العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ
كوريا الشمالية تعاني أسوأ أزمات في تاريخها
في بداية الصيف، وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الوضع الغذائي في البلاد بأنه "متوتر" بعد إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا والفيضانات.
وبحلول منتصف الصيف، يمكن أن تشكل الحرارة الشديدة وانخفاض هطول الأمطار بشكل قياسي علامة على أزمة غذائية أكبر وجوع في المستقبل، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وارتفعت درجات الحرارة في كوريا الشمالية لتصل إلى 39 درجة مئوية في بعض المناطق هذا الأسبوع، ويشكل ذلك سابقة في البلاد، فيما تفاقمت موجة الحر بسبب الجفاف المتزايد.
وسجلت كوريا الشمالية 21.2 ملم، أو أقل من بوصة واحدة، من الأمطار حتى منتصف تموز/يوليو، وهي كمية منخفضة بشكل غير مسبوق في هذا الوقت من العام، وفقا لوسائل إعلام حكومية.
وبسبب الجو الحار حذرت وسائل الإعلام الحكومية السكان مرارا وتكرارا من مخاطر الجفاف وانخفاض مستويات الصوديوم، خاصة بالنسبة لكبار السن والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
وتم حث السكان على البقاء بعيدا عن الشمس، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات، وشرب أكثر من لترين من الماء يوميا.
ويمكن أن يكون لهذه الظروف القاسية آثار بعيدة المدى في بلد توجد به أنظمة ري سيئة وأزمة غذائية مستمرة، مما قد يزيد الضغط على نظام كيم وسط ضغوط اقتصادية شديدة من عقوبات الأمم المتحدة بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي.
وواجهت كوريا الشمالية العام الماضي أسوأ ركود اقتصادي لها منذ أكثر من عقدين بسبب إغلاق حدودها مع الصين في محاولة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا، وكذلك الفيضانات والأعاصير التي تسببت في مزيد من الضرر.
ويقول خبراء إن نقص إمدادات المياه في المناطق الريفية يفاقم الصعوبات التي يواجهها المزارعون الكوريون الشماليون هذا العام، بما في ذلك عدم القدرة على الوصول إلى المواد التي تعتمد على التجارة مثل الأسمدة والوقود والآلات المتخصصة التي لم يعد بإمكانهم الحصول عليها.
وأوقفت كوريا الشمالية الكثير من الأنشطة التجارية خلال الوباء، كما حدّت العقوبات الدولية من خيارات الاستيراد للقطاع الزراعي.
وقال الخبير الزراعي في كوريا الشمالية كوون تاي جين إنه من المتوقع أن تعاني البلاد من نقص كبير في الغذاء هذا العام، بما في ذلك الحبوب والأرز.
ويذكر أن النقص الحالي في الغذاء لن يؤدي إلى حصول مجاعة كتلك التي حصلت في التسعينات، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، وفقا لإحصاءات كورية شمالية.
وأصبحت كوريا الشمالية، التي يرزح اقتصادها تحت وطأة العقوبات الدولية المتعددة المفروضة رداً على برامجها العسكرية المحظورة، أكثر عزلة من أي وقت مضى منذ إغلاق حدودها لمنع انتشار فيروس كورونا.
ومنتصف حزيران/يونيو، أقر كيم بأن بلاده تعاني من أزمة غذائية، ودق ناقوس الخطر في بلد يواجه فيه القطاع الزراعي منذ ذلك الحين صعوبات خطيرة.
وأغلقت كوريا الشمالية حدودها في كانون الثاني/يناير 2020 وتراجعت المبادلات التجارية مع الصين، أول داعم اقتصادي ودبلوماسي لها، إلى أدنى مستوى.