذ كنت صغيرة أحب ابتكار الأشياء وأحب التصوير، كانت لدي ظروف فرضت عليا العمل والعناية بأطفالي، فبدأت العمل والدراسة وأيضا أهتم بأطفالي كله في نفس الوقت، وقد تمسكت بهذا العمل أكثر شيء لأنني يجب أن أعمل على أطفالي، وأنا أيضا أحبها رغم أن فيها بعض الصبر وتتطلب صبرا ولكن أنا أحبها، عندما تكون تحب شيئا حتى لو كانت متعبة تكون سعيدا بالعمل فيها، وتكون تعمل وأنت سعيد ومبسوط وتنظر إلى القطعة كيف كانت وكيف تحولت، يعني مثل امرأة تربي ابنها وتراه كيف يكبر أمامها، وهو نفس الشيء مع القطعة كيف تبدأ من الأول وكيف تتحول إلى شيء جميل".
وتضيف: "نحن في المدينة العتيقة والمدينة تعني عملا تقليديا فهي معروفة بكل شيء عربي، فلا يمكن أن تكون في المدينة وتعمل أشياء حديثة، فأكثر الذين يأتون إلى المدينة يعشقون القديم ويأتون أساسا لشراء صندوق عربي، ويبحث هنا ولا يذهب إلى أماكن تبيع الحديث لشراء قطعة تقليدية".
وتتابع حديثها: "المدينة هي كل شيء في حياتي، وهي تمثل كل شيء لدي فلا أستطيع العمل في مكان آخر غير المدينة، وإذا قمت بنقلي إلى أي مكان للعمل فلن أبقى حتى أسبوع، تقريبا لدي 8 سنوات هنا فما أكثر وأعمل وسط الرجال وأتعامل معهم ويحبونني، وأحب الصنايعية الكل ففي المدينة الناس تسأل على بعضها، وفي المدينة عندما يغلق دكان شخص ما ويغيب، فالجميع يبحث عنه ويتصلون به للاطمئنان عليه، وفي مكان آخر كل شخص يهتم بنفسه فقط".
وتقول: "يمكن القصة لديها 4 سنوات كان هناك رجل وأنا أعمل مر هو وابنته، نظر من الأول وبعد ذلك ذهب وعاد ليبقى ينظر ومن ثمة قالي لي، والله امرأة تعمل وهو يراني أحك وأمرر الماستيك (لاصق الخشب)، وقالي لي يعطيك الصحة فأنت امرأة ولا أعرف، فقد شكرني بطريقة جميلة جدا، والكثير من الأشخاص يأتون ويستغربون، والكثير منهم يقولون إنها أول مرة يجدون امرأة في هذا المجال، والعديد من النساء عندما يدخلون يفرحون ويقولون إنهن سعيدات بأن امرأة تعمل في هذا المجال".
