تعبيرية
يوم الطفل: ٢٥٢ يوما وأطفال الأردن في بيوتهم والرياضة غائبة عنهم
يمر يوم الطفل العالمي على الأطفال الأردنيين والعالم عسيرا غير يسير، بعد أن علق فيروس كورونا المستجد الدراسة في مدارسهم، وأبقاهم في منازلهم منذ 252 يوما وما زالت مستمرة حتى اليوم.
110 أيام دراسية مرت بكل مر على أطفال الأردن، بسبب ظروف استثنائية حملتها جائحة كورونا، بدأت منتصف الفصل الدراسي الثاني من العام 2019-2020، والفصل الأول من العام الدراسي 2020-2021، افتقد خلالها الأطفال الإذاعة المدرسية والتربية الرياضية، والتفاعل مع الأقران في غرف وساحات المدرسة، والتنقل ذهابا وإيابا بين المنزل والمدرسة، وحتى الاشتراك في مقصف المدرسة.
اليوم العالمي للطفل والذي يصادف اليوم الجمعة، يمر عسيرا على الأطفال في الأردن، وهم ينهون 252 يوما في منازلهم، منذ ان أصدر رئيس الوزراء أمر دفاع قرر من خلاله تعليق دوام المدارس والجامعات اعتبارا من يوم الأحد 15 من آذار 2020 الماضي وما زالت معلقة حتى اليوم بسبب فيروس كورونا، حماية للطلاب والمجتمع.
الأطفال في المدرسة الأردنية في الأوضاع الطبيعية ما قبل جائحة كورونا، كانوا ينتظمون بحضور حصص اسبوعية بدءا من يوم الأحد وحتى الخميس، وبمقدار 6 حصص يومية وعلى مدار 5 أيام، لكنها توقفت وتحولت إلى تعليم عن بعد.
يقول طالب الصف التاسع في مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز أويس محمد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الجهد كبير وكثيف في التعلم عن بعد، والجلوس في المنزل دون مدرسة ممل جدا.
ويضيف أن الحصص الدراسية يتم تعويضها من خلال التعلم عن بعد، والجهد كبير على والدته ووالده اللذان يقومان بدور المدرس ورب الأسرة، لكن الذهاب إلى المدرسة أفضل بكثير.
ولفت إلى أن حصص التربية الرياضية واللياقة البدنية هي التي لا يمكن الحصول عليها في التعليم عن بعد، بالإضافة إلى عدم التفاعل مع الأصدقاء، وغياب الإذاعة المدرسية، وكل ذلك بسبب فيروس كورونا.
الاخصائية بعلم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتورة ميساء الرواشدة قالت إن يوم الطفل العالمي ارتبط بأهم الحقوق التي يجب أن تمنح للأطفال، ومن أهم هذه الحقوق حقه في التعليم والحياة الكريمة وأن يعيش داخل اسرة تضمن له الرفاهية.
وأضافت، أنه وبسبب جائحة كورونا فقد كان لابد من أخذ التدابير التي توفر السلامة العامة للجميع واستمرار العملية التعليمية، حتى وان كانت هذه العملية غير تقليدية وأن لا تمنحه عملية التواصل الفعلية.
وبينت أن غياب الطفل عن 660 حصة صفية وجاهية تؤثر عليه علميا ونفسيا واجتماعيا وقد لا يتحصل على المعرفة التي كان سيتحصلها لو كان موجودا مع أصدقائه وأقرانه واساتذته في المدرسة، ومسألة التعليم عن بعد قد تقلل الضرر الذي ينتج لو انقطع الأطفال تماما عن التعليم.
وأكدت، أن عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس هو لمنع ضرر أكبر سيلحق بهم لو عادوا إلى المدارس وسيكون انتشار الفيروس كبيرا وقد تتعرض حياتهم للخطر.
ولفتت إلى أن أبرز المشاكل التي تظهر بسبب عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس، الاحساس بالعزلة والابتعاد عن التفاعل والحياة الطبيعية وتولد لديهم الاكتئاب والتوتر والضيق، والنفور من التعلم الالكتروني ووصلوا الى حالة من الملل.
وبينت أنهم يريدون ساحة وملعبا كبيرا وأنشطة لا منهجية يتشاركوا مع زملائهم فيها، ويشعرون بانهم من الوسائل التي تهدد أسرهم، بنقل الفيروس بهذه المرحلة، وتولد لديهم شعور بأن وجودهم بالمنزل ليس من أجل مصلحتهم بل من أجل مصلحة وحماية الكبار وقد يسبب لهم رد فعل عكسية، واحساسهم بالضيق.
ولفتت إلى ان الكبار يشعرون بالاكتئاب والتوتر في ظل كورونا، فكيف سيتحمل الأطفال مثل هذه القيود، خاصة وأنهم كانوا يخرجون ويلعبون ويتعلمون الموسيقى ويمارسون صنوفا من الأنشطة التي تستغل طاقاتهم، حتى الألعاب الشعبية لم يعد الأطفال يمارسونها بحرية.
ونوهت إلى أن أبرز المشاكل التي قد تنجم عن عدم الذهاب إلى المدارس هو تولد سلوك عدواني لديهم، بسبب عدم توفر الألعاب والأنشطة، وقد ترتفع لديهم وسيلة الغضب، واستخدام الصراخ والبكاء فجأة وقد يتسبب بالعنف مع اخوته.
وبينت أن غياب حصص الرياضة صعب جدا على الطفل، فهي توفر تواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى الأعباء الدراسية عليه والتي من بينها أن يدرس وحده، وهذا ضغط وبالتالي يحتاجون الى رعاية من نوع آخر.
وقالت إن المرحلة الحالية يجب التركيز فيها على المواد الأساسية فقط، وأن لا نرهق الأطفال في دراسة مواد جانبية ليست أساسية، وأن نحاول أن نشرك الطفل في الأنشطة المنزلية والاعمال التي تساعده على تفريغ طاقته وأن يشعر بأنه جزء من منظومة اجتماعية تحبه ويحبها ويتفاعل معها.
دائرة الإحصاءات العامة تشير إلى أن نسبة الأطفال الذين لم يتجاوزوا 18 عاما من العمر بلغت حوالي 40 بالمئة، من سكان الأردن وفق التقديرات السكانية لعام 2019.
وتبين أن نسبة الذكور من أطفال المملكة بلغت 39 بالمئة مقابل 5ر41 بالمئة إناث، وأن طفلين من بين كل خمسة أطفال بين 3 سنوات إلى أقل من 5 سنوات ملتحقون في مرحلة رياض الأطفال، حيث تعتبر البرامج التعليمية خلال مرحلة الطفولة المبكرة مهمة في تهيئة الأطفال وتحسين استعدادهم لمرحلة التعليم الأساسية.
وأوضحت أن 13 بالمئة من الأطفال الذين أعمارهم بين 3 سنوات إلى ما دون 5 سنوات والذين يعيشون مع أمهاتهم ملتحقون في برنامج منظم للتعليم بمرحلة الطفولة المبكرة، وأن النسبة تتوافق مع بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2018-2019، حيث بلغ معدل الالتحاق لمرحلة رياض الأطفال 7ر37 بالمئة، بينهم 2ر38 بالمئة ذكورا، و1ر37 بالمئة إناثا.
وأضافت ان بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2018- 2019 أظهرت تقدما واضحا في معدل الالتحاق في مرحلة التعليم الأساسي، حيث بلغت 7ر94 بالمئة، منهم 4ر94 بالمئة من الذكور مقابل 95 بالمئة للإناث.
وبينت الأرقام أن نسبة الملتحقين بالمرحلة الثانوية للعام الدراسي 2018-2019 بلغت 2ر17 بالمئة، وبنسبة 65 بالمئة للذكور مقابل 1ر78 للإناث.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، قالت في بيان صحافي، إن وجود أكثر من 3 ملايين حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تسبب في اضطراب حياة ملايين الأطفال، وفاقم من الآثار المترتبة على رفاهية الأطفال وتغذيتهم وصحتهم النفسية والتعليم.
وأكدت أنها تمكنت من الوصول إلى حوالي 7 آلاف عائلة في سبع بلدان، مغطية بذلك احتياجات ما يقرب من 13 ألف طفل وفقا للاستطلاعات التي يتم إصدارها بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان إن القيود المفروضة على الحركة وإغلاق المدارس كان له تأثيرا شديدا على الروتين اليومي للأطفال وتفاعلاتهم الاجتماعية وفي النهاية على صحتهم النفسية".
وأضاف أنه كلما طالت الجائحة، زاد تأثيرها على الأطفال، ومن الضروري أن يتواصل البحث عن حلول مبتكرة؛ لمواجهة تأثير الجائحة ودعم الأطفال بالرعاية النفسية الاجتماعية والتعلم المدمج أو عن بعد وتدابير الحماية الاجتماعية بما في ذلك الحوالات النقدية.
وتقدر اليونيسف عدد الأطفال الذين يعيشون ضمن عائلات فقيرة في المنطقة بأنه قد يصل إلى أكثر من 60 مليون بحلول نهاية عام 2020، مقارنة بـ 50 مليون قبل بداية الجائحة ولا يزال الضرر الواقع على الوصول للخدمات الصحية كبيرا، إذ لم يحصل 9 ملايين طفل على لقاحهم ضد شلل الأطفال والحصبة.
وبينت أن منذ شهر آذار تم الإفراج عن أكثر من 3 آلاف طفل من مراكز الاحتجاز في 13 دولة حول المنطقة، وقدمت تسع دول مساعدات نقدية لأكثر من 12 ونصف مليون أسرة وانخفض عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بمقدار النصف مقارنة بعام 2019، ويشمل ذلك عدد الأطفال القتلى والجرحى والهجمات على المدارس والمستشفيات.
وتشير أرقام وزارة التربية والتعليم إلى أن أكثر من مليوني طالب التحقوا بالدراسة في المدارس الحكومية والخاصة، لكن جائحة كورونا تسببت بتحويلهم الى الدراسة عن بعد، حيث أنشأت الوزارة منصة تعليمية لتوفير الدروس للمواد كافة، ومتاحة طوال الوقت، كما بثت هذه الدروس عبر قنوات تلفزيونية لتقليل أثر الجائحة على التعليم.
وسجل الأردن حتى يوم 19 من تشرين الثاني 163 ألفا و 926 إصابة بفيروس كورونا المستجد، توفي منهم 1969 شخصا، وما زال ألفان و134 شخصا قيد العلاج.
