الرئيس الأمريكي جو بايدن
بايدن يوقع ١٥ أمرا تنفيذيا تبطل قرارات سلفه ترمب
وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي من شأنها أن تبطل قرارات اتخذها سلفه دونالد ترمب، من بينها العودة إلى اتفاقية باريس المناخية، وتحدث عن رسالة "ودية للغاية" تركها له ترمب.
فبعد أدائه اليمين الدستورية الأربعاء، ووصوله إلى البيت الأبيض، وقع سلسلة من الأوامر التنفيذية، أولها ما يتعلق بتشديد الإجراءات الخاصة بجائحة كورونا مثل الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وكافة الإجراءات التي تحددها السلطات.
والأمر التنفيذي الثاني الذي أعلن بايدن توقيعه يتعلق بالمساواة العرقية والعدالة الاجتماعية للمواطنين الأمريكيين وضمان تحقيق المساواة والحصول على المساعدات.
كما وقع بايدن على أمر تنفيذي يعيد بلاده إلى اتفاقية باريس المناخية وإلى منظمة الصحة العالمية اللتين انسحب منهما ترمب.
وقال بايدن للصحفيين في المكتب البيضاوي "سنكافح التغير المناخي كما لم نفعل هنا من قبل".
ووفق وسائل إعلام أمريكية، فقد وقع بايدن مرسومًا ينص على رفع قيود السفر التي فرضتها إدارة ترمب على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
ومن بين الأوامر التنفيذية التي يوقعها بايدن إلغاء تصريح خط أنابيب كيستون إكس إل، وتعليق قرار بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الذي خصص البنتاغون أكثر من 3 مليارات دولار لإنشائه، وذلك بناء على طلب الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقبل توجهه إلى البيت الأبيض، وقع بايدن 3 مراسيم رئاسية في الكونغرس عقب تأديته اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت شبكة "سي إن إن" (CNN) أن بايدن وقع على 3 مراسيم رئاسية في الكونغرس تتعلق بتعيينات وزارية ومناصب فرعية بالوزارات.
وقال في أول تغريدة له على حسابه الحكومي "ليس هناك وقت لنضيعه عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات التي نواجهها".
وأضاف "لهذا السبب، سأتوجه اليوم إلى البيت الأبيض للعمل واتخاذ إجراءات جريئة وتقديم إغاثة فورية للعائلات الأمريكية".
اتصالات مع الحلفاء
قالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض جين ساكي إن "أول اتصال سيجريه بايدن سيكون مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الجمعة القادمة".
وأكدت ساكي في أول ظهور لها، أنه من المتوقع أن تكون اتصالات بايدن الأولى مع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة، من أجل بحث المسائل المهمة عالميا.
وأشارت إلى أن الرئيس طلب من الأمريكيين ارتداء الكمامات، مشيرة إلى أن الدكتور فاوتشي سيبدأ من الخميس، المشاركة في اجتماعات مع منظمة الصحة العالمية.
وفي سياق آخر، أكدت المتحدثة باسم لابيت الأبيض، أن الرئيس بايدن كلفها بقول الحقيقة للشعب الأمريكي.
رسالة "ودية"
وخلال توقيع الأوامر التنفيذية في البيت الأبيض، أعلن بايدن أن سلفه ترمب ترك له في المكتب البيضاوي رسالة "ودّية للغاية" التزاماً منه بالتقاليد المتبعة.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض إن "الرئيس كتب رسالة ودّية للغاية"، ولكنه أشار إلى أنه لن يتحدث عنها قبل أن يتحدث معه.
وحتى مساء الأربعاء لم يكن واضحاً ما إذا كان ترمب سيلتزم بالتقليد المتّبع بين الرئيس المنتهية ولايته وخلفه الجديد ويترك لبايدن رسالة في المكتب البيضاوي، وذلك لأن الملياردير الجمهوري قاطع حفل التنصيب ولم يهنّئ بايدن رسمياً على انتخابه.
وكان الرئيس الأمريكي المنصرف دونالد ترمب قد غادر البيت الأبيض في العاصمة واشنطن بعد انتهاء فترته الرئاسية، متوجها إلى قاعدة أندروز الجوية بضواحي ولاية ميريلاند، حيث أقيمت له مراسم وداع عسكرية.
وبعد إتمام المراسم غادر ترمب قاعدة أندروز نحو مقر إقامته في فلوريدا. وخلال حفل الوداع في قاعدة أندروز ألقى ترمب كلمة قال فيها إنه سيعود بطريقة أو بأخرى.
ووصف الإنجازات التي حققتها إدارته بأنها كانت مدهشة بكل المقاييس حسب تعبيره، مشيرا إلى بيانات الوظائف والمستويات التي وصلت إليها أسواق الأسهم قبل أن تبدأ تداعيات جائحة كورونا.
وأصبح جو بايدن الرئيس 46 للولايات المتحدة بعد أن أدى القسم في حفل التنصيب الذي أجري أمام مجلس الشيوخ كما جرت العادة في العشرين من يناير/كانون الثاني.
كما أضحت كامالا هاريس أول امرأة في منصب نائب الرئيس بالولايات المتحدة بعد أن أدت القسم خلال حفل التنصيب.
ووجه جو بايدن -في خطاب التنصيب- نداء من أجل الوحدة، لمواجهة ما وصفه بالتطرف السياسي ونزعة استعلاء العرق الأبيض والإرهاب المحلي، ونبه إلى أنه دون وحدة لن يكون هناك سلام. ودعا الرئيس الأمريكي مواطنيه إلى بداية جديدة بعد فترة من المرارة والانقسام الحاد، وتعهد بأن يكون رئيسا لكل الأمريكيين.
وقد أشاد بايدن بما وصفه بيوم التاريخ والأمل ولحظة انتصار للديمقراطية، وقال إن فوزه بالانتخابات ليس انتصارا لمرشح بل انتصار للديمقراطية الأمريكية.
وفي رسالة إلى الخارج، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة ستعود إلى تحالفاتها التي شهدت تقلبات في عهد ترمب. ولفت إلى أن إدارته ستصحح أخطاء الماضي وتعهد بأن تعود أمريكا لقيادة العالم وأن تكون شريكا موثوقا.
وكان بايدن استهلّ فعاليات تنصيبه الأربعاء بحضوره مع نواب من الكونغرس قدّاسا في كنيسة بواشنطن، وذلك مباشرة بعيد مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب البيت الأبيض نحو مقر إقامته في فلوريدا.
ووصل بايدن إلى واشنطن قبل فعاليات التنصيب وسط تشديد للإجراءات الأمنية في العاصمة لتأمين الحفل، وفور وصوله شارك مع نائبته كامالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري خُصص لتكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وقبل مغادرته مسقط رأسه في ولاية ديلاوير، تحدث بايدن -في كلمة- عن رغبته أيام شبابه في الكفاح من أجل ما كان يحلم به، وقال إن هناك فرصا عظيمة في بلاده التي تمرّ بأوقات مظلمة.