مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

تعبيرية

1
Image 1 from gallery

دراسة جديدة تكشف مدى تأثير الأخبار السلبية عام ٢٠٢٠ على صحتنا العقلية والنفسية

نشر :  
23:07 2020-11-30|

دخلت عبارة دوم سكرولينغ (Doomscrolling ) القواميس هذا العام، وهي تعني "الإفراط في متابعة الأخبار السيئة" ولكن الأبحاث في تأثير هذا النوع من الأخبار على صحة وحياة البشر، تمتد لعقود من الزمن إذ تحذر الدراسات العلمية منذ فترة طويلة من أن الاستهلاك المبالغ للأخبار السلبية يؤثر على الصحة العقلية والنفسية للأشخاص.


الدراسات ربطت بين ضعف الصحة العقلية والأخبار السلبية والصادمة مثل الهجمات الإرهابية أو الكوارث الطبيعية ؛ فكلما زاد عدد الأخبار التي يستهلكها الشخص أثناء وبعد هذه الأحداث، زادت احتمالية تعرضه للاكتئاب والتوتر والقلق. 

واستطلعت دراسة أجريت عام 2014 آراء 4،675 أمريكيًا في الأسابيع التي أعقبت تفجيرات ماراثون بوسطن وجمعت بيانات حول كمية الأخبار التي استهلكوها. وكان المشاركون الذين تابعوا أكثر من ست ساعات من التغطية الإعلامية يوميًا أكثر عرضة للإجهاد الحاد بنسبة تسع مرات أكثر من أولئك الذين شاهدوا فقط قدرًا ضئيلاً من الأخبار.

تساعدنا مثل هذه الأبحاث على فهم مدى تأثير الأخبار السيئة على صحتنا العقلية، ويعتقد العلماء أن الأخبار السلبية خلال عام 2020 سيكون لها تأثيرات متضخمة وهذا ما ستكشفه الدراسات. 

وقالت روكسان كوهين سيلفر، عالمة النفس بجامعة كاليفورنيا في إيرفين: "تلقينا هذا العام الكثير من الأخبار عن كوفيد -19 والانهيار الاقتصادي والظلم العنصري والأعاصير والعواصف، ضف إلى ذلك ضغوط الانتخابات الأمريكية، كل هذه الأحداث جاءت الواحدة تلو الأخرى.. لم يكن لدينا الوقت للتعافي من مشكلة ومعالجتها قبل الانتقال للأخرى جميع المشاكل والأخبار السيئة جاءت متراكمة.. وهذا الأمر سبب الكثير من التوتر والقلق.

من جانبه قال جراهام ديفي، الأستاذ الفخري في علم النفس بجامعة ساسكس في المملكة المتحدة: "أن الأشخاص في 2020 يشعرون بإرهاق كبير لأنهم لا يتحملون "عدم اليقين" المرتبط بأحداث هذا العام، لا يدركون إلى متى ستستمر الأوضاع السلبية وكيف ستكون نهايتها، وهذا أمر يؤرقهم."

ويشير علماء النفس إلى أن "عدم اليقين"، يجعل الأشخاص يشعرون وكأنهم في حلقة مفرغة، فكثير من الأشخاص في عام 2020 يجدون الاستماع إلى الأخبار السلبية أمراً مرهقًا ومثيرًا للقلق ولكن لا يمكنهم التوقف عن فعل ذلك لأنهم بحاجة إلى معرفة ما يحدث على الأرض."

بالعودة إلى التسعينيات، بدأ جراهام ديفي يلاحظ أن الأخبار تتخذ نبرة سلبية بشكل متزايد. وقال "بدأ عدد القنوات التلفزيونية يتزايد باستمرار، وأصبحت جميعها تتنافس في نشر الأخبار لجذب المشاهدين.. لقد صممنا دراسة تلاعبنا من خلالها بالعناوين الرئيسية منها الإيجابية والسلبية لمعرفة كيف أثر ذلك على مزاج الأشخاص".

ولإجراء الدراسة، اختار ديفي وزملاؤه 30 شخصًا، قسموهم إلى ثلاث مجموعات، تم عرضوا عليهم نشرات إخبارية مختلفة منها الإيجابية و المتوازنة و السلبية مدتها 14 دقيقة لكل مجموعة، وتم قياس مزاج المشاركين قبل وبعد. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تلقوا أخبارًا سلبية أصيبوا بحالة ذهنية من القلق والحزن أكثر من الأشخاص الذين تلقوا تقارير إيجابية أو محايدة. وقال ديفي إن الأخبار السلبية كان لها أيضا تأثير غير مباشر على الأشخاص [في المجموعة السلبية] إذ بدأوا يظهرون القلق ومخاوف بشأن أمورهم ومشاكلهم الخاصة." بعبارة أخرى، أشارت النتائج إلى أن مشاهدة الأخبار السلبية يمكن أن تجعل الناس قلقين بشأن أكثر ويتحول المحتوى المنشور من مجرد أخبار إلى حالة نفسية تؤثر على حياتهم الخاصة سلباً، وفق موقع "إي بي سي" الأمريكي.

في دراسة أخرى، درست روكسان كوهين سيلفر تأثيرات التغطية الإعلامية خلال هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. وشارك أكثر من 1770 بالغًا في الولايات المتحدة في استطلاع عبر الإنترنت حول مقدار الأخبار التلفزيونية التي يشاهدونها وصحتهم العقلية والبدنية. ثم تمت متابعة المشاركين وإعطائهم تقييمات سنوية مماثلة لمدة ثلاث سنوات. وأظهرت النتائج أن متابعة الأخبار السلبية وقت الهجوم كان مرتبطًا بأعراض الإجهاد اللاحق للصدمة بعد عامين وثلاثة أعوام. 

لحسن الحظ، هناك أشياء يمكن للأشخاص القيام بها لحماية صحتهم العقلية من الآثار الضارة للأخبار السلبية. إذ قالت جوديث أندرسن، أخصائية نفسية في جامعة تورنتو بكندا: "من المهم أن تكون على علم بما يجري في العالم، لكننا لا نريد أن تتحكم فيك هذه الأخبار.. تحقق من الأخبار مرة واحدة فقط في اليوم، ويفضل عدم متابعة الأخبار في الصباح الباكر لأن تأثيرها سيدوم طوال اليوم، كما ننصحك بمتابعة الأخبار من مصادر رسمية ذات مصداقية لتجنب مخاطر الأخبار المضللة أو المضللة."