مدعي عام ماساتشوستس الأمريكية أندرو ليلينغ
ما حقيقة إلقاء القبض على "مخترع" فيروس كورونا؟
ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يظهر الإعلان عن توقيف "مخترع" فيروس كورونا في الولايات المتحدة. لكن هذا الادعاء الذي تلقاه مؤيدو نظريات المؤامرة بالقبول، ليس صحيحا، فما يظهر في الفيديو هو إعلان القبض على عالم أمريكي باع معلومات علمية إلى الصين.
ويظهر في الفيديو رجل يبدو أنه مسؤول رسمي يتحدث في مؤتمر صحافي معلنا توقيف عالم أمريكي يدعى تشارلز ليبر.
وكتب على الفيديو نفسه باللغة العربية "إلقاء القبض على صانع الفيروس، تبين أنه أمريكي وباعه للصين والصين نشرته".
ويؤيد هذا الادعاء ما يؤمن به كثيرون ويروجون له منذ ظهور فيروس كورونا، وهو أن الفيروس مصنع سواء في الولايات المتحدة أو في الصين، وقد تداول الفيديو بهذا السياق مستخدمون على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر ويوتيوب.
حقيقة الفيديو
لكن الفيديو في الحقيقة لا يظهر توقيف رجل "اخترع" فيروس كورونا، مثلما ادعت المنشورات المضللة.
فالمقطع يظهر في الحقيقة مؤتمرا صحافيا للمدعي العام في ماساتشوستس، أندرو ليلينغ أعلن فيه عن "ثلاث قضايا مختلفة تظهر التهديد الدائم الذي يشكله التجسس الاقتصادي الصيني وسرقة الأبحاث"، بحسب قوله.
ولا علاقة لهذه القضايا بفيروس كورونا، بل ببيع معلومات علمية للصين.
ففي الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير من العام 2020، أعلنت وزارة العدل في بيان توقيف تشارلز ليبير مدير قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة هارفارد، كما أعلنت توقيف شخصين من الجنسية الصينية، بتهمة "التواطؤ مع الصين".
وكان ليبير، إضافة إلى عمله في جامعة هارفارد، يرأس مجموعة بحثية متخصصة بعلوم الجزيئات المتناهية الصغر (علوم النانو) في الجامعة نفسها، بتمويل من المعهد الوطني للصحة ومن وزارة الدفاع الأمريكية.
وبحسب وزارة العدل، كان الباحث يتقاضى خمسين ألف دولار شهريا من جامعة التكنولوجيا في ووهان، وبدلات نفقات تصل إلى 158 ألفا شهريا، إضافة إلى مساعدة بقيمة 1,5 مليون دولار لإنشاء مختبر في جامعة ووهان، وفقا لوزارة الدفاع.
وقد أخفى الباحث كل ذلك عن جامعة هارفارد وعن السلطات الأمريكية.
ولم تأت السلطات الأمريكية في قضية توقيفه، على ذكر فيروس كورونا.
