"العيش المشترك في الاردن" على طاولة نبض البلد
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الخميس موضوع العيش المشترك في الاردن، واستضافت الحلقة كلا من الامين العام لمنتدى الوسطية المهندس مروان الفاعوري، والاب رفعت بدر مدير المركز الكاثلويكي للدراسات و الاعلام.
وقال الاب رفعت بدر ان مصطلح التعايش والمعايشة وغيرها من المصطلحات لا تعبر عن الواقع، بل يجب الحديث عن المواطنة والمساواة، مضيفا أن الحديث لا يجب ان يكون في مصطلحات بل في تساوي الكرامة فلا يوجد تفضيل لمواطن على آخر بل الحديث بمقدار الخدمة التي يقدمها للوطن ومدى انتسابه له.
وذكر ان الاردن هو البيت الآمن للمسيحيين في المنطقة التي هي مشتعلة الان، حيث صار هناك تهجير قسري لهم، وهذا أمر محزن لأنه ينسف العيش المشترك وينسف الحضارة التي عشنا في ظلالها.
وتابع أننا نشعر بالفخر لأن الاردن استضافهم، ولكننا نأسف أنهم هجروا رغما عنهم من بلادهم، فجاؤوا إلى الاردن من أجل ان يقيموا مشاعرهم الدينية.
وأشار إلى أن الملك اعتبر أن اي اعتداء على اي مكون ديني هو خروج عن الانسانية.
وبين أن افراغ العراق من كل مكوناته الدينية، هو عمل متطرف، اذ يريد لون واحدا للمجتمع، وهذا مخالف لواقع الشرق القائم على التعدد الديني.
وبين أن الخسارة لن تكون على المكون المسيحي فقط، بل على المسلم الذي سيفتقد لاحقا للشريك الحضاري له.
واشار إلى أن المخاطر التي تواجه المسيحيين في فلسطين، هي التطرف الصهيوني، الذي يهدد الوجود المسيحي في فلسطين.
والاعلام العالمي يريد ان يوحي للعالم أن التطرف الاسلامي هو المهدد الوحيد، ولكن التطرف الصهيوني عمل على افرغ القدس من اهلها.
ونوه إلى أن هناك محاولة غربية لتقسيم المنطقة، وهذا افضل من تسميتها بالحروب الصليبية، لأنه مصطلح مستفز.
واضاف أن الاحتلال الاسرائيلي يشكل خطرا على الوجود المسيحي في فلسطين.
ولفت إلى المخاطر التي يمكن أن تهدد الاردن، وهنا علينا المحافظة على الصورة المشرقة في الاردن، وان نحافظ على المتكسبات التي حققناها.
وقال إن لدينا 7 آلاف مسيحي في الاردن مهجر من العراق، وتم اعانتهم في كافة المراكز، وصاروا لا يريدون العودة لبلدهم خوفا على عيشهم هناك.
وبين أنه التقى اليوم رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور، وكان قد التقى جلالة الملك عبد الله الثاني، معتبرا اياهم نماذج رائعة.
وأن الملك لديه هدف هام وهي توضيح الصورة الحقيقة للإسلام أمام الحركات المتطرفة، وهذا يحتاج إلى اسناد من كافة الدول العربية.
والهدف الثاني الحفاظ على الهوية المسيحية، حيث انه أول من دعى في العام الماضي لمؤتمر يناقش المخاطر التي تواجه المسيحين.
ودعا إلى اسناد عالمي ودولي للأردن، حيث انه لا يستطيع وحده ان يقوم بهذه المهمة.
كما دعا إلى تفعيل المبادرات التي تدعم الوئام بين كل الاطراف، وأنه لابد أن نستهدف فئة الشباب وطلاب المدارس، وأن نعمل على منهاج الدراسة التي تحارب التطرف.
وذكر أن المنهاج الدراسية في الاردن مقصر في الحديث عن الوجود المسيحي في المنطقة، حيث تحتوي بعض المناهج ببعض افكار التطرف خصوصا كتب التاريخ، حيث انها لا تتحدث عن الوجود العربي المسيحي.
بينما اعتبر المهندس مروان الفاعوري أن مصطلح التعايش عبارة مستفزة، وكان هناك حالتين متضادتين، ولكن نحن مجتمع واحد وثقافة واحدة.
وفي الاطار الاسلامي يمكن أن يكون هناك تعددية واختلاف مذهبي.
وما نلاحظة في القرى و المجتمعات في الاردن لا يوجد قلق بين العلاقة بين المسلم و المسيحي، بل هي علاقة تقوم على الحب والانجسام والمصلحة المشتركة، في بناء الاردن والتقدم به، فهناك تكاتف حقيقي بين الطرفين.
والمؤتمرات التي تناقش مسالة التعايش هي امور وافدة على مجتمعنا.
وقال أن هناك خطرين علينا هو خطر الهيمنة الخارجي الذي يريد تحقيق مصالحه على حساب المسلم والمسيحي.
وهناك خطر داخلي متطرف يريد تهجير الجميع سواء مسلم او مسيحي.
ورسالة العلماء السابقين والحاليين هي رسالة الرسول الكريم التي تقول أن كل من يؤذي ذمي فهو يؤذيني.
وكل المتطرفين هم سحابة صيف سوف تنتهي من المنطقة.
والجميع يشعر الآن بالخطر سواء في الاستثمار، أو البنية الاجتماعية، فهناك خوف من تقسيم المنطقة، وهناك خوف من التطرف الصهيوني، وتطرف اسلامي، وتطرف صليبي يشن عدوان على المنطقة، وهناك تطرف علماني، وتطرف شيعي، ولابد من محاربة كل هذه التطرفات حتى نعيش بسلام.
وهناك تحدي الفقر وضياع العدالة وشعور بالتهميش لبعض المكونات الاجتماعية التي ستبحث عن مكان آخر.
ولكن في الاردن لا يوجد اي شيء من كل هذا بل هناك نسيج واحد وامتزاج بين كل الاطراف.
ولكن يمكن أن يكون هناك أخطار قادمة يمكن أن تهدد نسيجنا، خصوصا من المنطقة المحيطة بنا، ونخاف أن يكون هناك تاثر بما يحدث حولنا، فلابد من تبديد اي مخاوف، عن طريق التآلف بين بعضنا، فالمساواة العملية في كل المملكة تؤكد أننا روح واحد، ومن صنع الفواصل هم اعداء الحاضر والمستقبل بمختلف انواع المتطرفين من علمانيين و دينين.
وقال إن التعايش بين مكونات المجتمع الاردني، فالمسحيين في غاية السعادة و الاطمئنان على حياتهم ودينهم، فلديهم نسبة مرتفعة في المشاركة السياسية و الاقتصادية.
وأكد أن المناهج الدراسية في الاردن تتحدث عن الوجود المسيحي، وهي مكتوبة بروح ايجابية.