ارشيفية
دراسة حديثة تكشف سلالات كورونا التي تسللت إلى مصر
كشفت دراسة علمية حديثة أُجريت في مصر أن السلالة الصينية من فيروس كورونا المستجد، المعروفة بـ"سلالة ووهان – منشأ الفيروس"، بريئة من إصابة الغالبية العظمى ممن طالهم الوباء في البلاد.
وبحسب موقع سكاي نيوز عربي، فإن الدراسة أجريت في مستشفى قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، وتم عمل تحليلات لعدد من المصابين من الأطفال والبالغين، حيث أظهرت أن 3 % فقط مصابون بـ"سلاسة ووهان".
وأظهرت نتائج التحاليل التي أوردها المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بمصر، في الدراسة مطلع 2021، أن المصابين بـ"سلالة ووهان" أقلية، وأن أكثر سلالات كورونا انتشارا في مصر، وقت إعداد الدراسة أواخر 2020، هي السلالة المطابقة لسلالات ظهرت في أوروبا 20 B، أما السلالة الصينية 19A فظهرت على نطاق ضيق للغاية.
وشدد المجلس على أن السلالة الأوروبية، كانت الأكثر انتشاراً بواقع 97% من الإصابات في مصر، وتتفق مع السلالات النشطة في دول أوروبية كبرى مثل إنجلترا وفرنسا.
وحسب الدراسة، فإن 3% فقط ممن شملتهم التحاليل في مصر أصيبوا بالسلالة الصينية التي ظهرت في ووهان وهيمنت على التفشي الأول لفيروس كورونا.
وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في العالم بـ"ووهان" الصينية في ديسمبر 2019، وكثيرا ما دأب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على وصف فيروس كورونا المستجد بـ"الفيروس الصيني" في محاولة لتحميل الصين مسئولية نشر الوباء في العالم وذلك في إطار صراع النفوذ بين البلدين.
إجراءات صارمة
ويعتبر الدكتور عصام المغازي، المستشار بمنظمة الصحة العالمية أن نتائج الدراسة مؤشر لفعالية الإجراءات الصارمة للحكومة المصرية في مواجهة الجائحة عند بدايتها، خصوصا تعليق الطيران.
وأوضح لـ"سكاي نيوز عربية" أن الإصابات بكورونا في بداية الأزمة "مارس 2020" بمصر تصاعدت بشكل طفيف، ولم تتجاوز العشرات، بينما الدول التي تهاونت في الإجراءات الاحترازية وتدابير الإغلاق شهدت انتشارا شرسا للفيروس ودخلت مرحلة "الوباء أو الجائحة" مبكراً جداً.
ولفت المغازي وهو أيضا رئيس الجمعية المصرية لمكافح التدخين وأمراض الصدر، إلى أن نتائج الدراسة مؤشر لتكامل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية التي اتُخذت في مصر مع بداية الأزمة، مثل عزل القرى التي تتزايد فيها الإصابات، أو العزل الفوري للمصابين.
التعايش مع كورونا
وعن أسباب تزايد الإصابة بالسلالة الأوروبية، قال المغازي إن دول العالم كلها وليس مصر فحسب لا تستطيع تحمل الإغلاق الاقتصادي ودخلت تدريجيا في مرحلة التعايش مع كورونا.
وألمح المستشار بمنظمة الصحة العالمية إلى أن الدول تتبع حاليا سياسات توازن بين الإجراءات الاحترازية واستمرار أنشطة الحياة العامة والأعمال، ما يسمح بزيادة الإصابات، لكنها تكون "تحت السيطرة" نسبياً، مع توافر القدرة على متابعة الإصابات الطفيفة والمتوسطة منزلياً، واحتجاز الحالات الخطرة فقط بالمستشفيات.
تسرب السلالة الأوروبية
واتفق مع الرأي السابق خبير علم الاجتماع السياسي المصري الدكتور محمد سيد أحمد، مؤكدا في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" أن مصر نجحت إلى حد كبير في مواجهة كورونا، بفضل الإجراءات الاحترازية المشددة التي اتبعتها في بداية الأزمة.
وأشار إلى أن تزايد الإصابات بالسلالات الأوربية يعود لكثرة عدد المصريين المترددين على القارة العجوز، وأنه ربما تكون قد تسربت إصابات إلى مصر بين أفراد كانوا حاملين للفيروس ولم تظهر عليهم أعراض، وذلك قبل صدور قرارات بوجود تحاليل تثبت سلبية الإصابة بكورونا بالنسبة للوافدين من الخارج.
ويلفت خبير علم الاجتماع السياسي إلى أن عدد المصريين المتواجدين بأوروبا أكثر بكثير من المتواجدين بالصين، وكذلك حركة التنقل والسفر بين مصر وأوروبا أكثر من مثيلتها مع الصين، كما أن أوروبا الشريك التجاري الأول لمصر.
شهادة نجاح
وشدد أحمد على أن نتائج الدراسة شهادة نجاح لمصر بأنها تمكنت من عدم السماح لـ"سلالة ووهان" بالتسرب إلى داخل البلاد بشكل كبير، وعدم تأثرها إلى حد كبير بالإصابات الواردة منه.
ومن جانب آخر يشير الخبير المصري إلى أن الصين نجحت في محاصرة المرض عكس الدول الأوربية، ما يلعب دوراً أيضاً في تقليل احتمالية الإصابة بالفيروس من منشأ صيني حالياً، على نقيض الدول الأوربية وأميركا.
وكان خبراء منظمة الصحة العالمية زاروا ووهان، في فبراير الماضي وأعلنوا نتائج تحقيقهم وأبحاثهم التي أجروها في الصين بشأن منشأ كورونا. وأكد رئيس وفد الخبراء أن فرضية تسرب الفيروس من مختبر "مستبعدة للغاية"، وأن العمل على تحديد المنشأ يشير لمخزونات طبيعية للفيروس في الخفافيش، لكن من غير المحتمل أن تكون في ووهان.