ثاني أكبر سد كهرمائي
الصين تشغل ثاني أكبر سد كهرمائي في العالم
بدأت الصين تشغيل ثاني أكبر محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهرمائية، الاثنين، في خطوة تمثل، بحسب مسؤولين، عتبة باتجاه تحقيق أهداف بكين بالحياد الكربوني، رغم التحذيرات من الأضرار البيئية المترتبة على المشروع.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه بدأ الاثنين جزئيا تشغيل "محطة بايهيتان للطاقة الكهرمائية" البالغ ارتفاعها 289 مترا والواقعة في جنوب غرب الصين، وهي الثانية في العالم لجهة توليد الطاقة بعد "سد الممرات الثلاثة" الموجود في الصين أيضا.
وبنيت محطة "بايهيتان" بقدرة إجمالية منشأة تبلغ 16 ألف ميغاواط، ما يعني أنه سيكون بمقدورها في نهاية المطاف توليد ما يكفي من الكهرباء مرة يوميا لسد احتياجات الطاقة لـ500 ألف شخص لعام كامل، وفق هيئة البث الرسمية "سي سي تي في".
وأطلقت الصين حملة بناء محطات للطاقة الكهرمائية في السنوات الأخيرة في وقت تعمل جاهدة لسد احتياجات الطاقة لسكانها، الأكثر عددا على مستوى العالم.
ويطل السد على واد عميق وضيّق في القسم العلوي من نهر يانغتسي الأطول في الصين، على الحدود المعرّضة للهزّات الأرضية بين مقاطعتي يونان وسيتشوان.
وأعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة تهنئة نشرتها الحكومة عن أمله في أن تتمكن المحطة من "المساهمة بشكل أكبر في تحقيق أهداف الذروة الكربونية والحياد الكربوني".
ويتزامن التشغيل التجريبي لسد "بايهيتان" الاثنين مع احتفال الحزب الشيوعي بذكرى مرور مئة عام على تأسيسه الأسبوع الجاري.
وعجّل تعهّد شي العام الماضي الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2020 إتمام بناء المحطة.
لكن مجموعات مدافعة عن البيئة حذّرت على مدى سنوات من أن بناء السد يشكّل خطرا على موئل نباتات وحيوانات نادرة بينها خنزير البحر اللازعنفي الذي يعيش في يانغتسي.
وبدّل بناء السد على النهر تركيبة الرواسب في المياه، ما يؤدي إلى "خطر هيدروفيزيائي وصحي واسع النطاق يؤثر على مصب أحواض نهر يانغتسي"، وفق ما كتب علماء في ورقة بحثية نشرتها مجلة "إلسفيير العلمية للبيئة الإجمالية" الشهر الجاري.
ودفعت المشاريع الهندسية الضخمة أيضا مئات آلاف السكان المحليين إلى النزوح وأثارت القلق في دول مجاورة.
في الأثناء، وصف محللون سدا ضخما تخطط الصين لتشييده في مقاطعة ميدوغ في التيبت، والذي يتوقع أن يتجاوز حجمه "سد الممرات الثلاثة" بأنه تهديد للتراث الثقافي للتيبت تسعى بكين من خلاله للسيطرة على جزء مهم من موارد المياه الهندية.
كما عزز تأثير السد على القسم التابع للصين من نهر ميكونغ المخاوف من الأضرار التي قد يتسبب بها للممر المائي الذي يوفر المياه لستين مليون شخص في أسفل المجرى.