من الحادث
جهزت لهم الإفطار.. قصة القرية التي استضافت ركاب قطار طوخ
على بعد دقائق من موقع انقلاب قطار طوخ في مصر، كان أهالي قرية كفر الحصة القريبة من الحادث يجهزون طعام الإفطار والوجبات والعصائر للمصابين والمتواجدين بالقرب من الحادث.
وشهدت محطة سكك حديد طوخ خروج القطار رقم 949 القاهرة - المنصورة عن القضبان بالقرب من المحطة وتحديدا في منطقة "كفر الحصة" لتتوقف حركة القطارات والطرق على مدار الساعات الماضية ويكون هناك شلل مروري على الطريق الزراعي المطل على الحادث.
بالقرب من موقع الحادث كان عبده طه يساعد الأهالي في الوصول لمصابيهم، غير أن آذان المغرب بات قريبا ليقوم بالاتصال بوالدته بأن تكون على استعداد لاستضافة ما يقرب من 15 شخصا من المصابين وأهاليهم للإفطار معهم، بجانب أخذ قسطا من الراحة قبل العودة مرة آخرى.
يحكي طه قائلا: "تعلمنا دوما أن نكن في عون بعضنا البعض، فكيف يكون هناك من رأى الموت بعينه ولم نسانده بالإفطار، فمثلما فعلت مع عدد من المتواجدين ودخلوا بيتي، سيكون هناك نفس التعامل معي ومع أهلي في أي شدة نمر بها".
وتفقدت هالة زايد وزيرة الصحة والسكان المصرية الحالة الصحية لمصابي حادث القطار، موجهة بتوفير كافة الخدمات الطبية اللازمة وسبل الرعاية الصحية لجميع المصابين.
وأكد الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة أن الوزيرة أشارت إلى أن جميع المصابين بالمستشفيات يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة حيث تتراوح غالبية الإصابات التي استقبلها مستشفى بنها بين كسور وجروح قطعية وسحجات بأماكن متفرقة بالجسد.
وتابع الشاب العشريني بنبرة حزن: "الأمور قاسية للغاية، وكان لابد علينا أن نساند بكل ما نحتاجه، فالطعام والراحة لساعة تقريبا كانت كل ما نملك القيام به في تلك الأثناء، فوالدتي وجميع أهلي رحبوا بهم وكأنهم أقاربنا بالفعل".
وانتقل المهندس كامل الوزير وزير النقل إلى موقع الحادث للوقوف على أسباب وقوعه، بجانب قراره بتشكيل لجنة فنية لمعرفة الأسباب التي أدت لوقوع الحادث وخروج العربات عن القضبان ووقوع عشرات الإصابات.
ويحكي أحمد عاطف الذي قرر كتابة على حسابه الشخصي على فيسبوك استعداده لاستقبال أي أعداد من المصابين: "هذا هو دورنا، ولابد وأن نتكاثف ونقف جانبا أوقات الشدة، فما فعلته هو واجب علي وعلى أي مواطن تواجد بالقرب من الحادث الأليم".
ويضيف عاطف، الذي ساعد المصابين فور علمه بالحادث: "بمجرد تواجدي في الساعات الأخيرة من اليوم حاولت قدر المستطاع مساندة المصابين والوقوف بجانبهم ودعم المحتاجين، خاصة وأن الوضع كان قاسيا".
ويشير الشاب الثلاثيني إلى أنه قام بإبلاغ أهل بيته بأن يكونوا مستعدين لاستضافة أي أعداد من المصابين أو المتواجدين بالقرب من الحادث، قائلا "أبلغتهم بأن يكونوا مستعدين وعمل وجبات كثيرة لمساعدة المصابين والأهالي الباحثين عن ذويهم، وهو ما قاموا بفعله وجهزوا وجبات كثيرة تكفي لأي أعداد نستضيفها".
