مروان البرغوثي
البرغوثي يدعو الى الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية والتمسك بالوحدة
وجه القائد الفلسطيني مروان البرغوثي رسالة للشعب الفلسطيني، اليوم السبت، دعا فيها إلى ضرورة الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية والتمسك بالوحدة، في ساحات القدس وقطاع غزة والضفة الغربية وفي فلسطين 1948.
وتاليا نص الرسالة التي وجهها البرغوثي:
"بتحية الاكبار والفخر والاجلال في هذه الايام المصيرية التي يسطر فيها شعبنا ملحمة المقاومة والصمود والوحدة في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني، ويعيد العلاقة مع الاستعمار الى وضعها الطبيعي ومربعها الاول، فهي علاقة مقاومة ورفض واشتباك ومقاطعة وليست علاقة تعايش ومساومة ومهادنة ولا يمكن ان تكون كذلك.
اننا نعيش مرحلة مصيرية لمستقبل قضيتنا ونضالنا، وقد اعلن شعبنا العظيم في كل اماكن تواجده ان بوصلته ووجهته كانت وستبقى دوما مدينة القدس تاج الامة وقلبها النابض والعاصمة الابدية للشعب الفلسطيني، فلا تردد بالموقف عندما تنتهك حرمات المسجد الاقصى ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية وعندما يحاصر اهلنا المقدسيين ويشرع في تهجيرهم من بيوتهم واحياءهم ومدينتهم ومحاولة الاستفراد باهلنا في حي الشيخ جراح، فالمقدسيون هم حراس المدينة وخط الدفاع الاول عن الامة، ولا تباين بالمواقف عندما يتجه الاستعمار الصهيوني المجرم لتنفيذ مخططات القتل والتهجير لابناء شعبنا في الاراضي المحتلة عام 48 الذين صنعوا ملحمة الوحدة والانتماء ووقفوا بكل كبرياء ووعي وثقافة وطنية امام نظام القمع والتمييز والعنصرية.
وفي ظل ملحمة المقاومة والصمود والكرامة التي يسطرها شعبنا، وعلى الرغم من الالم والقهر على ما لحق بالابرياء والاطفال والنساء العزل من ابناء شعبنا الصابر المحتسب خاصة في قطاع غزة الحبيب الذي عانى كل انواع الحصار والدمار، وفي هذا اليوم الذي تحل فيه ذكرى النكبة الاليمة والمريرة نجدد دعوتنا الى التمسك بالوحدة الوطنية والاهداف التي نزفت من اجلها الدماء الطاهرة على امتداد وطننا فلسطين، والالتفاف حول المقاومة ومساندتها، والتقدم الى الامام حفاظا على الحلم المقدس بالحرية والعودة والاستقلال ، كما ندعو الى اتخاذ خطوات فورية لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وضمان انضمام حركتي حماس والجهاد الاسلامي اليها وتتويج هذه المرحلة المشرقة من النضال الفلسطيني بالشراكة الكاملة في القرار والميدان وان تكون منظمة التحرير بيت الكل الفلسطيني للحفاظ على وحدة المصير والارض والشعب والقضية.
ونتوجه في ذكرى النكبة المريرة بكل التحية الى اللاجيين الفلسطينيين في الوطن والشتات، في المنافي القريبة والبعيدة، الى القابضين على حق العودة الى وطنهم وبيوتهم واراضيهم ومدنهم التي شردوا منها بقوة القتل والمجازر والارهاب الصهيوني، موكدين لهم ان حلم العودة بات اقرب من اي وقت مضى، وسيتحقق باذن الله مهما بلغت التضحيات والمعاناة.
اننا نشد على ايدي المقاومة بكل مكوناتها وقواها وتجلياتها، ونشد على ايدي اوليك الابطال القابضين على الحق المصممين على النصر، ونوكد ان حركة فتح حامية المشروع الوطني ومفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة لن تكون الا في مقدمة الصفوف للدفاع عن شعبها، فهذا واجبها وهذا دورها وهذه مكانتها المعمدة بالدم الطاهر والتضحيات الكبيرة والمستمرة، ونتوجه بكل التحية الى ابناء حركة الشبيبة، ربيع فتح المتجدد ورهان المستقبل، فانتم حملة الامانة والراية. كما ندعو ابناء الحركة الاوفياء الى صيانة الوحدة الوطنية ومنع الالتفاف على وحدة شعبنا التي تحققت في الميدان، ومنع حرف البوصلة وتبهيت موقف الحركة من قبل قلة من اصحاب المصالح الفيوية الضيقة والاستمرار بقيادة النضال الفلسطيني على كافة المستويات، ان نهج فتح هو وحدة الشعب والارض و المصير والمقاومة والشراكة في القرار والميدان على ارضية التمسك بثوابت شعبنا ومصالحة العليا وحقوقه الشرعية غير الخاضعة للمساومة.
ختاما، نتوجه بتحية الاكبار والاجلال الى كل شعوب امتنا العربية والاسلامية والاحرار في العالم الذين بادروا الى الوقوف الى جانب شعبنا ومساندته والتضامن معه بمختلف الاشكال والاساليب المتاحة، وفي مقدمتهم تلك الجماهير التي تداعت الى حدود فلسطين من الاردن ولبنان نصرة ومساندة وتضامنا وقدمت الشهداء والجرحى، كما نثمن الدور والجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية ودولة قطر لوقف العدوان الوحشي، وندعو العالم كله الى الوقوف عند مسوولياته بوقف العدوان المجرم على شعبنا ومقدساتنا ووقف المجازر المرتكبة بحق قطاع غزة واهلنا المحاصرين المظلومين فيه، وندعو للتحضير لاوسع جهد فلسطيني وعربي ودولي يضمن رفع الحصار الفوري واعادة الاعمار ورفع الظلم عن قطاع غزة الشامخ".
