الأمم المتحدة: الأرض تختنق
الأمم المتحدة: الأرض تختنق - فيديو
إنذار أحمر للبشرية.. الوصف للأمين العام للأمم المتحدة، والموصوف تقرير صادر عن خبراء الأمم المتحدة للمناخ.. أما الخطر فهو احترار الأرض والتغير المناخي والتداعيات الكارثية المتوقعة.
زيادة غير مسبوقة سيشهدها الكوكب في الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر أو الأمطار الغزيرة أو الجفاف حتى لو تمكن العالم من الحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1,5 درجة مئوية... هذه أبرز تحذيرات التقرير، أما التفاصيل فتقدم صورة مصغرة عنها الحوادث الأخيرة التي تشهدها عدد من الدول، من حرائق ممتدة على مساحات واسعة في أرجاء أوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها.. وفيضانات في آسيا ومناطق أخرى من العالم الذي لا يبدو أي جزء منه في مأمن من هذه الكوارث.
بالعودة إلى التقرير، يشير الخبراء إلى أن حصر الاحترار عند حدود 1,5 درجة مئوية، يتطلب خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 7,6 في المئة سنويا في المتوسط بين عامي 2020 و2030 وفقا للأمم المتحدة. وفيما شهد العام 2020 انخفاضا بهذه النسبة بسبب الجائحة، فمن المتوقع أن ترتفع الانبعاثات مجددا.
ردود فعل واسعة أثارها التقرير، مع تكرار عبارات التحذير من اللحظة الخطيرة والتأكيد على ضرورة تغيير المسار بشكل عاجل قبل فوات الأوان.
ومع اختناق الكوكب أكثر وأكثر.. يلخص الخبراء خطورة الوضع بالإشارة إلى فرصة أخيرة لتخفيض الانبعاثات خلال العقد المقبل، وإلا فلن ننجح.
وتوقع تقرير جديد صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة "غير مسبوقة" في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.
قبل أقل من ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (كوب 26) في غلاسكو، نُشر الجزء الأولى من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الاثنين وجاء فيه أن البشر مسؤولون "بشكل لا لبس فيه" عن الاضطرابات المناخية و"ليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير" إذا كانوا يريدون الحد من التداعيات.
وهذا التقرير التقييمي الأول منذ سبع سنوات والذي تم تبنيه الجمعة من قبل موفدي 195 بلدا، يستعرض خمسة سيناريوهات لانبعاثات غازات الدفيئة، من الأكثر تفاؤلا إلى الأكثر تشاؤما.
وفي كل الحالات، سيصل الاحترار العالمي قرابة العام 2030 إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعة، أي قبل عشر سنوات من التقدير السابق للهيئة في العام 2018.
وبحلول العام 2050، ستستمر الزيادة إلى ما بعد هذه العتبة، وهي أحد حدود اتفاق باريس للمناخ، حتى لو نجح العالم في الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
وإذا لم تخفّض هذه الانبعاثات بشكل حاد، سيتم تجاوز عتبة درجتين مئويتين خلال القرن الحالي. وهذا الأمر سيعني فشل اتفاق باريس الموقع عام 2015 والذي يوصي بضرورة حصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين، وصولا إلى درجة مئوية ونصف درجة إذا أمكن.
"مجرد البداية"
وفيما ارتفعت حرارة الكوكب 1,1 درجة مئوية حتى الوقت الحالي، يشاهد العالم العواقب المترتبة على ذلك، من الحرائق التي تجتاح الغرب الأميركي واليونان وتركيا مرورا بالفيضانات التي غمرت بعض المناطق الألمانية والصينية وصولا إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية.
وعلّقت كريستينا دال من اتحاد العلماء المعنيين "يونيون فور كونسورند ساينتستس" بالقول "إذا كنتم تعتقدون أن هذا أمر خطير، تذكروا أن ما نراه اليوم هو مجرد البداية".
وحتى عند عتبة 1,5 درجة مئوية، ستزداد موجات القيظ والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة بطريقة "غير مسبوقة" من حيث الحجم والوتيرة والفترة من السنة التي تضرب فيها المناطق المتضررة، كما حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وقال عالم المناخ ديف رياي "هذا التقرير يجب أن يخيف أي شخص يقرأه (...) إنه يظهر إلى أين وصلنا وإلى أين نحن ذاهبون مع تغير المناخ: إلى حفرة نواصل تعميقها".
وفي مواجهة هذا المستقبل القاتم، تتكاثر الدعوات إلى التحرك.