Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
مقتل 22 مسلحاً عراقياً موالين لإيران في قصف أمريكي على شرق سوريا | رؤيا الإخباري

مقتل 22 مسلحاً عراقياً موالين لإيران في قصف أمريكي على شرق سوريا

عربي دولي
نشر: 2021-02-26 18:36 آخر تحديث: 2023-06-18 15:13
الطائرات الأمريكية قصفت مواقع لفصائل موالية لإيران في سوريا، بالقرب من الحدود مع العراق
الطائرات الأمريكية قصفت مواقع لفصائل موالية لإيران في سوريا، بالقرب من الحدود مع العراق

قتل 22 مسلحاً عراقياً موالين لإيران جراء قصف أمريكي استهدف ليل الخميس الجمعة بنى تحتية تابعة لهم في شرق سوريا، في أول عملية عسكرية لإدارة جو بايدن رداً على هجمات طالت مؤخراً مصالح غربية في العراق.


اقرأ أيضاً : دمشق: العدوان الأمريكي مؤشر سلبي على سياسة الإدارة الجديدة


وتأتي الضربات التي ندّدت بها دمشق وحليفتها موسكو، على خلفية توتر بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الايراني والعودة الى طاولة المفاوضات.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان 22 قتيلاً على الأقل من فصائل عراقية موالية لإيران، غالبيتهم من كتائب حزب الله. 

إلا أن كتائب حزب الله نعت عنصراً واحداً من صفوفها، منددة بـ"العدو الأمريكي" الذي "ما زال متمادياً بجرمه".

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في بيان الضربات بـ"الدفاعية"، موضحاً أنها دمرت "بنى تحتية عديدة تقع في نقطة حدودية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران"، تحديداً كتائب حزب الله وسيد الشهداء، المنضويان في الحشد الشعبي العراقي.

وتنشر السلطات العراقية الحشد الشعبي، وهو ائتلاف فصائل عراقية بارزة شبه عسكرية، على طول الحدود المتداخلة مع سوريا منذ الإعلان في العام 2017 عن الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية. وتنفي قيادة الحشد عمل فصائلها خارج العراق، لكن مقاتلين من مجموعات منضوية فيه يشاركون في القتال داخل سوريا.

ودمّرت الغارات الأمريكية، وفق المرصد، ثلاث شاحنات تقل ذخيرة عند الساعة الواحدة فجراً، لحظة دخولها من معبر غير شرعي من العراق إلى جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي. 

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل الى جانب قوات النظام السوري.

وغالبا ما تتعرّض شاحنات تقل أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لتل أبيب، التي تؤكد غالباً عزمها انهاء "التموضع الإيراني" في سوريا.

وندّدت وزارة الخارجية السورية بـ"العدوان الأمريكي الجبان"، معتبرة أنّه "يشكل مؤشراً سلبياً على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة.

وحذّرت في بيان من أنه "سيؤدي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة"، مطالبة واشنطن "بتغيير نهجها العدواني تجاهها".

ونفت وزارة الدفاع العراقية تلقيها معلومات من الجانب الأمريكي قبل تنفيذ القصف، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن أخطرت الجيش الروسي قبل أربع أو خمس دقائق فقط. وقال "هذا النوع من التحذير، عندما تكون الضربات قيد التنفيذ، لا ينفعنا".

ونددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "بشدة" بالقصف الأمريكي، داعية إلى "احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها من دون شروط".

- عملية انتقامية "محسوبة" -

وبينما ينتظر الرئيس جو بايدن رداً من طهران حول العودة الى طاولة التفاوض، قال كيربي إنّ الضربات جاءت "رداً على الهجمات الأخيرة على الطاقم الأمريكي وقوات التحالف في العراق والتهديدات المستمرة ضد هؤلاء".

وسقطت صواريخ الاثنين بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد، بينما استهدف قصف السبت قاعدة بلد الجوية العراقية الواقعة إلى الشمال، ما أدى إلى إصابة موظف عراقي في شركة أمريكية مسؤولة عن صيانة طائرات "اف-16".

وفي 15 شباط، أصابت صواريخ قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مطار أربيل (شمال). وقُتل شخصان أحدهما مقاول مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

ورغم أنّ كتائب حزب الله لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الفصيل مسؤول عنها.

 وقال لصحافيين على متن طائرة نقلته إلى واشنطن بعد جولة سريعة لحاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" قبالة سواحل كاليفورنيا "نحن متأكدون من الهدف الذي اخترناه".

وأضاف "نحن على يقين من أن هدفنا كان الميليشيا التي نفذت الهجمات الأخيرة" ضد مصالح غربية في العراق. 

وجاءت الهجمات الأخيرة بعد أشهر من هدوء نسبي في إطار هدنة وافقت عليها الفصائل الموالية لإيران في مواجهة تهديدات من واشنطن بإغلاق سفارتها في العراق.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن "هذا الرد العسكري المتكافئ تمّ بالتوازي مع إجراءات دبلوماسية ولا سيما مشاورات مع شركاء" التحالف الدولي.

وقال "العملية توجه رسالة واضحة مفادها أن الرئيس بايدن سيحمي القوات الأميركية وقوات التحالف". وتابع "في الوقت نفسه تصرفنا بطريقة محسوبة من أجل تهدئة الأوضاع في شرق سوريا وفي العراق". 

وبعد إطلاق النار الأخير الاثنين، أعلنت واشنطن أن إيران ستتحمل "مسؤولية تصرفات شركائها الذين يهاجمون الأميركيين"، لكنها شددت على أن قواتها ستتجنب "التصعيد".

وبدت الضربة فجراً بمثابة تحذير لطهران.

وقالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة لفرانس برس إن واشنطن تبدو كمن يرسل "إشارة أنها لن تتساهل مع أنشطة إيران الإقليمية لصالح المحادثات النووية"، مضيفة "لا أرى في ذلك (القصف) موقفاً متشدداً على نحو خاص، إذ كان رد الولايات المتحدة موجهاً إلى هدف غير مهم نسبياً".

وتوجّه إدارة بايدن، وفق الباحث في معهد دراسات الحرب نيكولاس هيراس، رسائل إلى "خصوم سياسته تجاه إيران في الداخل بأن الولايات المتحدة قادرة أن تكون قاسية تجاه إيران"، وأخرى إلى تل أبيب بأن واشنطن قادرة أيضاً على ضرب المجموعات التابعة لإيران.

ويضيف أن "الضربات الأخيرة لا تتعلق بما حصل في العراق فقط، بل إنها جزء من لعبة دبلوماسية أوسع تجاه تل أبيب والحزب الجمهوري".

وسبق للجيش الأميركي أن أعلن نهاية العام 2019، قصف خمس قواعد لكتائب حزب الله العراقي في كل من سوريا والعراق، بعد مقتل أميركي في هجوم بالصواريخ طال قاعدة عسكرية عراقية. 

أخبار ذات صلة

newsletter