خضروات مقطعة معبأة مسبقا
أكياس الخضراوات والحشائش المكيسة والمغسولة مسبقا.. لماذا تعتبر غير صحية؟
من السهل الحصول على أوراق السلطات (الحشائش) المغسولة المعبأة مسبقا من أي من المحال التجارية، ووضعها على طبق الطعام.
إلا أن المفاجأة تكمن في أن تلك السلطات ليست صحية كما تبدو، إذ يعود ذلك إلى احتواء الكثير من تلك الأوراق على أقل عدد ممكن من الأغذية المفيدة.
تذبل أمام عينيك
ويمكن لأوراق السلطة المقطعة والمعبأة مسبقا أن تظل طازجة لمدة 5 أيام في الثلاجة. ومع ذلك، يمكن أن تكون المظاهر خادعة لأن اللحظة التي يتم فيها اقتطاف ثمرة ما، يعني بدء فقدان قيمتها الغذائية.
في بعض الأطعمة، يمكن أن تبقى العناصر الغذائية موجودة لأشهر مثل التفاح والجزر، فيما تفقد أوراقا أخرى مثل أوراق السلطة الرقيقة فائدتها بمجرد قطفها.
وتعبأ السلطات المعبأة مسبقا مع خليط من الغازات يعرف باسم "الغلاف الجوي المعدل"، إذ يبقي منظر تلك الأوراق يبدو منتعشا ويمنحها مدة صلاحية تصل إلى أسبوع.
أوراق سلطة مغسولة عن قرب
وإذا قمت بفحص الجزء الخلفي من هذه الأكياس ستجد ملاحظة مثل "معبأة في جو وقائي"، فبالرغم من أن ذلك يبدو لطيفا إلا أنه لا يحمي العناصر الغذائية. فبمجرد فتح كيس السلطة، تذبل الأوراق بسرعة كبيرة.
ويعتقد الناس أن القليل من أوراق السلطة الجاهزة على طبقهم أمر صحي، إلا أنه قد يكون أكثر ضررا للناس الذين يعتقدون أنهم يحصلون على التغذية الكاملة، حيث لا تكون هناك قيمة في الكثير من السلطات الجاهزة.
وتحتوي الأوراق الخضراء الداكنة فقط، مثل الجرجير أو السبانخ، على كميات ملحوظة من الفوائد الغذائية.
وعند النظر إلى تلك الأوراق فإن أول ما يجول في ذهن مشتريها، أنها تغسل على طريقة المنزل باستخدام الماء العذب، إلا أن الحقيقة، هي أن المصانع تغسل تلك الأوراق باستخدام الماء الممزوج بالكلور والذي لا يتغير لساعات.
وتعتبر الخضروات المقطعة والمعبأة مسبقا هي الأكثر خطورة على الصحة.
هناك سبب وجيه لغسل أوراق السلطة بالكلور. يمكن أن تحتوي السلطات على حشرات تسبب التسمم الغذائي بما في ذلك الإشريكية القولونية والسالمونيلا و النوروفيروس.
وتقول دراسات إنه من الخطر جدا تناول الأوراق المقطعة، إذ تسبب الأمراض الخطيرة ويمكن أن تصبح أكثر ضراوة بمجرد تبريدها.
خبير علم الجراثيم بجامعة أبردين البروفيسور بنينجتون، حذر من أن السلطات المغسولة مسبقًا هي واحدة من المنتجات التي من المرجح أن تسبب التسمم الغذائي.
الحل الصحي للسلطات المعلبة مسبقًا
إذا كنت تعرف "مزارع محلي"، فغالبا ما يبيعون أوراق السلطة المغسولة ويحضرونها بدون أي غازات أو كلور، وعادة ما يختار المزارعون أنواعا مختلفة من أوراق السلطة التي تدوم بشكل طبيعي لفترة أطول بدون أي مواد كيميائية.
فقدان الخضروات لفوائدها
قد يكون مضى على تعبئة هذه الخضروات أسبوعين ما يفقدها فوائدها ومذاقها اللذيذ، وفقاً لجو روبنسون مؤلفة كتاب “ “Eating on the Wild Sideفإنه عند شرائك لخضروات طازجة وتجفيفها وتقطيعها وحفظها، فإن ذلك يساعد على رفع نسبة منع تأكسدها لأربع أضعاف.
زيادة استهلاك المياه
للخضروات المعبأة أثر على البيئة من حيث زيادة استهلاك المياه بسبب غسلها ثلاث مرات من قبل الشركات قبل تعبئتها، تبعاً لما صرّح به العالم البيئي جايدون ايشيل.
زيادة حجم المخلفات
إن الخضروات المعبأة تحتاج إلى وقت أكثر في عملية التحضير مقارنة بالخضروات الطازجة، فتبعاً للبروفيسور المساعد في أمور التغذية والبيئة شون كاش: “إنّ الخضروات المعبأة تكلف أكثر من الأكياس البلاستيكية التي قد تستهلك من المحال التجارية، حيث أنّ شراء رأس خس مثلاً لا يحتاج لكيس بلاستيكي بينما تعبئته للتغليف ستحتاج لماء و كهرباء.
وجود مواد كيماوية بكمية أكبر
تبعاً للتصنيفات السنوية ل EWG فإنّ الخس والسبانخ والكرنب إلى جانب أنواع خضار أخرى تأتي في المرتبة 16 من حيث كمية المبيدات الحشرية التي تحتفظ بها، مع العلم أنّ هذا ينطبق عليها سواء كانت مغلفة أم طازجة، لكن الاختلاف يكون في الكيماويات الأخرى التي تحتويها الخضروات المغلفة، ويقترح البعض غسل هذه الخضروات في المياه المعالجة بالكلور، لكن كثرة غسلها بالكلور قد يؤدي إلى بروز أعراض حساسية في العيون و الأنف الى جانب الشعور بعدم الراحة في المعدة تبعاً ل EPA.
فقدان اتصال الإنسان بغذائه
لقد فقد الإنسان الإتصال بالأغذية التي يأكلها فيتعامل مع اللحوم و الخضروات على أنها أمور مجردة مغلفة بالبلاستيك فقط، فعند تقطيعنا للخس و أوراقه مثلاً بأيدينا و رؤيتنا لجمال ألوانه و استنشاقنا لرائحة الأتربة التي قد تكون عالقة به نستشعر جمال هذه النعمة و نحمد الله عليها، بينما عند فتح كيس بلاستيكي و استخدام قطع أغذية مقطعة مسبقاً فنحن نبتعد أكثر وأكثر عن البيئة و الأرض و استشعارنا بكلاهما.
