ناقلة السويس العالقة
أزمة عالمية وخسائر بالمليارات بسبب ناقلة السويس العالقة - فيديو
يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من آذار، ناقلة حاويات تواجه حالة من انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية خلال عبورها قناة السويس في رحلة من الصين إلى هولندا، فتجنح وتعلق في الرمال وتسد القناة بالكامل، ما يعرقل حركة الملاحة البحرية العالمية.
الناقلة تابعة لمجموعة "إيفرغيفن" Ever Given، التايوانية، وهي إحدى أكبر السفن في العالم، بطول أربعمئة متر وعرض تسعو وخمسين متراً وغاطس تحت الماء بعمق ستة عشر متراً، فيما تبلغ حمولتها مئتين وأربعة وعشرين ألف طن.. وفي توصيف لصعوبة المشهد ذكر خبراء أن الناقلة تعادل طول أربعة ملاعب كرة قدم، وعرض جناحي طائرة عملاقة من طراز بوينغ 747، وتشكل مع حمولتها المكدسة طول مبنى مكون من اثني عشر طابقاً.
ومع استنفار السلطات المصرية لمعالجة الأزمة الطارئة يصرح مسؤولون مساء الخميس بأن حركة الملاحة في القناة ستُستأنف في غضون يومين أو ثلاثة، فيما تؤكد شركات أجنبية وصلت للمساعدة أن العملية قد تستغرق أياماً أو حتى أسابيع.
الخسائر فادحة.. عمليات تسليم النفط وسلع تجارية أخرى مهددة، وأسعار النفط تحديدا بدأت بالارتفاع فور تداول النبأ.. نحو أربعمئة مليون دولار التكلفة المقدرة لانسداد الممر المائي الحيوي في الساعة الواحدة، مع تقديرات لقيمة حركة الشحن البحري المتجهة غرباً بأكثر من خمسة مليارات دولار في اليوم، وللمتجهة شرقاً بأربعة مليارات ونصف مليار دولار تقريباً.
يوم الجمعة السادس والعشرين من آذار.. الأزمة مستمرة، وسفن يقدر عددها بمئة وخمس وثمانين باتت عالقة على أبواب القناة، فيما تتحدث تقارير عن نية ناقلات كبرى تحويل مساراتها بعيداً عن قناة السويس، وتحديدا باتجاه رأس الرجاء الصالح، المسار الأطول والذي يزيد مدة الرحلة خمسة عشر يوماً مضافاً، ويفرض بالتالي تكاليف إضافية على التجارة العالمية، لا سيما في سوق النفط والغاز.
العمليات على الأرض تواجه عددا من العقبات، بدءا بحجم السفينة الضخم، وغاطسها العميق تحت الماء، فضلا عن محدودية عمق القناة نفسها، إلى جانب مخاوف من إلحاق الضرر ببنية السفينة نفسها، وكذلك بالبيئة وبالقناة.. وتحليلات مبكرة عن خطر اعتماد لتجارة العالمية على طرق شحن ضيقة لم تعد تناسب متطلبات العصر.