اثار تفجير سابق في مطار كابول
واشنطن تحذر من "تهديد محدد وموثوق" قرب مطار كابل
حذرت الولايات المتحدة السبت من "تهديد محدد وموثوق" قرب مطار كابول، حاضة مواطنيها على مغادرة المنطقة، بعد أيام على هجوم دموي استهدف المطار.
وقالت السفارة الأمريكية في كابول في تحذير أمني "بسبب تهديد محدد وموثوق، يتعين على جميع المواطنين الأمريكيين الموجودين على مقربة من مطار كابول مغادرة منطقة المطار فورا".
وأشارت السفارة في تحذيرها إلى التهديد الذي تتعرض له "البوابة الجنوبية (للمطار)، وبوابة وزارة الداخلية الجديدة، والبوابة القريبة من محطة بنجشير للبترول في الجانب الشمالي الغربي من المطار".
في وقت سابق السبت، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من هجوم "محتمل جدا" على مطار كابول في الساعات المقبلة، مؤكدا أن الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم داعش الإرهابي بولاية خراسان ليست "الأخيرة".
وقال بايدن في بيان إثر لقائه مستشاريه العسكريين والأمنيين إن "الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة، ويظل خطر (وقوع) هجوم إرهابي على المطار مرتفعا".
وأضاف "قادتنا أبلغوني بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 إلى الـ36 المقبلة".
وتابع بايدن في بيانه "قلت إننا سنطارد المجموعة المسؤولة عن الهجوم على قواتنا ومدنيين أبرياء في كابول، وقد فعلنا ذلك".
وانتهت السبت عملية الإجلاء البريطانية من أفغانستان، مع إقلاع آخر طائرة مخصصة لنقل عسكريين بريطانيين، بينما لا يزال هناك على الأرض مئات الأفغان المؤهلين للمغادرة.
وكتبت وزارة الدفاع على تويتر "آخر رحلة تقل أفرادا من القوات المسلحة البريطانية غادرت كابول"، ناشرة صورا لجنود بدا عليهم التوتر خلال صعودهم إلى الطائرة.
وأضافت الوزارة "إلى جميع الذين خدموا بشجاعة، تحت ضغط هائل وظروف مروعة، من أجل نقل المدنيين الأكثر ضعفا إلى بر الأمان: شكرا".
وفي وقت سابق السبت، كانت آخر طائرة مخصصة حصرا لنقل مدنيين قد أقلعت أيضا من العاصمة الأفغانية.
ووجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشكر إلى من نفذوا العملية التي تم خلالها إجلاء أكثر من 15 ألف شخص في أقل من أسبوعين.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "أريد أن أشكر جميع من شاركوا (في العملية) وآلاف الأشخاص الذين خدموا على مدى العقدين الماضيين (في أفغانستان). يمكنكم أن تفخروا بما حققتم".
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن الجيش البريطاني "ساعد آلاف الأشخاص في الحصول على مستقبل أفضل".
وقال قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كارتر، في وقت سابق السبت لشبكة بي بي سي راديو 4، "نشارف على إنهاء عمليات الإجلاء التي ستتم خلال النهار" وعندئذ "سيتحتم طبعا إخراج قواتنا".
وقال السفير البريطاني في أفغانستان لوري بريستو "واصل الفريق هنا العمل حتى اللحظة الأخيرة لإجلاء مواطنين بريطانيين وأفغان وأشخاص آخرين معرضين للخطر".
وأضاف في مقطع فيديو على تويتر "حان وقت اختتام هذه المرحلة من العملية الآن، لكننا لم ننس الأشخاص الذين ما زال يتحتم إخراجهم. سنواصل بذل كل ما بوسعنا لمساعدتهم".
ورأى كارتر أن عملية الإجلاء جرت "بأفضل ما يمكن في ضوء الظروف" بعد الاعتداء على مطار كابول الذي أوقع أكثر من مئة قتيل الخميس، بينهم 13 جنديا أميركيا ومواطنان بريطانيان، لكنه أضاف "لم نتمكن من إخراج الجميع، وهذا أمر محزن".
وأعلنت وزارة الدفاع الجمعة أنه تم إجلاء أكثر من 14500 شخص منذ 13 آب/أغسطس، بينهم حوالى ثمانية آلاف أفغاني مؤهلين للبرنامج الخاص بالأفغان الذين عملوا لحساب المملكة المتحدة.
وأوضحت أن الأفغان الذين تمت معالجة ملفاتهم سيتم إخراجهم دون سواهم بعدما أغلق مركز درس الطلبات في فندق بارون القريب من المطار.
وقالت الوزارة إن "قدرة المملكة المتحدة على معالجة حالات أخرى باتت محدودة للغاية والأعداد الإضافية (بشأن المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم) ستكون محدودة"، مشددة على ضرورة السماح "بإخراج الدبلوماسيين المتبقين والموظفين العسكريين".
لكن وزير الدفاع أفاد الجمعة بأنه لن يكون بالإمكان إخراج حوالى 150 مواطنا بريطانيا وما بين 800 و1100 أفغاني مؤهل لبرنامج الإجلاء، ما أثار استنكارا في صفوف المحافظين الحاكمين والمعارضة على السواء.
من جهته، قال جونسون "سنبذل ما في استطاعتنا" لمواصلة إخراج أفغان بعد 31 آب/أغسطس، التاريخ المقرر لاستكمال سحب القوات الأميركية بعد حرب استمرت عشرين عاما.
وسبق أن أعلنت دول عدة وقف عمليات الإجلاء، بينها فرنسا، فيما لا يزال آلاف الأشخاص يحتشدون في حرم المطار على أمل مغادرة البلد بعد سيطرة حركة طالبان عليه في منتصف آب/أغسطس.
وقال الجنرال كارتر إن الولايات المتحدة ستواجه في الأيام المقبلة وضعا "في منتهى الصعوبة".
وأضاف "أعتقد أن حلفاءنا الأميركيين الذين سيكونون فعليا الحرس الخلفي، سيواجهون تحديا كبيرا"، مشيرا إلى أن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية "لم يتراجع".
