أسماك نافقة في مياه سد الوالة
بالفيديو.. سد الوالة يلفظ أنفاسه وتحذيرات من "كارثة بيئية"
"خلال 20 يوما ستنتهي آخر قطراته ويجف"، بهذه الكلمات توقع مزارعون أردنيون في محافظة مادبا ما سيحل في سد الوالة، الذي تم تصريف ما يقارب من 3 ملايين متر مكعب من سعته التخزينية نهاية الموسم المطري الماضي.
تراجع مستوى مخزون المياه في سد الوالة بشكل كبير منذ بداية فصل الصيف الحالي، وصل مستويات خطرة إذ أدى ذلك إلى نفوق آلاف الأسماك، ما يهدد بكارثة بيئية في المنطقة جراء ذلك، خاصة إذا ما وصل نفوق الأسماك إلى تلك الأكبر حجما والتي قد يصل حجم بعضها إلى 10 كيلو غرامات.
وبحسب المزارعين فإن الرائحة في المنطقة جراء نفوق آلاف الأسماك الصغيرة كريهة جدا، مطالبين بتدخل وزارة المياه بشكل سريع لإيجاد حل لمشكلة اضمحلال المياه المستمر في السد. ناهيك عن أنه بات يهدد نحو 1500 دونم من المزروعات بالجفاف، خاصة أن مياهه تجرّ لمسافات تصل إلى أربعة كيلو مترات بواسطة مضخات وأنابيب، والتي بدأت هي الأخرى تتعطل نتيجة اضمحلال المياه.
تصحر واضح
تراجع مخزون المياه في السد، بدا واضحا من خلال التصحر الحاصل في ضفافه، وهنا يؤكد مزارعون أن السبب في ذلك هو تصريف نحو 300 متر مكعب في الساعة الواحدة من مياه السد، وعلى مدار اليوم في ممرات وادي الهيدان.
24 مليون متر مكعب
السد وقبل توسعته التي اكتملت العام الماضي، كان يتسع لنحو 9 ملايين متر مكعب، إلا أن عملية التوسعة أوصلت سعته التخزينية إلى حوالي 24 مليون متر مكعب.
وزارة المياه: "لا رد لدينا"
"رؤيا" بدورها تواصلت مع وزارة المياه والري وسلطة وادي الأردن للحصول على تعقيب حول واقع الحال في سد الوالة، لكن دون جدوى، حيث كان الرد "لا تعليق".
تحقيق في تسرب مياه عادمة
في الحادي والعشرين من شهر شباط/فبراير من العام الجاري، أثار مزارعون قضية دخول مياه صرف صحي إلى سد الوالة وتلوث مياهه، الأمر الذي وقف عنده رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وقال خلال جلسة تحت قبة البرلمان إن وزارة البيئة أخذت عينات من مياه السد لغايات فحصها.
الحكومة تُطمئن
يوم واحد بعدها، وتحديدا في الثاني والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، أكد وزير المياه والري السابق الدكتور معتصم سعيدان، أن الوزارة ومنذ ورود شكاوى تتعلق بتغير لون مياه سد الوالة، عملت من خلال مختبراتها بفحص عينات من مياه بحيرة الوالة ومياه السيل ما قبل المحطة والمياه المعالجة في المحطة، بالإضافة إلى المياه الداكنة في جسر رميل، وأن النتائج الأولية للفحوصات أثبتت سلامة العينات ومطابقتها للمواصفات، كما أكد على عدم دخول أي مياه عادمة من محطة جنوب عمان إلى بحيرة سد الوالة.
"مكرهة صحية"
رئيس بلدية ذيبان عادل الجنادبة، وفي ذات اليوم الذي أعلن فيه دخول مياه صرف صحي إلى السد، قال إن السد يعد في حالة "مكرهة صحية"، نظرا لتجميع مياه الصرف الصحي التي تحقن الآبار الجوفية وتغذي الآبار الارتوازية التي تزود العاصمة عمان بأكثر من 100 ألف متر مكعب يوميا من المياه، إضافة إلى تزويد 14 بئرا ارتوازيا وفق الجنادبة.
وأكد الجنادبة حينها، أن سد الوالة يُعد مكرهة صحية، لاحتوائه على مياه عادمة، ومياه صرف صحي، تضخ في السد، مشيرا إلى أنه تم بناؤه لزيادة مياه الشرب والمحافظة على المياه الزراعية، إلا أنه لم يغفل عن حال السد الآنية، التي وصفها بمخالفة للشروط وعدم تحقيق الأهداف التي شُيد على أساسها سد الوالة.
وأوضح أنه مع حلول فصل الشتاء، وتساقط الأمطار، يتم وقف ضخ المياه للواء ذيبان ومحافظتي مادبا وعمان، بسبب العكورة، قائلا إنها تؤثر ضمنيا على الآبار الجوفية المحقونة والآبار الارتوازية التي تغذي تلك المناطق.
ويقع سد الوالة في محافظة مادبا على بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة مادبا، على شمال الطريق الملوكي المؤدي إلى ذيبان، وهو من النوع الخرساني في الوسط والترابي من الجانبين، ويستعمل للري والتغذية الجوفية، وأنشئ عام 2002 بكلفة تقدر بـ23 مليون دينار أردني.