مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

النيران التهمت الأخضر واليابس

Image 1 from gallery

الجزائر تواصل جهودها لإخماد ٩٢ حريقا.. ويوم حداد عام على الضحايا

نشر :  
02:46 2021-08-13|

تستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام بمؤازرة طائرات من الخارج، في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 71 شخصًا قضوا في الحرائق التي يذكيها ارتفاع درجات الحرارة.


وبين قتلى حرائق الغابات 28 عسكريا كانوا يساعدون في إطفاء النيران، بحسب آخر حصيلة للسلطات. وقضى 37 مدنيا في تيزي وزو وأربعة في بجاية المجاورة، بين الاثنين والاربعاء، بينما قضى شخصان الخميس، في سطيف، بحسب التلفزيون الحكومي.

وأكد الرئيس عبد المجيد تبون في خطاب مقتضب مساء الخميس أن "جزءا من الحرائق سببه الاحوال الجوية، لكن أغلبها بأياد إجرامية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الجزائرية".

واعلن تبون"إلقاء القبض على 22 مشتبها به لحد الآن، منهم 11 في تيزي وزو" اضافة إلى موقوفين في عنابة وجيجل (شرق) وعين الدفلى والمدية (غرب).

وأعلنت الحماية المدنية في بيان الخميس أن فرقها لا تزال "تعمل على إخماد 92 حريقا عبر 16 ولاية" أكبرها "37 حريقًا في تيزي وزو و15 في ولاية الطارف و11 حريقا في بجاية و8 حرائق في جيجل وأربعة في سوق أهراس".

وأظهرت صور فيديو التقطها مصور وكالة فرنس برس في تيزي وزو مساحات شاسعة من الغابات أتت عليها النيران، وتمكن أفراد الحماية المدنية وقوات الجيش ومتطوعون من إخمادها. وبدأ سكان القرى الواقعة في المناطق العودة إلى بيوتهم التي فروا منها، وقالوا لوكالة فرانس برس إن الخسائر كبيرة.

وتحدث أحدهم عن فقدان كل ما يملك "لم يبق شيء. احترقت ورشتي وسيارتي في الطابق الأرضي، بينما شقتي في الطابق الأعلى لم يبق منها شيء، حتى البلاط انهار من شدّة النيران".

ومع ذلك، يواسي هذا الشخص نفسه بنجاته وعائلته "بينما جيراني ماتوا وتركوا أطفالا وراءهم".

وفي اليوم الرابع من اشتعال النيران، تصب فرق الإطفاء جهودها لإخماد عشرات الحرائق في شمال شرق البلاد وصولا إلى الحدود مع تونس التي تشهد بدورها درجات حرارة قياسية وصلت الى 50,3 درجة في القيروان.

ويشارك 3000 رجل إطفاء في إخماد الحرائق بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية و6مروحيات تابعة للجيش، كما أعلن الرئيس تبون.

وتعززت الفرق بطائرتي إطفاء وصلتا الخميس، من فرنسا  وبدات العمل فورا، في غابات تيزي وزو، على ستصل طارتين من إسبانيا وأخرى من سويسرا، بحسب الرئيس الجزائري، الذي عزا تأخر المساعدات الى الانشغال بالحرائق في اليونان.

 

- "جرد الخسائر" -
زار رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة الأربعاء وحدات الجيش في تيزي وزو وبجاية لتعزية العساكر الذي فقدوا رفاقهم. وانتقل رئيس الوزراء أيمن عبد الرحمان الخميس، في أول يوم حداد أعلنه الرئيس عبد المجيد تبون، إلى تيزي وزو مع وزراء الصحة والداخلية والفلاحة.

في العاصمة تم تنكيس الاعلام على المقار الحكومية والهيئات الرسمية حدادًا.

وأكد بن عبد الرحمان أن "جرد الخسائر يبدأ اليوم دون انتظار إخماد كل الحرائق"، ووعد "بتخصيص ميزانية خاصة لتعويض الضحايا"، كما نقل عنه التلفزيون الحكومي.

وكان النائب العام في تيزي وزو عبد القادر عمروش اعتبر أن الدليل على أن الحرائق فعل إجرامي هو "اشتعال النيران يوم 9 آب/أغسطس في آن واحد وفي نقاط غابية مختلفة"، كما نقل عنه موقع الإذاعة الرسمية.

وأوضح أن العقوبات تصل في حق "من أضرم النيران وتسبب في وفاة أشخاص أو احتراق مساكن إلى الإعدام".

ودون انتظار القضاء، أوقف سكان دائرة الأربعاء ناث إيراثن في تيزي وزو شخصا اتهموه بأنه وراء إشعال الحرائق، "وقاموا بالاعتداء عليه قبل أن يضرموا فيه النار حتى مات"، بحسب ما أكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان.

والخميس فتح القضاء تحقيقا في قضية إقدام مجموعة من الأشخاص على إحراق شاب حيا الأربعاء، بتهمة "القتل عن طريق الحرق" حتى "لا تمر هذه الجريمة البشعة دون عقاب".

وتضم الجزائر، أكبر دولة في إفريقيا، 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76%.

وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران عام 2020 على حوالى 44 ألف هكتار.

تنتشر ظاهرة الحرائق في عدد من دول العالم، وترتبط بعناصر مختلفة توقعها العلماء، لا سيما ظاهرة الاحتباس الحراري. وتعتبر الزيادة في درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار مزيجًا مثاليًا لاشتعال الحرائق.

ومنذ الأحد، نبهت نشرة خاصة لمصالح الأرصاد الجوية بالجزائر من ارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي شهدت حرائق الغابات.

وذكرت النشرة أن درجات الحرارة ستصل إلى 46 أو47 درجة مئوية خاصة يوم الثلاثاء الذي شهد اندلاع أكبر الحرائق.

في تونس، سجلت الأربعاء درجة حرارة قياسية بلغت أكثر من خمسين درجة في القيروان (وسط). واندلع أكثر من ثلاثين حريقا منذ الاثنين في البلد المجاور.

على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وهي المنطقة الأكثر تضررًا خلال الأسبوعين الماضيين، خلفت سلسلة من الحرائق الضخمة ثمانية قتلى على الساحل التركي وثلاثة قتلى في اليونان حيث لا تزال بعض الحرائق مشتعلة.