اليافطة التي أزالتها أمانة عمان
أردنيون ينتقدون تبرير أمانة عمان بشأن إزالة يافطات كتبت عليها آية من "الكتاب المقدس"
أثار توضيح صادر عن أمانة عمان، بشأن إزالتها يافطات معلقة بشوارع عدة من العاصمة فيها، تهنئة بعيد استقلال المملكة، جدلا واسعا ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
أمانة عمان الكبرى بدورها أوضحت في بيان لها أنها (لن تسمح بنشر عبارات تسيء للأخلاق العامة السائدة في المجتمع).
وثارت هذه الجملة حفيظة الكثيرين في الأردن مسلمين ومسيحيين على حد سواء.
وفيما ذهب البعض لرفض توضيح أمانة عمان معبرين أن هذا التوضيح ينم عن جهل كبير من قبل المسؤولين وعدم درايتهم بفحوى ما كتب.
وعلى أثر سيل الانتقادات التي تعرضت لها، حذفت أمانة عمان بيانها التوضيحي من على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى من موقعها الإلكتروني الرسمي.
ومن أبرز المنتقدين لبيان الأمانة، النائب السابق نبيل غيشان الذي قال إن "القوم غاضبون من بيان امانة عمان بتسبيبها ازالة يافطة تهنىء بعيد الاستقلال استخدمت اية من الكتاب المقدس".
وتساءل غيشان عبر صفحته الرسمية على تويتر " ما رأيكم بالمادة 14 من الدستور التي تنص ( تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديان والعقائد طبقا للعادات المرعية في المملكة ما لم تكن مخلة بالنظام العام او منافية للاداب) ؟
واستهجن غيشان ما ورد في توضيح الأمانة متسائلا " وهل ممارسة شعائر الاديان يمكن ان تكون منافية للاداب ؟".
من جانبه، وجه الناشط المجتمعي المحامي زيد عمر النابلسي رسالة لرئيس الوزارء بشر الخصاونة بهذا الخصوص.
وقال النابلسي في رسالته التي نشرها عبر صفحته على فيسبوك "أمانة عمان يا دولة الرئيس أعلنت في الصحف بأن عبارة مقتبسة من الكتاب المقدس للمسيحيين "تسيىء للأخلاق السائدة في المجتمع الأردني"، والعبارة هي:"أما الودعاء فيرثون الأرض، ويتلذذون في كثرة السلامة".
وتساءل" ما هي الأخلاق يا سيدي الفاضل ويا صاحب الخلق التي تتنافى مع هذه العبارة الوادعة المسالمة؟".
وأضاف "كيف تسمح الدولة لموظف وكاتب بيانات في أمانة عاصمة هذه الدولة التي تأوي أقدم مسيحيي هذا العالم وعلى ترابها شيدت أول كنائسهم بأن يتفوه بهذه الإهانة لكتاب يقدسه المواطنون الأردنيون المسيحيون كما يقدس المسلمون كتابهم؟".
ولفت إلى أن هذه " ليست المرة الأولى التي تسكت فيها الدولة عن مثل هذه السقطة الإقصائية البغيضة، فقبل خمس سنوات، وتحديدا في منتصف أيار 2016، قامت نفس جمعية دار الكتاب المقدس بنشر تهنئة مماثلة في عيد الاستقلال آنذاك، مقتبسة عبارة أخرى من إنجيل المسيحيين تقول:"ببركة المستقيمين تعلو المدينة".
وقال "يومها لم يتجرأ أحد على إهانة الإنجيل ووصفه بانه مسيء للأخلاق السائدة، وإنما كان الاحتجاج وإزالة اليافطة بذريعة أنها "عمل تبشيري"، وهذا كلام معيب أيضا، فالعبارة تبجل خلق الاستقامة ولا تدعو أي مسلم إلى تغيير دينه أو اعتناق دين آخر".
واعتبر النابلسي، أن توضيح الأمانة "انحدر إلى الإساءة المباشرة ووصف مشين لكتاب مقدس لدى أهلنا في هذا الوطن، ولذلك فإن صدور الاعتذار من قبل الدولة للمواطنين المسيحيين لا يحتمل الانتظار".
وضمت اليافطة آية من الكتاب القدس، وثار غاضبون بشأنها على اعتبار أنها "كلمات توراتية" لليهود لا يجوز تداولها في الأردن ونشرها أمام أعين الناس في الشوارع العامة وذلك بحسب سؤال وجهه النائب حسن الرياطي إلى رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة بشأن إعلانات ويافطات مكتوب عليها كلمات اعتبرها أنه " توراتية" في العاصمة عمان.
وتساءل الرياطي "عن الجهة التي رخصت هذا الأمر في الأردن الذي ديانته الإسلام وعدوه الأول الصهاينة".
بدوره استنكر النائب السابق، قيس خليل زيادين بيان أمانة عمان بهذا الخصوص، معتبرا أن الأردن "وطن لن يبنى بالهويات الفرعية ولا بتعزيزها، بل سيبنى بهوية وطنية اردنية نكون جميعنا، كل الاردنيين تحت مظلتها".
وقال في منشور له عبر صفحته على فيسبوك "لن اجامل، "المواطنة" هو المصطلح الواجب استعماله و ليس العيش المشترك او التعايش او غيره، فقط المواطنة".
وأضاف " المشكلة واضحة، التعليم، و الحل ابسط، تعزيز مفهوم المواطنة وقبول الاخر والانتماء للاردن بقالبه العروبي".
تابع "انا شخصيا ضد ذهاب النواب المسيحيين او ممثلين عن مجلس الكنائس لوحدهم لاجتماع مرتقب مع الأمانة. الاصل ان يذهب كل نائب يؤمن بالمواطنة ومفاهيم الدولة المدنية الحديثة ليعبر عن رفضه لما حصل".
