الأسيرة المحررة وابنتها في منزلها
الأسيرة المحررة أنهار الديك: عشت القهر في السجن.. والحرية لا تقدر بثمن
قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة، أنهار الديك، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، إن "أكثر ما كنت أخشاه خلال اعتقالي ولا زلت أتخيل مشاهده، هو أنني كيف سألد وأنا أسيرة مقيدة، دون أن أجد حولي زوجي أو أحدا من أهلي".
وأضافت الديك، "أكثر ما كنت أخافه في أيام حملي الأخيرة كيف سينقل طفلي في ذلك القفص الحديدي المغلق (البوسطة)".
وتؤكد "الديك" أنها كانت تعاني لحظات صعبة وموجعة لا تكاد توصف، إذ "كيف سيكون حالي وحال طفلي في الزنزانة بعيدا عن أهلنا".
وتقول: "لا أستطيع وصف وجع البعد ووجع الولادة ووجع مولودي الأسير".
وتشير إلى أنها عاشت لحظات الحرمان والقهر بكل صوره، لافتة إلى أن "تخيل تلك اللحظات بحد ذاته عذاب، لكن الحمد لله أنا اليوم حرة".
وتتذكر "الديك" معاملة السجانين والسجانات لها خلال وجودها في السجن بقولها: "عند خروجي للطبيب، يضعون القيود في يدي وقدمي، وكانت قدماي تنزفان دما دون أن يفكوا القيود".
وتضيف "لا زلت أعاني من آلام حادة من القيود وثقل الحمل، ولا أستطيع نسيان تلك المشاهد".
وتتساءل "كيف تكبل امرأة وهي على وشك الولادة، ولا تستطيع المشي أو حتى الوقوف؟".
وتتابع "مهما حاول السجان معاملة الأسيرات بصورة حسنة، يبقى سجان، وهم دائمي التنغيص على حياة الأسيرات في كل شيء".
وتلفت "الديك" إلى أنها لم تتوقع أن يفرج الاحتلال عنها حتى حين نقلت من السجن إلى الحاجز العسكري قبل إطلاق سراحها.
وتشدد على أن "الاحتلال لا يرحم؛ فكم من الأسرى أفرج عنهم ثم عاود اعتقالهم عند نقطة الإفراج وفي لحظة انتظار أهاليهم، وأنا كنت متخوفة كثيرا من إرجاعي إلى السجن".
وتقول: "لا أخفي شعوري وفرحتي بحريتي التي لا تقدر بثمن، وأن ابني سيولد حرا بعدما كان سيولد أسيرا خلف قضبان السجون".
وتشير إلى أنها ستضع مولودها خلال أيام قليلة وستطلق عليه اسم "علاء".
وتؤكد أنهار الديك، في حديثها لوكالة "صفا"، "ضرورة بذل كل ما هو مستطاع والعمل بشتى الوسائل والطرق وعلى المستويات كافة لإطلاق سراح الأسيرات من سجون الاحتلال".
وأفرجت قوات الاحتلال عن الأسيرة الديك (26 عاما) أمس الأول، بعد انتزاع قرار بالإفراج عنها من محامي هيئة شؤون الأسرى، وقضت المحكمة بحبسها منزليا بقرية كفر نعمة غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ودفع كفالة مالية قيمتها 40 ألف شيقل.
واعتقلت الديك في 8 مارس/ آذار الماضي (يوم المرأة العالمي)، وكانت حاملا بجنينها، ودخلت قبل أيام في الشهر التاسع من الحمل، بظروف صحية ونفسية صعبة في سجن الدامون.
ويعتقل الاحتلال 11 أما فلسطينية من أصل 36 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون"، يعانين من تعذيب جسدي ونفسي، وحرمان من الأبناء.
