تسجيل 142 نوعاً من الطيور المائية التي تتبع 23 عائلة

هنا وهناك
نشر: 2021-01-28 19:12 آخر تحديث: 2021-01-28 19:15
أحد أنواع الطيور
أحد أنواع الطيور

   في ربوع وطننا الغالي، وبين واحاته ومسطحاته المائية، تتهادى الطيور سواء مهاجرة أو مستوطنة، تحلق فوق سهوله، وتستمتع بدفء واحاته المائية. 

وتلعب الطيور دوراً كبيراً في النظام البيئي، فهي مؤشرٌ مهمٌ على صحة البيئة وإنتاجية الأنظمة البيئية بشكل عام، فزيادة أعدادها أو تناقصها يدلُ على التغيرات الحاصلة للتنوع الحيوي وبيئات المنطقة بشكل عام. 

وضمن مشروع التعداد الوطني للطيور المائية في الأردن، الذي نفذته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أول مرة في العام 2000 كجزء مما يسمى بالتعداد العالمي للطيور المائية، الذي أطلقته المنظمة الدولية للمناطق الرطبة، تعمل الجمعية سنويا على حصر أعداد الطيور المائية ودراستها للتأكد من سلامة النظام الحيوي.

وتعرف الطيور المائية بأنها الطيور التي تعتمد بيئيا وبشكل رئيسي على المناطق الرطبة (wetlands)  وتنتمي هذه الطيور إلى ثلاث وثلاثين عائلة، وبالنظر إلى طيور الأردن،  نجد أنه قد تم تسجيل 142 نوع من الطيور المائية التي تتبع لثلاثة وعشرون عائلة من أصل (435) نوع من الطيور تم تسجيلها في الأردن، بحسب ما قال باحث دراسات الطيور في الجمعية محمد الزعبي.


اقرأ أيضاً : الملكية لحماية الطبيعة وGIZ تسلم أعمال تأهيل حديقة عامة لبلدية عجلون الكبرى


وأضاف الزعبي "تعتبر غالبية الطيور المائية المسجلة في الأردن أنواعاً مهاجرة تستخدم المناطق الرطبة القليلة في الأردن كمحطات للاستراحة والتغذية وذلك لتتمكن هذه الطيور من إكمال هجرتها الطويلة ومن هنا تنبع أهمية المناطق الرطبة في الأردن كموائل للأنواع المهاجرة.

  ومن اجل توحيد الجهود العالمية في تطوير قاعدة معلومات دولية حول الطيور المائية فقد قامت المنظمة الدولية للمناطق الرطبة (Wetlands International \ https://www.wetlands.org /) 

في عام 1967 بتنظيم ما يسمى بالتعداد العالمي للطيور المائية (International Waterbird Census \ International Waterbird Census - Wetlands International

)  والذي يهدف بشكل عام للمساهمة في الجهود الهادفة لحماية الطيور المائية وموائلها من المناطق الرطبة. 

 وبدأت الدراسات المنظمة لتعدادات الطيور المائية في الأردن في فصل الخريف من عام 2000، ذلك حين قررت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إجراء دراسة شاملة لطيور الصيد المائية وبالذات لأنواع البط المختلفة في الفترة ما بين شهري تشرين أول وآذار من كل عام ولهذه الغاية تم اختيار 21 موقعاً في الأردن تتضمن هذه المواقع جميع السدود في غور الأردن والصحراء بالإضافة إلى بعض محطات التنقية الكبيرة والقيعان الصحراوية بشرط احتوائها على المياه.

وبالإضافة الى أن الأردن تعتبر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقوم بتعداد الطيور بشكل منتظم كل سنة، وحاليا فإن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تشارك العالم بهذا التعداد حيث إنه يجرى مرة واحدة كل عام في الأسبوع الثاني من شهر كانون ثاني وهو التاريخ المتفق عليه عالمياً. 

وأضاف أن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة هو تحديد أعداد هذه الطيور في الأردن وتحديد توزيعها وربطها بعملية الصيد وتوفر المياه في جميع المناطق الرطبة في الأردن، كما أن التعداد يهدف إلى تقييم أهمية مناطق تواجد المياه للطيور المعرضة للصيد على المستوى الوطني، سواءُ في مناطق الصيد أو في المناطق الممنوعٌ فيها الصيد، وتحديد أوضاع الطيور المعرضة للصيد في الأردن. 

وبالإضافة لتحقيقها الهدف الرئيسي، أصبحت إحصاءات الطيور الأردنية جزءاً رئيسياً من عملية تحديد أوضاع الطيور المائية على المستوى العالمي حيث إنها دخلت ضمن الإحصاءات العالمية. كما وتم تسجيل عدد من الطيور ولأول مرة في الأردن من خلال دراسات إحصاءات الطيور الوطنية، أحد هذه الأنواع هي كركي أبيض سيبيري وهو أحد الأنواع المهددة دولياً والمصنفً (مهدد جداً).

واعتبر الزعبي  أن هذه الدراسة أظهرت من دون أدنى شك أهمية الهجرة الموسمية للطيور المائية حيث أن مجموع الطيور المائية التي سجلت في قاع الأزرق لوحده في موسم واحد تصل إلى ما يقرب النصف من مجموع ما سجل في المملكة كلها خلال هذا الموسم، وقد لوحظ أن شهر كانون الثاني هو أهم الأشهر حيث سجل فيه ما يقارب الثلاثين بالمائة من مجموع الطيور المائية المسجلة الكلي, ولوحظ وجود انخفاض مستمر في أعداد الطيور المائية في الصحراء الشرقية وذلك بسب دورة الجفاف التي تسود المنطقة وتدمير الموائل إضافة إلى الاستنزاف الجائر للمياه من قيعان المياه الصحراوية.

 وقد برز في مواسم الجفاف أهمية مرصد طيور العقبة حيث كان يسجل بها ما يقارب الـ 55% من عدد الطيور الكلي خلال موسم الجفاف. 

بالنظر لما سبق، يتضح جليا أن الأردن تحتوي على بعض أهم محطات الهجرة للطيور المائية وبخاصة قاع الأزرق والعقبة،  وتعد حماية هذه المواقع بما فيها من طيور مائية من أهم الأهداف التي تسعى الجمعية للوصول إليها في سبيل الحفاظ على الطبيعة وجمالها وكذلك من أجل تشجيع التعاون الدولي والجهود الدولية المبذولة في سبيل الحفاظ على هذه الطيور الفريدة وموائلها وذلك لأن هذه الطيور المهاجرة لا تتم حمايتها إلا عن طريق حماية ممرات هجرتها التي تقع الأردن على أهمها.

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter