ارشيفية
أكاديمي أردني في أمريكا يحذر من خطر التهوين أو التهويل بشأن اقتحام الكونجرس.. فيديو
حذر أستاذ التفكير الناقد في جامعة مدينة نيويورك د. اشرف حزيِّن من خطر التهوين وخطر التهويل في المشهد الأمريكي بعد أحداث الكونجرس يوم الأربعاء الماضي، حينما أقدمت مجموعات مؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب على اقتحام مبنى "الكابيتول" - الكونجرس - لمنع المجلس التشريعي الأمريكي من المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية.
وقال خلال مشاركته عبر سكايب من نيويورك في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا إن المشهد السياسي الأمريكي معقد ومركب، ولكن هذا لا يعني التهويل، والذهاب إلى أن أمريكا في طور التفكيك، وأن الديموقراطية فيها انتهت، وهذا لا يعني تهوين ما جرى، والقول إن الديموقراطية انتصرت، بإنهاء الهجوم على الكونجرس والمصادقة على فوز بايدن.
وأضاف إنه لا يحبذ استخدام تعبير "شاخت" لوصف الديمقراطية الأمريكية" ، صحيح أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي لم يعودا يمثلان كل التجمعات السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن هذا لا يعني أن الديمقراطية الأمريكية غير قادرة على التجدد.
ويعتقد حزين أن السنوات المقبلة حبلى بتحولات سياسية كبيرة في الداخل الأمريكي، إذ يبدو أن أحزابًا جديدة على وشك الولادة من رحم الحزبين الديموقراطي والجمهوري، أو من خارجهما، فظاهرة مثل "ساندرز" أو مثل "رشيدة طليب" لا يمكن أن إلا أن تنجب كيانات سياسية مختلفة.
ويرى حزيِّن أن أمريكا شهدت خلال العقود الأخيرة تحولات ديموغرافية وجغرافية عميقة، أحدثت هذا الشرخ في المجتمع الأمريكي، فنحن الآن نتحدث عن الساحل الشرقي والساحل الغربي، وجهات باتت اليوم تؤيد الحزب الديموقراطي، مثل تجمع الصناعات التكنلوجية "سيليكون فالي"، بينما أصبحت الأرياف والبيض بشكل عام هم مؤيدو الحزب الجمهوري.
لكن أبرز هذه التحولات أن الحزب الديموقراطي الذي كان جمهوره الرئيسي الفقراء والملونون، بات جمهوره اليوم هم النخب، مثل "وول ستريت".
وأكد حزيَّن أن ما حدث في انتخابات ولاية جورجيا، التي ظلت لعقود طويلة معقلًا للجمهوريين، بفوز الحزب الديموقراطي فيها، سيكون له تأثير عميق على مستوى السطح السياسي، خلال العامين أو الأربعة أعوام المقبلة، أكثر من تأثير اقتحام مبنى الكونجرس.
ما حصل واضح، أصبح الحزب الديموقراطي مطلق اليد في كل مفاصل الدولة الأمريكية، في البيت الأبيض وفي الكونجرس بغرفتيه الشيوخ والنواب، وهو ما قد يجعله، كما يعتقد حزيِّن، يتجه إلى أحداث تغييرات دراماتيكي في البنية السياسية الأمريكية، مثل المحكمة الدستورية، أو إلغاء المجمع الانتخابي، ما يعني أن أمريكا قد تتحول إلى بلد الحزب الواحد، وهذا عكس منطق الأشياء في بلد كأمريكا.
وأكد أن ما حدث خلق شرخًا عميقًا داخل المجتمع الأمريكي، فخمسة وسبعون مليون أمريكي، الذين انتخبوا ترمب، لن يعودوا إلى منازلهم، ويعلنون استسلامهم، أو على أقل تقدير الجزء منهم المؤيد لترمب.
وقال إن القصة لم تنتهي بعد، فما جرى وسيجري عبارة عن محاولات كسر عظم، لذا فإن الحديث يجري عن ان أمريكا ما قبل السادس من كانون الثاني ليست أمريكا ما بعد هذا التاريخ.
ومحاولات عزل ترمب، التي يعتقد حزيِّن أنها لن تنجح، لا تستهدف منعه من ممارسة صلاحياته الرئاسية خلال الأيام القليلة المقبلة، حتى نهاية مدته في العشرين من هذا الشهر، بل الحيلولة دون ترشحه للرئاسة من جديد بعد أربع سنوات.
وحول قدرة الرئيس الجديد جو بايدن على رأب الصدع الذي حدث، وإعادة توحيد المجتمع الأمريكي، قال حزيِّن إنه لا يعتقد ذلك، فالأمر صعب، خاصة لشخص مثل بايدن، الذي لا يتمتع بصحة جيدة، ويعاني مشاكل في الإدراك.
وأشار إلى أن الصين تمثل اليوم أكبر خطر يواجه الصين، فالاقتصاد الصيني يصعد بقوة، ناهيك عن التطور التكنولوجي المذهل، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية المقبلة مضطرة إلى طي كل الملفات العالقة، لمواجهة الخطر الصيني، كالملف الإيراني، إذ من المتوقع أن تعود أمريكا إلى التفاق النووي مع إيران.
أما بخصوص ملف القضية الفلسطينية، فيرى حزيِّن أن بايدن يختلف عن ترمب شكلًا فقط، أما في المضمون، فموقفهما من القضية الفلسطينية واحد، وبايدن سيستثمر ما حققه ترمب، لينهي القضية الفلسطينية، عبر تجميل بعض التفاصيل، فهو لن يعيد السفارة إلى تل أبيب، ولن يغير في تفاصيل صفقة القرن، باستثناء شكل طرح التفاصيل.