مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

مزارع من منطقة تشيتشيغالبا

1
Image 1 from gallery

فشل كلوي ثم وفاة.. مرض غامض يستهدف الرجال في هذا البلد.. تعرف عليه

نشر :  
09:00 2020-12-08|

استمر وباء غامض في مهاجمة العمال الشباب، الذين يعملون في مزارع قصب السكر في نيكاراغوا، لعقود من الزمان.

ويبدأ الرجال عملهم وهم بصحة جيدة، ويتمتعون بالقوة، لكن بعد الحصاد يعانون حالات الغثيان وآلام الظهر والإرهاق، ويصابون بضعف عضلي شديد، لدرجة أنهم لا يستطيعون العمل، ثم تفضي بهم الحال إلى الموت جراء الفشل الكلوي، رغم أن العديدين منهم لايزالون في العشرينات والثلاثينات من عمرهم.


في تشيتشيغالبا، مركز صناعة قصب السكر في نيكاراغوا، أصبح هذا المرض الغامض هو المسؤول عن نصف حالات وفيات الذكور، خلال العقد الماضي، لدرجة أن إحدى المناطق القريبة من هذه البلدة، والتي يفد منها العمال للعمل في المزارع، أصبح يطلق عليها "جزيرة الأرامل"، نظراً للعدد الكبير من النساء المترملات، جراء موت أزواجهن بهذا المرض الغامض.

المصور الأمريكي، الحائز جائزة "إد كاشي" قام بزيارة تشيتشيغالبا لأول مرة عام 2013، في مهمة لتوثيق محنة عمال قصب السكر في المنطقة، ولم يكن مستعداً في الواقع لتصديق ما رآه "جنازة كل يوم لعامل من عمال قصب السكر، توفي بسبب مرض الكلى"، وعاد كاشي منذ ذلك الحين إلى نيكاراغوا وسلفادور المجاورة، وكذلك الهند وسريلانكا، لتغطية جهود مكافحة هذا الوباء واستجابات العلماء له.

وعلى عكس مرض الكلى المزمن، الذي يتعرض له غالباً كبار السن في المناطق الحضرية، يُعتقد أن مرض الكلى المزمن هذا مجهول المنشأ، ويقتل ما يقرب من 40 ألف شخص سنوياً، وبشكل أساسي في المجتمعات الزراعية المهمشة، التي تعيش على طول خط الاستواء.

وأثار هذا الوباء حيرة الباحثين في البداية عند اكتشافه في نيكاراغوا، وتساءلوا ما إذا كان يمكن إرجاع الوفيات إلى النظام الغذائي أو السموم أو الجفاف، ما جعل شركات السكر تنكر أي صلة سببية محتملة بين المرض وظروف العمل في المزارع. ويؤكد العلماء، الآن، وجود علاقة واضحة بين العمل الشاق في درجات الحرارة المرتفعة وحدوث هذه الحالات. 

وأظهرت الأبحاث أن التحسينات الأساسية في مكان العمل، مثل: التوفير المنتظم للماء والراحة في الظل، يمكن أن تقلل بشكل كبير إصابات الكلى المحتملة بين العمال.


وبالنسبة إلى 2500 عامل ميداني، بأكبر وأقدم مطحنة لقصب السكر في نيكاراغوا، وهي إنغنيو سان أنتونيو، فإن هذه أخبار سارة، قبل خمس سنوات فقط، كانت إنغنيو سان أنتونيو من بين عدد من المطاحن، التي تبرعت بمئات الآلاف من الدولارات للبحث في الأسباب غير المتعلقة بالعمل لهذا الداء. وأصبحت هذه المطحنة، حالياً، رائدة لمبادرة صحة مهنية للتخفيف بشكل كبير، إن لم يكن القضاء، على أمراض الكلى بين عمال مزارع السكر.