الطبيب منذر الحوارات - أرشيفية
الحوارات: فاجعة السلط نتيجة طبيعية لغياب العدالة في التعيينات - فيديو
أكد الطبيب والمحلل السياسي د. منذر الحوارات، أن فاجعة مستشفى السلط ليست معزولة عن واقع الجهاز البيروقراطي للدولة الأردنية، فهذا المستشفى جزء من كل، وما حدث نتيجة طبيعية لتاريخ طويل، غابت فيه الحوكمة الرشيدة، والعمل المؤسسي.
وقال، في مشاركته بفقرة "أصل الحكاية" في برنامج "دنيا يا دنيا" على قناة "رؤيا"، إن ما جرى في مستشفى السلط يؤكد أن الحكم الرشيد في هذا المستشفى كان غائبا، فنظريا من الصعب أن يحدث نقص أو انقطاع للأوكسجين، "أما كيف حدث هذا!".
وأضاف: يبدو أننا إزاء أهمال مركب ولا مبالاة غير منفصلة عما يجري في كل مؤسسات الدولة.
وتساءل الحوارات: "كيف وصل الموظف غير الكفؤ الفلاني أو المسؤول غير الكفؤ العلنتاني إلى الموقع الذي وصل إليه؟". طبعا الجواب: "الواسطة وغياب العدالة في التعيينات، هي ببساطة تعيينات من دون معايير واضحة وشفافية، ما أدى بالتدريج إلى سلسلة متواصلة من الترهل الإداري، وبالتالي إلى الأخطاء المتكررة".
وتابع: لكن الأخطر أن الخطأ لم يتوقف عند مستويات دنيا أو متوسطة من الإدارات، بل وصل إلى المنظومة العليا من الإدارة، وهيكل الدولة، ولو جرى اختبار أجهزة الدولة، سنجد فيها منظومة متراكمة من الإخفاقات البيروقراطية والفشل، مع أن الجهاز الإداري الأردني ظل معروفا لعقود ماضية بقدراته الإدارية والعلمية، لقد كان لدينا جهازا محوكما ممتازا"، وفق كلامه.
وأشار إلى مشهد متكرر في المؤسسات الحكومية، يتمثل في وزير أو نائب أو قيادة اجتماعية تتوسط لتعيين شخص في مكان ما، وتساءل: "لو كان هذا الشخص كفؤا، هل يحتاج إلى واسطة للحصول على هذه الوظيفة؟".
وقال: "لو توفرت معايير العدالة، هل يضطر أي شخص إلى لبحث عمن يدعمه للحصول على فرصة عمل؟"، مضيفا: الأنكى أن غياب العدالة والمعايير الضابطة غابت عن الدولة، وتعززت أيضا في المجتمع، فلم يعد أحد يستطيع أنجاز ما يريد إلا بالواسطة.
وتابع قوله: بات اليوم المشهد واضحا؛ جهاز بيروقراطي مترهل، ومجتمع تسوده ثقافة "الواسطة"، وثالثة الأثافي؛ منظومة سياسية تدير الدولة، تحتكر المناصب العليا، وتهمش الآخرين.
وعاد في تحليله إلى جذور المشكلة، فأوضح ان الدولة الأردنية في البدايات ذهبت إلى تعيين عدد كبير من الموظفين تفوق حاجتها، وهي سمة ظلت موجودة لعقود ماضية، مقابل ذلك غابت الاستثمارات التي من شأنها استيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل. لكن هذا المشهد أصبح في السنوات الأخيرة مقلقا، فالدولة لا تستطيع استيعاب كل الراغبين بالوظيفة الحكومية، ولا السوق قادرة على استيعابهم.
وحول تعيين متصرف على رأس إدارة المستشفيات، أكد الحوارات أنه ضد هذه الخطوة، لأنها تتناقض مع المعايير الإدارية المتبعة في المستشفيات، فهذه الخطوة بالتأكيد ستخلق ازدواجية، وتشتت الجهود، فبدلا من حل مشكلات المستشفيات، ستفاقم هذه الخطوة المشكلات، مطالبا من اتخذ هذه الخطوة بالتراجع عنها.
وتساءل الحوارات: كيف يمكننا إصلاح المستشفيات الحكومية، والحكومة تخفض ميزانية وزارة الصحة؟
وقال إن "الحالة الوبائية مقلقة، فالمنحنى في ارتفاع، ولا نعلم متى يصل الذروة، والإجراءات الحكومية بالحظر وفرض التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة، يمكن أن يخفض من أعداد الإصابات، وبالتالي تسطيح المنحنى بعد أسابيع، لكن الحظر سينتهي، ويعود الناس إلى حياتهم العادية، وبالتالي سيعود الوباء، إذا الحل في مكان آخر".
وأضاف: "الحل الوحيد للسيطرة على الوباء هو اللقاحات، ويجب أن نعترف أننا قصرنا في استيراد اللقاحات، ولم نقم بدورنا المناسب في هذا الصدد".
وطالب بتحويل ملف اللقاحات من المستوى الإداري الطبي إلى المستوى السياسي، فالدول التي نجحت في الحصول على اللقاح، هي التي تعاملت مع هذا الأمر بوصفه موضوعا سياسيا.
وطالب أيضا بالعمل على إيصال اللقاح إلى الناس، واستخدام القيادات الاجتماعية في توعية الناس وحضهم على أخذ اللقاح، طبعا إضافة إلى دور الإعلام في هذا الشأن.
